الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الاعداد الخاصة

ريم حجاب تكشف لـ«البوابة نيوز» جوانب خفية من حياة والدها: يكتب على ورق "فلوسكاب".. ويحتفظ لنفسه بالمسودات.. ويقرأ سيناريو الأعمال الفنية كاملًا.. وكنت طفلة محظوظة جدًا وطيف والدى ما زال في الوجدان

سيد حجاب وابنته ريم
سيد حجاب وابنته ريم حجاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شكل الشاعر الكبير سيد حجاب جزءا كبيرا من تشكيل وجدانا الفكري، كبرنا ونشأنا على كلماته التي تغني بها كبار المطربين في تترات وأغاني المسلسلات، لم ننس كلمات مسلسل الأيام ومعافرة طه وأحزانه وأفراحه، أو أغاني مسلسل وقال البحر «واهى دايرة بينا الحياة موجة ورا موجة»، «آه من هدير البحر لما يزوم! آه من فحيح الريح لما تقوم! / يوم بعد يوم.. طير المصير بيحوم»، لم يكن مجرد شاعر عامية كان فيلسوفا استطاع بأشعاره أن يلمس قلوبنا ويكون جزءا من ذكرياتنا وذكريات طفولتنا البريئة».

وفي هذا العدد الخاص الذي تقدمه «جريدة البوابة» للاحتفاء بميلاد شاعر متفرد ومنفرد غرد بكلماته العذبة على أحزاننا وأفراحنا، وظلت كلماته السهلة والبسيطة والعميقة عالقة في وجداننا وأذهاننا مهما حينا، وفي هذا الحوار مع ابنته الوحيدة الفنانة ريم حجاب، والتي تتحدث معنا عن الوجه الآخر لسيد حجاب الأب والصديق في حديث نابع من القلب والوجدان ورحلة منذ الطفولة حتى مرحلة المراهقة والزواج.. تجوب بنا ريم في رحلة عبر الزمن عن الأب الذي لا يعرفه الجميع.. كيف كان وكيف ربي وكيف غرس بداخلها حب الفن والحياة.. وإلى نص الحوار..

·       حديثنا عن سيد حجاب الأب.. كيف كان يتعامل معك.. وما هي مشاعرك تجاهه؟

في الحقيقة إن كل لحظة مع بابا عايشه جوايا زي السحر، ولا أشعر أنني في احتياج لتذكره، لأنه يعيش معي في كل اللحظات، أشعر دومًا بأثره وثرائه في نفسي، أشعر وكأنه ترك الحياة وسايب معايا بكل كرم حاجات كتير كانت بينا.

وهذا ليس مجازا هذا إحساسي بأبي، لأنه كان إنسانا حيا، وكان موجودا في الدنيا بروح حاضرة جدًا، فكان يملك روحًا جميلة وحرة وسمحة، وظل جزءا كبيرا منه في كل من يقابلهم، والحقيقة أن حظي كان كبيرا بأنني كنت ابنته، فقد ترك في قلبي أشياء كثيرة جميلة.

«ومن الملايكه جابتلي ملاك ونقتلي»

وفي الحقيقة أن كل المواقف اللي عشتها مع بابا عايشة معايا ومأثرة في تكويني، لعبنا سوا، وقعداتنا وأنا طفلة أو وأنا كبيرة، ومناقشتنا، وإزاى كنا نتناقش ونحلل في الفن والسلوك الإنساني والمجتمعي وفي الحياة وفي كل الأمور، حتى في لعبه معي وأنا طفلة صغيرة، كان فيه دايما بجانب المتعة الشديدة.. قيم إنسانية كثيرة أكتسبها، من خلال احترامه لعقلية الطفلة التي أمامه.

خاصة حينما كان يتحدث معي حول المحبة، وكيف تفتح المحبة أبواب في القلب والوعي للتفهم وللإدراك الأعمق لقيمة الناس والحياة وقيمة التأمل والبحث.

وأتذكر أنني حينما كنت صغيرة كنت لا أعرف كيفية نطق حرف السين، ووقتها كنت بحب لعبة «الميكانو» ووقتها بابا: «قال لي تعالي ح لعب معاكي لعبة، وكل أما تكسبي فيها ح أديكي اتنين ميكانو وكل أما تخسري هاخد منك واحدة، وكان اللعب على الثين والسين، لو قولت سين آخد اتنين، لو قولت ثين أديله واحدة، وقعدنا نلعب بكل الكلام والجمل اللي فيها سين، لما خلصنا القعدة وأنا مش بتلخبط في السين خلاص».

«وقتها فكيت عقدة حرف السين، وكنت فرحانه جدًا في ظل رحابة اللعبة وتعرفت على مفردات كثيرة زيادة موجود فيها حرف السين في مواقع مختلفة من الكلمة، كما أننا ألفنا سويًّا أشعار فيها حرف السين»

«محناش ضعاف قلالات حيلة»

الحقيقة إني كنت طفلة محظوظة جدًا، لأن بابا كان دايما يربط التعليم بهرمون السعادة، ولهذا كان أثره كبيرا وعميقا، وكانت تلك الطريقة تفتح أمامي مسارات رحبة في الخيال والتحليل والتواصل، ومدى القدرة الإنسانية على استيعاب الأمور الصعبة، منذ أن كنت طفلة وحتى سفري لإنجلترا لدراسة الماجستير.

 

** حديثا عن طقوس الكتابة عند الشاعر سيد حجاب؟

بابا دايما كان عنده ورق فلوسكاب بيتنيه بالطول وحاطه قريب منه طول الوقت، وبيكون ورق كتب على ناحية منه قبل كده، بيكون عليها حاجات خلاص لم يعد يحتاجها، هذا الورق كان بمثابة وعاء الأفكار الشعرية أو الفنية التي تطرأ على ذهنه في أي لحظة بخصوص ما يتأمله، وفي الوقت المناسب أي إلهام أو فكرة شعرية أو قد تفيده في شعره بشكل أو بآخر  ويراها مهمة كان يقوم بتسجيلها في هذه المسودة، وبعد أن تتبلور الفكرة وتحظى بأحقيتها في الكتابة، يقوم بكتابتها في ورقة فلوسكاب جديدة بخط إيده الجميل جدًا، سواء النسخ أو الكوفي، وكان إما أن يقوم بعمل نسخ منها إذا كانت تخص أحد الأعمال، أو يقوم بحفظها إذا كانت مجرد فكرة طرأت على ذهنه، وأستطيع القول أن هذه المسودات كانت صاحبته أو قريبة من يده معظم الوقت.

** هل كان له طقوس معينة فى المنزل؟

بابا كان يحب كتير يتمشى في البيت ويهزر، وكان يتمتع بخفة الظل، وكان بشوش الوجه، ويحب الهزار ويلعب معانا نسمع مزيكا سوا نتفرج على فيلم من الأفلام الملهمة فنيا ونتكلم، متابع للفن تشكليل ولكل ما وجديد في الفن والحياة وده جزء من طقوسه التحضيرية وطقوسنا اليومية سوا.

أما في لحظات الكتابة فكان يدخل المكتب ويقفل على نفسه كي يركز بعيدًا عن أي شيء يحدث في المنزل، كما أننا أيضًا كنا نحترم تلك اللحظات، وأنا تعودت عليها وأحببتها وتعلمت من تلك الحالة الكثير من غير أن يكون هناك أي تلقين للتعلم من هذه الحالة،

كما أنني تعلمت منه أهمية تهيئه الجو العام والتركيز والإخلاص، وتعلمت منه أن الفن ليس بالأمر السهل أو الهين، وكان يرى أن الفن مسئولية ووعي، وأن الموهبة هي قدرة ووسيلة ومن الضروري حسن إدارتها والإخلاص لها وليس لتوابعها وهو الأمر الأهم.

الشعر روحه

في البداية، بالطبع لم أكن أتفهم هذه الطقوس الخاصة بوالدي في الكتابة، وكنت كثيرًا ما أريد أن أدخل عليه غرفته، بحجة سؤاله عن أي أمر، وهو كان يقابلني بمنتهى الترحاب ويجيب علي، ويقول لي: «أول لما هخلص هطلع وساعاتها نقدر نفكر سوا ونتكلم باستفاضة أكتر»، وأوقات كان يقول لي: «حتلاقي إجابة عن سؤالك ده في الكتاب الفلاني اللي محطوط في تاني رف على الشمال رابع كتاب مثلا في المكتبة بتاعتنا اللي هي كبيرة جدًا واخده حائطين من أوضة المكتب».

وأستطيع القول أن الشغل لبابا لم يكن شغل بالمعني المتعارف عليه، فالشعر كان روحه، وكانت روحه عندها حب استطلاع أدى إلى معرفة مفتوحة ومتطلعة بتعمق في اتجاهات كثيرة جدًا مختلفة ومتنوعة ومتسعة في الفن وفي العلوم والتاريخ والفلسفة وغيرها من العلوم وطبعا الأشعار والمسرحيات والروايات.

«يا أصحابى.. لا.. متوسعوش ليا أنا / داحنا يادوبك كل واحد مننا / بيقول كلامه/ وهو برضو يسمعه/ يا أصحابي آه.. حتي الجمل/ بما حمل/ ميّل.. ونخّ»

·       تميز سيد حجاب بأنه كان صديقًا للجميع من مختلف الأجيال حديثنا عن علاقته برفقاء دربه وزملاء الرحلة من شعراء ومطربين؟

في الحقيقة بابا كان صديقا لأغلب المطربين، ومنهم عمو علي الحجار وعمو محمد الحلو، ولم يكن له مطرب مفضل كان يرى أن كل صوت وله جماله وعالمة وأتذكر أن والدي كان منفتح جدًا على الجميع، ولم يكن لديه أي عدوات مع أي شخص، حتى لو حدث خلاف فيكون من أجل العمل فقط، حول نقطة معينة ولم يكن الخلاف مع الشخص نفسه، فهو يمتاز بالموضوعية حتى في نقاط اختلاف. 

كما أنني أشعر أن والدي من خلال حبه للحياة وحبه لاستكشافها يجعل من قلبه دائمًا مفتوحًا لكل الناس بالتساوي، فالجميع كانوا لديه سواسية، فكان موسوعي ولديه الكثير من المعارف لكنه لم يكن يرى مطلقًا بانه أعلى من الجميع، بل على العكس.

كما أن الطفل الذي بداخله كان يحب اللعب والاستكشاف، للتنويعات البشرية التي كان يضعها الله في طريقه، وهذا جزء أصيل من ثرائه الفكري والمعرفي والإنساني، وأنه كان يقدر النفس البشرية ولا يحكم عليها مطلقًا، كما أنه كان لديه موقف من الوجود ومبادئ كان يتبعها دومًا، وهو ما جعله يتقبل الآخر ويناقشه حتى في مناطق أو نقاط الخلاف معه.

«ما تقولش أصلك وفصلك كلنا واحد/ من أصل واحد ورب الكون إله واحد»

زملاء المهنة

من واقع معرفتي بأبي، أنه كان لا يرى أن الفن ليس به أي منافسة وكان يرى أن الفن هو عبارة عن روح، ولا توجد روح تنافس روح، وكل شخص لديه روحه الفريدة وتفرده ومساحته التي أعطاها له الله، ولا يوجد شخص لديه القدرة على إزاحة الآخر.

وأن كل موهبة لها تفردها ولونها التي تمتاز بها، وأن الأرواح هي أرواح فريدة، ولا يمكن أن تخشى المنافسة، ولأن الفنان الحقيقي لا يخطر بباله فكرة المنافسة، فهو لا يدخل في حرب، فأبي يحب الشعر وكان يكتب رؤيته في الحياة من خلال الشعر، فكان لا يرى للمنافسة أي أهمية لأني ابي كان يرى أنه يعمل بهوايته.

وكان أبي لديه أصدقاء كثيرون، سواء من شعراء جيله أو الجيل الذي سبقة أو من شباب الشعراء، وأعتقد أنه كان منفتحا على الجميع، وكان مخلصا جدًا لما يقوم به، حتى في النصائح التي يقدمها للشباب أو ينقل لهم خبراته فيما يتعلق بالقوالب أو الأنماط الشعرية.

·       هل كان يقرأ سيد حجاب سيناريوهات المسلسلات كاملة أم كان يكتفي بمعرفة قصة المسلسل أو الحدوتة؟

بابا كان يقرأ الأعمال الفنية من الجلدة للجلدة، قبل أن يشرع في الكتابة، أولًا لأنه كان يقرر من خلال تلك القراءة إذا كان العمل مناسبًا له أم لا؟ وأيضًا حتى يتعرف من خلال القراءة على الأبعاد النفسية للشخصيات والصراعات التي تحيط بها.

كما أن القراءة الكاملة لتلك الأعمال كان يأخذ منها الإلهام الذي يجعله قادرًا على كتابة الأشعار، وبابا كان غزير القراءة ونهم عليها، وأتذكر أنه كان يصاحب الكتاب طوال الوقت، وكان هناك أوقات مستمرة للقراءة، وذلك بعد قراءة الجرائد، والتي كان يعكف على قراءتها قبل النوم، وأتذكر أننا كنا نشترى جميع الجرائد يوميًّا، وكان ينزل بنفسه لشرائها. «كنا ساعات كتير وهو نازل يجيب الجرايد بالليل كان ياخدني معاه.. كانت بتبقي فسحة حلوة وصحبة أحلى».

 

«يا مركب العمر هوه العمر كام؟ واحد/  يا عيشته كله يا ضيَّعته وعليك واحد»

 

 

 

·       ماذا عن مكتبة والدك.. هل تفكرين في يوم من الأيام في الاستغناء عنها؟ وهل هناك كتاب معين كان يلازمه؟

الحقيقة إن مكتبة بابا عزيزة علي، أولًا، ولم أكن أتصور في يوم من الأيام أنني أقوم بالتفريط فيها، ما فكرتش في حاجة زي كده الحقيقة، لأن أي شيء يخص والدي عزيز علي، ومن الصعب التفريط فيه، ذلك لأنها ليست فقط ملكًا لوادي، وهي ملكًا لي أنا أيضًا، مكتبتنا شكلت جزءا مني من ذكراياتي وتارخي كمان وعشت معها عمري كله، فهي جزء من تكويني، كما أنني أحب أن ابني «شمس» يستفيد منها إن أمكن وأن يمر بنفس ما مررت به مع والدي، فقد شهدت تلك المكتبة مناقشتي مع والدي، فمكتبة والدي هي تاريخه وتاريخي أنا أيضًا.

أما عن كتابه المفضل فأنا لا أتذكر أنه كان لديه كتب معينة يفضلها فبابا كان يقرأ في مجالات متنوعة رواية وشعر وكتب المرجعية مثل تاريخ الجبرتي وقصة الحضارة، وغيرها من الكتب الموسوعية التي كان يعود إليها كل فترة، كما أنه كان حريصًا على اقتناع كتب جديد بعد الانتهاء من الكتاب الذي معه، وبالفعل لدينا مكتبة كبيرة ومتنوعة في شتى المجالات سواء الكتب الفلسفية أو الروايات أو الشعر او علوم الاجتماع وغيرها.

«حبيبتى غنوتها غيطان الحنان/  شموسه صافيه نورها ماينطفيش»

·       البنت سر أبوها وحبيبته.. كيف كان رد فعل والدك الشاعر سيد حجاب عند حينما قررتي الزواج.. هل وافق بسهولة أم ماذا؟

في الحقيقة أن علاقتي بوالدي كانت مختلفة بشكل كبير، وأتذكر أن هناك بعض الأطفال يخافون من أبائهم، لكنني لم أمر بتلك التجربة مطلقًا، وكنت أحبه وأخاف على زعلة بشكل كبير، وكنا نتناقش في جميع الأمور حتى يقنع أحدنا الآخر أو نصل إلى نقطة اتفاق.

وكان متفائل بشكل دائم وحب حقيقي للحياة، وأتذكر أنه كان يوافق علي اختياراتي ويدعمني، وكان يرى أنه يجب على الإنسان أن يمر بتجارب وعليه أن يقوم بالاختيار، فلم يكن لديه أي إشكالية تجاه موضوع زواجي، بل كان متفهمنا وداعمًا لي، وأنه كان حريص أن يتم الاتفاق بيننا مهما كانت النتائج.

وتعلمت منه أنني يجب أن أقوم بالاختيار بنفسي حتى أتعلم، وهو ما كان يفعله والدي، فهو لم يكن يعطي النصيحة بشكل النهي عن فعل الأمر، لكن النصيحة كان عبارة عن إشارة منه حول مساوئ أو إيجابيات الأمر الذي أنوي فعله ويترك لي حرية التصرف.

وأتذكر أنني تعلمت ذلك الدرس مبكرًا حينما أصررت على الذهاب للنادي بمفردي، وكانت أمي تعتاد أن توصلني إلى هناك بالسيارة ولأنها كانت في ذلك الوقت في المسرح في عملها وكنت أنا وبابا بمفردنا بالمنزل، وأصريت على الذهاب رغم انشغاله ورفضه للنزول بمفردي، فكنت عنيدة جدًا، وبعد محاولات منه لعدم النزول خضع لرغبتي وتركني أنزل بمفردي لأذهب إلى النادي، وبمجرد أن نزلت إلى الشارع وسرت مسافة بمفردة واجهت مشكلة أنني لا أتذكر الطريق ووقتها عدت إلى المنزل، وكان أبي يتابعني من البلكونة وهو قلق جدًا، وتعلمت وقتها أن اتخاذ القرارات غير المدروسة قد تتسبب في آلم وقلق من نحبهم، ويجب التفكير جيدًا قبل اتخاذ أي قرار، وأن أراعي من حولي ومدى تأثرهم بتلك القرارات، كما أنني تعلمت أيضًا قياس قدراتي، وأن ليس كل شيء نريده نستطيع تحقيقه وأن يكون هناك دائمًا خيال لبدائل تعطينا نفس القدر من السعادة»

كما أن دروس أبي كانت لا تنتهي وأتذكر أنه كان حينما يزورني خلال دراستي للماجستير في إنجلترا والتي استمرت قرابة الثلاث سنوات، أن أعيد تأمل الأشياء من حولي، وأتذكر أنني كنا نسير في أحد شوارع لندن وهو طريقي الذي أعبر منه يوميا من المنزل وحتى الجامعة، ونبهني لأحد المعالم التي أكاد أشاهدها لأول مرة رغم مروري عليه يوميًّا، فتعلمت منه وقتها أنني حين أكون في مكان أو شارع أن أصبح جزءا منه وأتفاعل معه.

«أعشق جنون البحر وأعشق سكونه..  وأتمنى يبقى هو أنا أو أكونه»

·       الشاعر سيد حجاب له علاقة خاصة بالبحر.. حدثينا عن تلك العلاقة؟

بابا كان يحب البحر جدًا وطول عمره من زمان كان نفسه أنه يملك مكان خاص به على البحر، وكان قبل أن يشتري شقة بحري، كان يذهب بشكل مستمر إلى الإسكندرية، وكان في بعض الأحيان يفشل في إيجاد المكان المناسب هناك نظرًا لانشغال الفنادق.

وكان بشكل مستمر يحب أن يذهب للبحر فهو يعشقه ويعشق فراغ البحر ودراما البحر، وخصوصا في فصل الشتاء.

الشقة موجودة في بحري بجوار قصر ثقافة الأنفوشي وكانت ملتقى لكل الفنانين والأصدقاء هناك، و كان يحب أن يذهب عندما يحتاج الى ان ينفرد بالبحر والكتابة.

 

«إن دارت الدنيا علينا / ولْيلت من حوالينا / نتلم في أحضان أهالينا/ يا إما نتبعتر ونتوه»

·       هل كان الشاعر سيد حجاب يحافظ على التواصل مع الأهل والأقارب؟

نعم، أبي كان حريص على التواصل بشكل دائم مع عائلته، وفي الحقيقة أن هذا الحرص على التواصل مع الأهل، سواء من ناحية عائلة بابا أو ماما، خصوصًا في الأعياد والمناسبات الاجتماعية، كما كان يحب ويهتم بلقاء اعمامي وعماتي والتواصل الدائم كلما سمحت الأوقات سواء في القاهرة أو المنزلة أو في بورسعيد، حينما تسمح الظروف فهو في جانب من شخصيته اجتماعي ويحب الناس، والناس تحبه، وكانت هناك دائمًا قصص وحواديت والنقاشات بينه الكبار والصغار، خصوصا أنه كان يحب اللعب مع الصغار وكان له معهم حواديت خاصة واتفاقات فيما بينهم، وأعتقد أن أغلب أصدقائي من أبناء عائلتي.

«شايلة الأمل طفل في حجري/ ومسيره يوم يحبي ويجري/ عمرك يا ضلمة ما تستجري/ تسدي باب الناس فتحوه/ اقصدوه»

 

·       «شمس» هو حفيد سيد حجاب كيف كانت علاقته بابنك؟

أتذكر أن والدي كان فرحًا بشمس بشكل كبير وكانت بينهما علاقة قوية، وكان حريصًا على اللعب معه، ولديهم سويًّا ألعابهم الخاصة، روتين خاص بهم، ويحب يقضى معه وقت طويل في اللعب.

«الشمس فاكهة الشتا /الحب.. فاكهة الربيع/ مين يشتري حكمة حياتي الميتة/ ويردني رضيع؟