ذكر تقرير جولد بيليون، الصادر اليوم الخميس، أن ارتفاع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال جلسة اليوم الخميس ليسجل أعلى مستوى جديد منذ 6 أشهر مخترقاً المستوى 105، وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس بنسبة 0.2% يخلق مزيد من الضغط على الذهب كما ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات ليسجل أعلى مستوى منذ أكتوبر 2007 عند 4.448%، كما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين إلى أعلى مستوى في 17 عام عند 5.202%.
تأكيد البنك الفيدرالي على استمرار سياسة التشديد النقدي حتى الوصول إلى مستهدف التضخم 2% والذي من المتوقع أن يستمر حتى عام 2026، بالإضافة إلى إشارة رئيس البنك باول بإمكانية رفع الفائدة مرة أخرى هذا العام وتقليل فرص خفض الفائدة في 2024، عمل على دعم أسواق السندات بشكل كبير الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على العائد.
ارتفاع عوائد السندات يزيد من جاذبية أسواق السندات للمستثمرين مقارنة مع الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، هذا بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي الأمر الذي يضغط بشكل سلبي على أسعار الذهب بسبب العلاقة العكسية التي تربط بينهما، منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.
وضع الذهب العالمي بعد اجتماع الفيدرالي
التأثير اللحظي لاجتماع الفيدرالي أمس على الذهب كان إيجابي ودفع الأسعار إلى المستوى 1947 دولار للأونصة وهي تمثل مناطق المستوى النفسي 1950 دولار للأونصة، وذلك قبل أن يعود إلى الهبوط بعد صدور تصريحات رئيس البنك.
الآن أصبحت الصورة سلبية بشكل كبير على مستقبل الذهب على المدى المتوسط خلال الأشهر القادمة، مع توقعات برفع جديد للفائدة في نوفمبر القادم إلى جانب استمرار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من 20 عام لما بعد منتصف عام 2024 كما تشير التوقعات.
وأكد تقرير جولد بيليون أن استمرار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة يعد سيناريو سلبي بالنسبة للذهب بسبب تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه وعلى المدى القصير قد نشهد استمرار الذهب في التراجع وصولا لمستويات 1910 ومن بعدها المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة والذي سيحدد مصير الذهب سواء الارتداد لأعلى أو التوسع في الهبوط.
من جهة أخرى نجد أن البنك الفيدرالي قد كرر في بيانه إلى استمرار اعتماد قرارات البنك على البيانات الاقتصادية، وهو ما يعطي الذهب فرصة للتذبذب وفقاً للبيانات التي تصدر بشكل دوري، ولكن بشكل عام سيظل هناك ضغط سلبي للأسباب السابق ذكرها.