يحتفل العالم اليوم بـ"اليوم العالمي للسلام"، وهو احتفال تطلقه الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 21 سبمتبر من كل عام، وبمناسبة هذا الحدث نسلط الضوء على دور الكنائس ورجال الدين المسيحي في بث السلام في العالم ودعوتهم لوقف الحروب المدمرة.
البابا تواضورس وحرب روسيا
كشف البابا تواضروس الثاني عن موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية عقب اندلاعها بأسبوع حيث أعرب أسفه، مؤكدًا أن العالم لا يحتمل اندلاع حرب، بعدما عانى العالم كله من ويلات جائحة كورونا.
وقال قداسة البابا: «نحن في الكنيسة القبطية نأسف كثيرًا لهذه الحرب التي بدأت من حوالي أسبوع وشئ مؤسف جدًا ما نراه وما نسمعه، ربنا يستر على العالم كله، نأسف لهذه الحرب التي بدأت بين بلدين شقيقين، وكنيستهم كنيسة واحدة وشعبهم شعب واحد، ولهم لغة واحدة، وهما أصدقاء جدًا لمصر، ونتألم لسقوط ضحايا ومصابين، وللخراب والدمار الحادث هناك، والحروب في هذه الأيام تستخدم أسلحة متقدمة بخلاف الحروب قديمًا، وهو أمر مفزع يهدد العالم الفناء.
وتابع: «بدأنا نجد أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين، وبعد أن كانت الناس تعيش في سلام تحول الوضع لصورة مؤلمة جدًا، وللأسف الحكمة غائبة عن قادة كثيرين، والاستفزاز يجلب عنف، وغياب الحكمة هو الذي أوصل الأمور إلى الوضع الحالي، ولست في موضع يسمح لي بأن أحدد الطرف المخطئ، ولكننا نصلي من أجل هذا الأمر ومن أجل العالم كله، ولا سيما أن الوضع في العالم لا يحتمل حرب جديدة، يكفي ما فعله فيروس كورونا في العالم، الذي راح ضحيته خمسة ملايين شخص وأصيب به 500 مليون أخرين، وهي في حد ذاتها حرب من الفيروس، وللأسف الإنسان دومًا يتناسى ويعود ليدخل في حرب، ولا شك أن هناك من يتألمون ومن فقدوا بيوتهم.
وكما حث أيضاً البابا فرانسيس على وقف القتال في هذه الحرب الدامية، حيث أنا على استعداد لبذل كل جهد ممكن لوقف هذه الحرب، هناك مهمة قيد التنفيذ الآن لكنها ليست علنية بعد عندما تكون علنية، سأكشف عنها".
وتابع: “السلام يتم دائما من خلال فتح القنوات، لا يمكنك أبدا تحقيق السلام من خلال الإغلاق. هذا ليس بالأمر السهل.”
ويدعو فرنسيس إلى السلام أسبوعيا تقريبا منذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية فى أوكرانيا فى فبراير 2022 وعبّر مرارا عن رغبته فى لعب دور الوسيط بين كييف وموسكو، ولم يتمخض اقتراحه حتى الآن عن أى انفراجة.
كما ألتقى رئيس الوزراء الأوكرانى دينيس شميهال بالبابا فى الفاتيكان، وقال إنه بحث "صيغة للسلام" طرحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مضيفا أنه وجه الدعوة للبابا لزيارة كييف.
مجلس الكنائس العالمي والقضية الفلسطينية
يدعو المجلس الكنائس العالمي بشكل مستمر لحل القضية الفلسطينية عن طريق تنيظم العديد من البرامج والمبادرات سنوياً، ويصدر نداءات وبيانات عن حقوق الفلسطينيين، وحق الانسان في حريته في التعبد، وكما يندد المجلس باقامة دولتين مستقلتين لنزع فتيل الأزمة.
قامت رئاسة اللجنة المركزية في مجلس الكنائس العالمي بزيارة إلى الأراضي المقدسة منذ عدة سنوات، حيث شدد الوفد على دعم مبادرات السلام في هذه المنطقة المضطربة.
وأتت هذه الزيارة كتعبير عن السعي إلى العدالة والسلام، وكتأكيد على التزام مجلس الكنائس العالمي بدعم مسيرة السلام في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط، وعلى رغبته المستمرة والواضحة في تحقيق سلام عادل.
التقى وفد مجلس الكنائس العالمي ببعض الزعماء اليهود والمسلمين. ففي مركز بيريز للسلام التقى بمجموعات فلسطينية وإسرائيلية تدافع عن حقوق الإنسان وبشيمون بيريز، وفي رام الله التقى برئيس الوزراء الحمد الله وباللجنة الرئاسية للشؤون الكنسية إضافة إلى ممثلي الجمعيات المسكونية. وعُرضت على الوفد صورة عن الأوضاع في ظل الاحتلال وبعض المشاريع الاجتماعية الناجحة في المنطقة.
بينما يقول المطران عطالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، أنّ السلام الحقيقي لن يُوجد إلا بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وتابع: "إنّ أي حديث عن السلام بدون التأكيد على العدالة إنّما هي أكذوبة كبرى فلا يمكن للسلام الذي يتغنى به البعض أن يكون حقيقة على الأرض إلا من خلال العدالة".
وأضاف: "إنّ العدالة في مفهومنا تعني أن تتحقق تطلعات وطموحات وثوابت شعبنا وأن ينال حريته الكاملة وأن يزول الاحتلال لكي ينعم هذا الشعب بالحرية والاستقلال مثل باقي شعوب العالم".