تحي الكنيسة اليوم ذكري رحيل عيد القديس متى الرسول والإجيلي.
عيد القديس متى الإنجيلي هو كاتب الإنجيل الأول من الأناجيل الأربعة. واسم متى في اللغة العبرانية معناه عطاء الله. ولمتى اسم آخر ورد في إنجيل مرقس وإنجيل لوقا وهو لاوي.
كان متى عشارًا أي جابيًا للضرائب في مدينة كفرناحوم، حين دعاه يسوع ليكون رسوله. فقام للحال وترك وظيفته وتبع يسوع. ومن فرحه باختيار يسوع له دعا متى يسوع وزملاءه من الجباة، إلى عشاء فاخر في بيته. ولزم متى يسوع منذ ذلك اليوم ورأى كل معجزاته وسمع تعاليمه.
فسجلها أولًا في ذاكرته ثم في إنجيله. وبعد صعود يسوع إلى السماء بشّر متى أولاد يهود فلسطين وكتب لهم الإنجيل. ثم ذهب إلى بلاد العرب والحبشة. وقيل أيضًا إلى بلاد الفرس والعجم. وفي الصور والرسوم المسيحية القديمة كان يُرمز إلى متى بالملاك لأن إنجيله يبدأ بظهور الملاك ليوسف خطيب مريم العذراء.
وقد كتب متى إنجيله باللغة الآرامية. وكتب متى هذا الإنجيل سنة 44 بعد قيامة السيد المسيح. ولكن ضاعت هذه النسخة الآرامية الأصلية وبقيت لدينا فقط ترجمتها اليونانية.
ولما كان متى يكتب إنجيله خاصة لليهود فقد حرص على أن يبين لهم في هذا الإنجيل أن يسوع هو المسيح ابن داود الملك الذي ينتظرون قدومه كما وعدهم به الله منذ القدم. وأظهر متى لليهود كيف أن النبوءات التي وردت في العهد القديم من الكتاب المقدس عن المسيح والعلامات التي أعطاها الأنبياء عن شخصية المسيح وعن مجيئه تحققت كلها في يسوع. لذلك نراه يكرّر هذه العبارة: وحدث ذلك ليتم ما قيل على لسان النبي وأظهر متى في إنجيله أن يسوع هو ابن الله الحي كما شهد له القديس بطرس، فالمسيح هو موسي الجديد الذي يمنح شريعة التطويبات.
موته لايعلم بالضبط كيف وأين قُتل متى الإنجيلي ولكن بعض القصص التراثية تروي بأن متى بشر وقُتل في سبيل إيمانه في إثيوبيا، قصص أخري تحكي أنه قُتل في مدينة هيرابوليس اليونانية، يؤيد هذه الرواية القديس إيبيفانيوس أسقف قبرص ( القرن الرابع ) الذي يعتقد بأن متى العشار قُتل في هيرابوليس أما التلميذ الذي استشهد في إثيوبيا هو متياس الذي أخذ مكان يهوذا الإسخريوطي في جماعة الإثني عشر
وكان ما يُفترض بأنه جثمانه موجودا في بلدة كاباتشيو في منطقة كامبانيا الإيطالية وبعد ذلك نُقل إلى مدينة ساليرنو عاصمة كامبانيا في القرن العاشر الميلادي، وهو محفوظ الآن في أحد السراديب الواقعة أسفل إحدى الكاتدرائيات هناك.