تعتبر كل مرحلة من مراحل التطور، استجابة لتحديات ذلك الوقت، وأصبحت الابتكارات التي ظهرت على مر القرون حافزاً لإحداث المزيد من التغييرات في المجتمعات، ولذلك فإن التقدم التكنولوجي لم يؤد فقط إلى تحسين جودة الحياة بشكل كبير، بل فتح الباب أمام فرص جديدة للبحث والإبداع.
وأدركت البشرية حقيقة أن السعي المستمر للتقصي عما هو جديد يدفعها للتقدم إلى الأمام ويتيح المجال أمام إعادة التفكير وتغيير العالم من حولها باستمرار ولذلك تم نشر المناهج العلمية والتعليمية الروسية في الخارج.
وفي هذا الإطار، أعلن محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر، عن بدء قبول طلبات المنح للباحثين المصريين لمواصلة دراستهم في روسيا في عدة مجالات علمية، وتهدف هذه المنح إلى إعداد الباحثين بعد التخرج من الجامعات في المختبرات المتقدمة التابعة للمعهد المشترك للبحوث النووية في روسيا.
ويتيح المعهد، للعلماء المصريين، فرصة اعتماد الخبرات العالمية المتقدمة في مجال التكنولوجيا النووية والاستخدام السلمي للطاقة النووية في إطار تنفيذ مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية.
الدراسة في مدرسة الضبعة النووية
وتتواصل الدراسة في مدرسة الضبعة النووية، المسؤولة عن تخريج المتخصصين الذين سيعملون في محطة توليد الكهرباء، حيث تقوم المدرسة بإعداد متخصصين محترفين من المستوى المتوسط ويلتحق بها ما لا يزيد عن 100 طالب سنويًا، وتستمر الدراسة لمدة 5 سنوات.
وتم إنشاء مدرسة الضبعة على مساحة تزيد عن 8 فدان وتضم 9 مباني رئيسية و15 قاعة دراسية و3 ورش مجهزة بأحدث الحلول التكنولوجية بالاضافة لأجهزة محاكاة التدريب ونماذج عن المفاعلات التي سيتم استخدامها في محطة الضبعة للطاقة النووية.
وفي إطار التزاماتها التعاقدية لتنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، تقوم شركة روساتوم بتدريب كوادر تشغيل المحطة للعمل فيها على أرضية فرع سانت بطرسبرج التابع للمؤسسة المستقلة غير الربحية للتعليم المهني الاضافي "أكاديمية روساتوم التقنية".
وفي الفترة من سبتمبر وحتى مارس من العام الماضي، تلقت الدفعة الأولى من المتخصصين المصريين الذين درسوا اللغة الروسية دروسًا مخصصة للخبراء المصريين وفي شهر أبريل من هذا العام، حصلت مجموعة أخرى على شهادات إتمام دورة اللغة الروسية بنجاح بعد أن خضعت الدفعة الأولى لدراسة اللغة في السنة التحضيرية والتكيف مع الظروف الاجتماعية والثقافية الجديدة، وبدأ المتخصصون المصريون دراسة الجزء الفني للمناهج.
وفي إطار تنفيذ المشروع حتى عام 2028، ستقوم شركة روساتوم الحكومية بتدريب حوالي 1700 متخصص ممن سيعملون في محطة الضبعة للطاقة النووية. علماً أن الكادر الذي سيعمل في محطة الطاقة النووية المصرية لن يحصل فقط على المعرفة النظرية فحسب، بل سيخضع أيضًا للتدريب العملي والتدريب في محطة الطاقة النووية الروسية.
ويشهد التعليم في مجال الاختصاصات النووية حالياً اهتماماً واسع النطاق حول العالم، مما أدى إلى افتتاح مدارس ومعاهد وكليات متخصصة في هذا الاطار، التي تقوم بتخريج عمالة ماهرة لتشغيل وإدارة محطات الطاقة النووية وضمان تشغيلها بشكل آمن وفعال.
تطوير برامج ومناهج التعليم النووي:
وتقوم العديد من المؤسسات الدولية بتطوير وتنفيذ برامج ومناهج تعليمية في هذا المجال، وتقديم المنح للطلاب من مختلف البلدان، ومنذ خمسينيات القرن الماضي، لعبت مصر دورًا هاماً في تطوير التعليم في مجال العلوم النووية في البلاد ومنذ إنشاء هيئة الطاقة الذرية المصرية عام 1955، بدأت الجامعات الرائدة مثل جامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية في تقديم دورات وبرامج ومناهج متخصصة في الفيزياء والهندسة النووية.
جدير بالذكر أنه وفقًا لمنظمة Global.EduRank هناك حاليًا 13 جامعة في مصر تقدم مناهج التعليم في مجال الهندسة النووية. وتحتل جامعة الإسكندرية المرتبة الأولى على مستوى الدولة وإفريقيا. تليها جامعة طنطا ثم المنصورة والزقازيق والقاهرة. وحصلت الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا الخاصة على المركز السادس، تليها جامعة بنها ثم أسيوط وعين شمس والمنوفية وحلوان والأزهر والمنيا.
وفي إطار التعاون المتنامي بين مصر وروسيا في مجال الطاقة النووية، يتم تقديم ما يصل إلى 20 منحة دراسية روسية سنويًا لتعليم الطلاب المصريين في الجامعات الروسية في مجالات التخصص النووية ومجالات أخرى ذات الصلة. وتغطي المنحة التكلفة الكاملة للتعليم في أي مستوى تعليمي بدءًا من برامج البكالوريوس وصولاً إلى برامج الدراسات العليا والتعليم المهني الإضافي، والسنة التحضيرية في اللغة الروسية (إذا لزم الأمر)، بالاضافة إلى مرتب شهري وتدريب عملي في مراكز شركة روساتوم. أما فيما يتعلق بمجالات الدراسة فهي متنوعة وتشمل الفيزياء والتكنولوجيا النووية، والتكنولوجيا الكيميائية، وهندسة الطاقة الحرارية والهندسة الحرارية، والفيزياء، وعلوم المواد، وغيرها .
وتستعد مصر للانضمام إلى النادي النووي، حيث يجري العمل بشكل مكثف في بناء مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية في محافظة مطروح بالتعاون مع شركة روساتوم الروسية الحكومية
فتح جامعات روسية في مصر
من جانبه، أعلن نائب وزارة التعليم والعلوم الروسية قسطنطين موغيليفسكي، خلال احتفال روسيا ومصر بمرور 80 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، عن خطط لفتح فروع لجامعات روسية رائدة في مصر، تقوم بتقديم مناهج تعليمية بما في ذلك في مجال التكنولوجيا النووية والتقنيات ذات الصلة.
وقال: إن افتتاح الفروع سيكون بمثابة حلقة جديدة في التعاون بين جمهورية مصر العربية وروسيا الاتحادية.