عرف الشاعر الراحل سيد حجاب، خلال مشواره بمواقفه الوطنية، فعلي الرغم من التاريخ الفني الكبير الذي يتمتع به، إلا أنه لم ينس دوره تجاه وطنه في يوم من الأيام، وكان له العديد من المواقف الوطنية المهمة والتي كان من أبرزها دوره الرئيسي في اعتصام وزارة الثقافة والذي كان الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو 2013.
فلقد كان سيد حجاب من أبرز المشاركين في اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة، والذي بدأ في صباح 5 يونيو 2013 واستمر حتى قيام ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم جماعة الإخوان، اعتراضا على قرارات الوزير الإخواني علاء عبد العزيز والذي أصدر عدة قرارات حينها بالإطاحة بعدد من الكفاءات كي يحل محلهم أعضاء تابعين لجماعة الإخوان، وهو ما قابله رفض شديد لعدد من المثقفين البارزين والذين رفضوا السكوت عن ممارسات جماعة الإخوان ورفضوا سياسة أخونة الوزارة، وقرروا الاعتصام سلميا أمام وزارة الثقافة للتعبير عن غضبهم وكان سيد حجاب من أوائل المشاركين في هذا الاعتصام.
ولم يكتف سيد حجاب بالمشاركة فقط في اعتصام وزارة الثقافة علي الرغم من أن مشاركته في حد ذاتها كانت دعوة صريحة لمشاركة الكثير من الفنانين والمثقفين في اعتصام وزارة الثقافة، ولكنه شارك أيضا بأفكاره في تنظيم فعاليات الاعتصام وإعداد البيانات التي تصدر عن الاعتصام، بجانب دعوته للكثيرين للمشاركة في الاعتصام للتعبير عن غضبهم ورفضهم لقرارات الوزير الإخواني، فلقد كان سيد حجاب من العناصر المهمة والفعالة في نجاح اعتصام وزارة الثقافة.
وفي حوار صحفي سابق للشاعر الراحل سيد حجاب مع إحدى الصحف، خلال مشاركته في اعتصام وزارة الثقافة، وذلك قبل أيام قليلة من اندلاع ثورة 30 يونيو 2013، قال سيد حجاب، إن الهدف الحقيقي لاعتصام وزارة الثقافة هو المشاركة في الحراك الشعبي ضد السلطة والمتمثلة في جماعة الإخوان حينها، وليس ضد الوزير الإخواني علاء عبد العزيز فقط أو غيره، لأنهم يعتبرون أداة من أدوات جماعة الإخوان.
وأكد سيد حجاب خلال حواره حينها، أن مصر أكبر من الإخوان مهما حاولوا تخريبها أو إضعافها، مبديا عدم قلقه من تهديدات جماعة الإخوان، وذلك لأنهم غير قادرين على شن حرب على الشعب المصري.
و أكد سيد حجاب على وطنيته وتفضيله مصلحة بلاده فوق أي مصالح أخرى، حيث لم يخف من تهديدات جماعة الإخوان الحاكمة للبلاد حينها ولم يقتصر هجومه على وزير الثقافة فقط، مؤكدا على أن اعتصام وزارة الثقافة كان بمثابة الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو.
دور رئيسي
وفي حديث خاص لـ "البوابة " تحدث عدد من الفنانين والمثقفين الذي كان لهم مشاركة حيوية وفعالة خلال أحداث اعتصام وزارة الثقافة، عن دور سيد حجاب المهم في نجاح اعتصام وزارة الثقافة، والذي كان من أوائل المشاركين به.
وقالت إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة السابقة، كان متواجدا معنا طوال الوقت بأفكاره وإصراره
وأضافت عبد الدايم، خلال حديثها لـ "البوابة "، والتي كانت تشغل حينها منصب رئيسة دار الأوبرا المصرية قبل أن يقيلها الوزير الإخواني علاء عبد العزيز كي يحل محلها عضو من أعضاء جماعة الإخوان، أن الشاعر الراحل سيد حجاب كان من أبرز الشخصيات التي تواجدت في اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة للاعتراض على قرارات وزير الثقافة الإخواني، وشارك سيد حجاب في الفعاليات مع عدد من المثقفين البارزين مثل الراحلة فتحية العسال والراحل بهاء طاهر بجانب عدد كبير من الفنانين.
وأشارت إلى أن بداية الاعتصام كانت من دار الأوبرا المصرية، ثم تحول الاعتصام بعد ذلك إلى وزارة الثقافة وكان سيد حجاب من أوائل الذين تواجدوا في اعتصام وزارة الثقافة برفقة غيره من المثقفين والمبدعين، وكان سيد حجاب متواجدا معنا طوال الوقت بأفكاره وإصراره هو وباقي المثقفين الذين تواجدوا في الاعتصام.
وقال المخرج ناصر عبد المنعم، إن الشاعر الراحل سيد حجاب كان من أوائل من دخلوا وزارة الثقافة، للاعتراض على قرارات الوزير الإخواني علاء عبد العزيز، وذلك كان في صباح يوم الاربعاء 5 يونيو 2013، وكان لابد من وجود أشخاص بارزين يومها، وكان سيد حجاب من أبرز الشخصيات حينها، حيث إنهم واجهوا صعوبات ومضايقات من أتباع الوزير الإخواني في بداية الاعتصام.
وأضاف عبد المنعم خلال حديثه لـ "البوابة " أنه في الساعات الأولى كان دور سيد حجاب، أساسيا ومهما، أولا لدوره في بدء رفض العاملين بوزارة الثقافة لوجود رئيس قطاع مكتب الوزير الإخواني، وثانيا دوره في أن يستتب الأمر للمعتصمين داخل الوزارة وأن يبدأوا في التحكم بمبنى الوزارة، فلقد كانت الساعات الأولى تمهيدا لنجاح الاعتصام، ولولا هذه الساعات الأولى ودور سيد حجاب لم يكن سينجح الاعتصام، والساعات الأولى للاعتصام ترتب عليها نجاح اعتصام المثقفين بوزارة الثقافة من 5 يونيو إلى 30 يونيو 2013، وقيام ثورة الشعب في 30 يونيو.
وتابع ناصر عبد المنعم، أن سيد حجاب كان يشارك بشكل أساسي في إعداد البيانات التي تصدر عن الاعتصام، بجانب دوره المهم في التحضير لثورة 30 يونيو نفسها، حيث إنه أثناء تواجده في اعتصام وزارة الثقافة كان يلعب دورا تحضيريا مهما لثورة 30 يونيو، وأعتقد أن هذا ظهر في اشتراكه في لجنة صياغة الدستور بعد نجاح الثورة، كما أنه هو من قام بكتابة مقدمة الدستور.
وأكد ناصر عبد المنعم، أن دور سيد حجاب في اعتصام وزارة الثقافة كان في منتهى الأهمية، لأنه لولا أول ساعتين في بداية اعتصام وزارة الثقافة ووجود سيد حجاب معهم، لم يكن الأمر سوف يستقر بالنسبة للمعتصمين والاستمرار في الاعتصام، فوجوده وسط المعتصمين أعطى ثقلا لاعتصام وزارة الثقافة، ووجوده أيضا شجع الكثير من المثقفين والفنانين على الانضمام للمعتصمين في وزارة الثقافة وأعطى زخما داخل الاعتصام، بجانب الاتصالات التي أجراها مع عدد من المثقفين والفنانين للمشاركة في الاعتصام، فدوره كان مهما سواء تنظيميا أو في الاستشارات التي قدمها للفعاليات الفنية التي تمت إقامتها في الاعتصام أمام وزارة الثقافة، والتي كانت في غاية الأهمية، وأعتقد أن التاريخ سيذكر دور سيد حجاب الأساسي في اعتصام وزارة الثقافة 2013.
من جهته قال الكاتب يوسف القعيد، إن الراحل سيد حجاب كان مهموما بقضايا وطنه، وكان متحدثا لبقا وكان له حضور خاص في الجلسات، وكانت مشاركته في الأحداث العامة مهمة للغاية، وخاصة دوره في اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة في عهد الإخوان، والذي يعد مقدمة لثورة 30 يونيو، وكانت هناك عناصر فاعلة ومؤثرة جدا في اعتصام وزارة الثقافة وفي مقدمتهم الشاعر سيد حجاب والدكتورة إيناس عبد الدايم رئيسة الأوبرا في ذلك الوقت والتي غيرها الإخوان بعنصر إخواني تابع لهم، ولكن ثورة 30 يونيو قضت على مثل هذه الأمور.
وأكد يوسف القعيد خلال حديثه لـ "البوابة" أن سيد حجاب جزء من ضمير مصر الوطني والشعري، وكان له دور مهم جدا في اعتصام وزارة الثقافة، حيث إن مجرد مشاركته في الاعتصام كان دعوة حقيقية لحضور الكثير من المثقفين والفنانين والأدباء والرسامين وغيرهم، فلقد كان جزءا من ضمير مصر في هذا الاعتصام المهم أمام وزارة الثقافة، متمنيا أن تدون وقائع هذا الاعتصام ولا تترك للنسيان، حيث حمل الاعتصام الكثير من الأمور الجميلة في تاريخ مصر العريق.
وحرص الكاتب يوسف القعيد على توجيه الشكر لـ "البوابة" على إصدار عدد ورقي خاص عن الشاعر الراحل سيد حجاب وتناول دوره المهم في اعتصام وزارة الثقافة، لأن هذا إنصاف يستحقه.
وقال الفنان سامح الصريطي، إن الشاعر الراحل سيد حجاب كان من أوائل المشاركين في اعتصام وزارة الثقافة، وكان حريصا على التواجد في الصباح الباكر في اعتصام وزارة الثقافة، وكان يشارك في فعاليات الاعتصام مع العديد من المثقفين البارزين، وكان الاعتصام به العديد من المواقف الغريبة التي تعرض لها المعتصمون والذين كان من أبرزهم سيد حجاب.
وأضاف سامح الصريطي خلال حديثه لـ "البوابة "، أنه كان مع سيد حجاب في لجنة الحقوق والحريات بلجنة صياغة الدستور، وأنه تشرف بزمالته في لجنة صياغة الدستور بعد نجاح الثورة، فهو كان مواطنا مخلصا بسيطا محبا لوطنه، وتم الإجماع على أن سيد حجاب هو من يكتب مقدمة الدستور، وهذا شيء سوف يذكره التاريخ.
وقال الفنان التشكيلي محمد عبلة، إنه كانت هناك حالة من الغضب من المثقفين ومن أبرزهم الشاعر الراحل سيد حجاب بعد قرارات الوزير الإخواني علاء عبد العزيز، ولم يستطيعوا السكوت حينها عن هذه القرارات.
وأضاف محمد عبلة خلال حديثه لـ "البوابة "، أن وجود سيد حجاب في اعتصام وزارة الثقافة كان مبهجا ومشرقا، لأنه كان دائما يولد أفكارا للاعتصام، بجانب شعره وحماسه، حيث كان يشجع الآخرين على المشاركة في اعتصام وزارة الثقافة، وكان يتصرف بتلقائية شديدة جدا خلال الاعتصام، وكان يستجيب دائما للنداءات التي تشجع الكثيرين على المشاركة في الاعتصام، فهو كان محرضا كبيرا.
قيمة كبيرة
وقال الشاعر زين الدين فؤاد، إن مئات المثقفين والفنانين شاركوا في اعتصام وزارة الثقافة للاعتراض على قرارات الوزير الإخواني حينها وكان من أبرزهم بالطبع الشاعر الراحل سيد حجاب نظرا لقيمته وأهميته الكبيرة.
وأضاف زين الدين فؤاد خلال حديثه لـ "البوابة"، أن سيد حجاب كان متواجدا خلال أيام الاعتصام والذي استمر لفترة طويلة حتى قيام ثورة 30 يونيو 2013، وكان وجوده في اعتصام وزارة الثقافة في حد ذاته نجاحا للاعتصام.