السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

درنة المدينة المنكوبة.. شهادات مأساوية لـ «البوابة نيوز» من الإعصار المدمر

درنة المدينة المنكوبة
درنة المدينة المنكوبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

  • مسؤول في درنة: نعيش فاجعة وأعداد الضحايا لا تحصى
  • إدارة العمليات في درنة: الإعصار جرف نصف درنة وألقى بها فى البحر.. والناجون بحاجة لأكثر من 7 آلاف وحدة سكنية قبل الشتاء
  • جهاز الطب العسكرى الليبى: تنقصنا كوادر بفرق الإنقاذ لعبور الأزمة 
  • رابطة درنة: طريق الظهر الأحمر.. الشريان الوحيد لإغاثة المنكوبين بعد دمار 7 طرق أخرى
  • نخشى تحول درنة لمدينة موبوءة وسط انتشار الجثث واعتماد السكان على الآبار فى مياه الشرب
  • «الصليب الأحمر»: نخشى انفجار الألغام.. واحتياجات الناجين تتجاوز إمكانياتنا

لم يتخيل سكان مدينة درنة الليبية  البالغ تعدادها ما يزيد على 200 ألف نسمة؛ أن ليلة العاشر من سبتمبر الجارى ستتحول لـ أهوال تُشبه بـ «طوفان نوح» فالمدينة الباسلة التى لفظت إرهاب داعش أوجعها وآلمها إعصار دانيال إثر غضبة للطبيعة كانت ضعف قوة تسونامى توهوكو الذى ضرب اليابان عام 2011؛ ليتضرر نحو 1.2 مليون شخص فى منطقة الجبل الأخضر الليبى وتودى بحياة أكثر من 11 ألفا فى درنة وحدها؛ فيما تُشير التوقعات لارتفاع تعداد الضحايا لـ 20 ألف وفاة؛ واختفاء ما يقرب من 25 % من مدينة درنة. 

«البوابة» تواصلت مع عدد من المسئولين الليبيين لكشف تفاصيل إعصار الموت؛ وسط انتشار الجثث وفقدان الآلاف فى بر وبحر درنة؛ وانهيار شبه كامل للخدمات والبنية الأساسية بالمدينة المنكوبة. 

كيف انهارت سدود درنة.. سد البلاد وسد أبومنصور

 فى التفاصيل، يبلُغ طول وادى درنة  نحو 60 كيلو مترًا ويتصل بوديان أخرى بالجبل الأخضر وبه سدان للمياه وهما (سد البلاد وسد أبومنصور) تمّ بناؤهما عام 1986؛ القدرة التخزينية للسدين تُقارب نحو 24 مليون متر مكعب من المياه، أما خزان السدين فى الوديان فتبلغ مساهتهما نحو 575 كيلو متر مربع؛ فى حين أن كميات المياه التى تراكمت خلال العاصفة دانيال بلغت ما يزيد على 110 ملايين كيلو متر مكعب فى جانب السدين. السد الأول يسمى بـ«سد البلاد» ويقع على بعد كيلو متر من مدينة درنة، أما السد الثانى فهو «سد أبومنصور» ويبعد عن مدينة درنة نحو 13 كيلو مترًا تم إنشاء السدين فى الـ السبعينيات لحماية درنة من مياه الوادى والتى تتجمع بها الأمطار الغزيرة.

مساء العاشر من سبتمبر وصلت عاصفة دانيال لمناطق شمال شرق ليبيا  وتجمعت الأمطار الغزيرة فى الحوض الطبيعى لـ«سد أبومنصور»، وفى الثانية ليلًا بالتوقيت المحلى انهار السد أبومنصور واندفعت المياه شمالًا نحو سد البلاد؛ ولكن كمية المياه الكبيرة التى كانت خلف سد الأول اقتلعت السد الثانى من جذوره ليُكمل «سيل الموت» طريقه باتجاه المدينة واختفاء نحو 25% من درنة.  

مسؤول بـ بلدية درنة: نعيش فاجعة كبرى.. وأعداد الضحايا لا تُحصى 

قال سالم حسن الظافري، مُدير مكتب عميد بلدية درنة، فى حديثه لـ«البوابة»، إن ما حدث في  درنة لا يمكن وصف بكارثة بل شيء أكبر بكثير من الكارثة؛ فالسدود انهارت فى منطقة الشلال بدرنة مما تسبب فى فيضانات عارمة امتد على مساحة تقدر ما بين «٢٠ إلى ٢٥ كيلو مترا»؛ وتجاوز ارتفاع المياه لأكثر من ٢٠ مترًا وجرفت ما لا يقل عن ٢٥ ألف مواطن فى درنة.

وأضاف «الظافري» الحادث المأسوى أودى بحياة الآلاف فى البحر وتحت الأنقاض فيما نجا آخرون بقدرة الله من الطوفان الذى اجتاح درنة؛ وهو ما دفع الدول الشقيقة والحكومة الوطنية لمساعدة المدينة المنكوبة فى ليبيا؛ ولكن رغم الجهود المضنية المبذولة فإن الأوضاع فى درنة كارثية وفاجعة كبرى، لا تزال الجثث فى البحر وأعداد المفقودين لا تُحصى  ولا يعلم الناس من فُقد ومن لا يزال على قيد الحياة.

نقوم بمسح البحر المتوسط بالطائرات لانتشال الجُثث

وأبدى المسئول تخوفه من تفشى الأمراض وتحول درنة إلى بؤرة وباء؛ فيقول «الظافري»: «اليوم السابع منذ وقوع الكارثة ولا تزال فرق الإنقاذ تنقب عن جثامين الضحايا تحت الأنقاض؛ وهو أمر يشكل خطورة بشأن انتشار الأمراض نتيجة تحلل الجُثث وضحايا الأعاصر»؛ لافتًا إلى أن مجموعة من الهلال الأحمر الليبى تقوم بعمليات التعقيم ومُعالجة ما يمكن مُعالجته لمنع انتشار الأوبئة والأمراض الناجمة عن جثث ضحايا إعصار دانيال؛ فيما يقوم الطيران الليبى والمصرى بالبحث والاستكشاف عن المفقودين فى البحر.

ما حدث في درنة يعد تغييرا ديموغرافيا للمدينة بالكامل

وأكد المسئول بدرنة، أن ما حدث يعد تغييرا ديموغرافيا للمدينة بالكامل؛ فقد عُزلت المدينة لنصفين شرقًا وغربًا وتقطعت سبل الوصول بين الشرق والغرب ما اضطر إلى تقسيم المجموعات الميدانية العاملة على الإنقاذ لمجموعتين شرقًا وغربًا ولكن الوضع مأسوى لا يمكن أن يتخيله عقل إذ باتت عملية الدفن جماعية ويوضع من ٣٠ لـ ٤٠ جثة فى قبرٍ واحد.

وعن وصول المُساعدات والإغاثات للمتضررين فى ليبيا، يوضح «الظافري» عقب الأيام الأولى للإعصاار كان الوضع مأساويا جراء انعزال المدينة عن بقية الدولة والمناطق المُجاورة؛ ولكن التكاتف الشعبى وحملات تبرعات الأهالى وهجود الدول الشقيقة شكلت دعمًا إغاثيًا كاملًا للعالقين فى درنة؛ مُثمنًا دور قوات الجيش الليبى والتى تعمل على قدم وساق لدعم المتضررين وانتشال الجثث، ومُوجهًا الشكر لمصر والدول الشقيقة التى عملت على تسيير تعمل على دعم ليبيا فى هذه المحنة والكارثة الطبيعية.


جهاز الطب العسكرى الليبى: تنقصنا كوادر بفرق الإنقاذ لعبور الأزمة

وبدوره، قال عبدالرحمن كبلان، المتحدث باسم جهاز الطب العسكري، إن الوضع داخل درنة الليبية، كارثى جدًا بكل المقاييس البيئية والإنسانية والإجتماعية؛ آلاف الجثث بين هنا وهناك ومنها لا يزال حتى الآن فى البحر وعلى الشواطئ ومنها ما يزال تحت المبانى المُهدمة جراء انفجار السدود واكساح المياه لدرنة وسوسة والبيضاء.
وأضاف «كبلان» فى حديث خاص لـ«البوابة»، أن كارثة إعصار دانيال الذى اجتاح درنة لم تشهد ليبيا مثله من قبل خاصة أن مناخ ليبيا مُعتدل؛ ولكن الإعصار الذى ضرب ليبيا كان مُدمرًا وتسبب بقتل وإصابة الآلاف والمفقودين؛ لافتًا إلى أن فن إدرة الأزمات هو الأمر الهام الذى ينقص الحكومة والمنظمات المحلية لتدارك الأزمات الناجمة عن الإعصار، وعبور الأزمة يحتاج لكوادر ومتخصصون قادرون على تطوير عمل فرق لإنقاذ المحلية لسرعة إنجاز مهامهم الصعبة التى تسابق الزمن ليل نهار.

عبد الرحمن كبلان المتحدث باسم جهاز الطب العسكري

وأوضح أن الليبيين تكاتفوا فى هذه الأزمة وباتوا يدًا واحدة بشأن الأعمال الإغاثية والإنسانية فآلاف القوافل انطلقت من أقصى الغرب للشرق ومن الجنوب للشمال الشرقى لإغاثة أهالى المُدن المنكوبة فى درنة وسوسة والبيضة؛ وهو ما يشكل ضغط كبير على الحكومة بشأن ضبط آليات سريعة ومُحكمة لإدارة هذه القوافل بدقة وحرفية عالية لضمان توزيع الإغاثات وإيصالها فى أسرع وقت ممكن للأهالى المُتضررين؛ بالإضافة إلى التوزيع الجيد والسريع لفرق الإنقاذ المحلية والدولية لتُسابق الزمن بشأن انتشال الجثث والتنقيب عن الأحياء تحت الركام وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومنحهم الحياة مرة أخرى.

إغاثات لتضرري الإعصار في درنة

وعن الجهود الإغاثية لجهاز الطب العسكرى بشأن منكوبى الإعصار، قال«كبلان» لـ«البوابة»، إن الجهاز يبذل جُهدًا مضاعًفا لدعم الإخوة المنكوبين فى مناطق الاعصار المختلفة، وتم تسيير ١١ شاحنة إغاثة و١٤ سيارة إسعاف مدعومة بأطقمها الطبية، بالإضافة إلى فرق إنقاذ وأخرى إخلاء وانتشال الجثث؛ إلى جانب انطلاق قافلتين تضم ٩٠ طبيبا ومُساعدا. بينما قدم فريق دعم لوجستى ٦٠٠ سلة غذائية و٥٢٣ سلة مواد تنظيف و٢٧٠ أفرشة ووسائد وعدد من المولدات الكهربائية؛ مشيرًا إلى أن الطب العسكرى تستلم مستشفى الوحدة بحى باب طبرق بدرنة ويبدأ فى استقبال الحالات منذ فجر السبت.
 

«الصليب الأحمر» لـ«البوابة»: نخشى انفجار الألغام.. واحتياجات الناجين تتجاوز إمكانياتنا

وصفت إيمان الطرابلسي، المُتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأوضاع فى ليبيا جراء الإعصار بـ«الكارثية والمأساوية»، وخاصةً على مدى تطور الاحتياجات الإنسانية الضرورية للناجين الذين فقدوا أقاربهم وأموالهم ومنازلهم جراء كارثة درنة.

وقالت «الطرابلسي» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إن أعداد القتلى والمفقودين التى أعلن عنها الهلال الأحمر الليبى ضخمة ومُقلقة جدًا، إذ تجاوز عدد القتلى الـ١١٣٠٠ شخص؛ ومن المرجح أن تتجاوز أعداد المفقودين الـ١٠ آلاف شخص.
وأضافت أن جهود السلطات الصحية المحلية والمنظمات الإغاثية بما فيهم الهلال الأحمر الليبى واللجنة الدولية للصليب الأحمر تحرص على المساعدة فى عمليات إدارة الموتى وانتشال الجثث؛ ولكن يبقى النفق بطيئا جدًا، لاسيما وأن الأرقام الأشخاص الذين يُعتبرون مفقودين من المُرجح أن يكونوا قد توفوا وهى أرقام ضخمة جدًا.


وحول جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر جراء إعصار دانيال فى ليبيا، قالت «الطرابلسي»: نعمل بالشراكة مع الهلال الأحمر الليبى والسلطات الصحية وخاصة فى مجال إدارة الموتى، وقدمنا قرابة ٦ آلاف من أكياس الموتى، إلى جانب الدفع بطواقم من الطب الشرعى ومن المفترض أن تصل المناطق المتضررة الفترات المُقبلة إمدادات إنسانية إضافية جديدة.

وعن الاحتياجات الإنسانية الضرورية للناجين، قالت المسئولة بالمنظمة الدولية: نُقدر الاحتياجات بأنها ضخمة للغاية وتتجاوز ما يمكن أن نقدمه كلجنة دولية للصليب الأحمر، مُؤكدة أن جهودهم كانت حثيثة منذ الساعات الأولى للكارثة لتقديم المواد الغذائية والمساعدات بالمستلزمات الأساسية والأدوية، خاصة وأن المتضررين فقدوا بيوتهم وأحباءهم وكل ما يمتلكون وباتوا فى أمس الحاجة لأبسط مُقومات العيش الكريم.


ودقت المتحدثة الإقليمية للصليب الأحمر جرس الإنذار فى حديثها لـ«البوابة» بشأن تضخم الاحتياجات مع مرور كل ساعة، لافتة إلى أن الاحتياجات التى يرصدها الصليب الأحمر ميدانيًا تتمحور بصفة أساسية فى الاحتياجات الطارئة بشأن الخيم والملاجئ المؤقتة والغذاء والماء الصالح للشراب والكهرباء والأدوية بصفة أساسية. وأكدت أن الصليب الأحمر الدولى يعمل حاليًا على جلب بعض الامدادات الإضافية من مخازنه فى جنيف؛ ومن المُفروض أن تصل للمناطق المتضررة فى ليبيا خلال الفترة المقبلة.

وقالت «الطرابلسي»، إن إعصار درنة يُعتبر كارثة إنسانية بمعنى الكلمة؛ لافتة إلى أن الاتحاد الدولى للصليب الأحمر لا يتحدث فقط عن آلاف القتلى والمفقودين والمهجرين؛ ولكن يتحدث عن تحديات عاجلة ومتوسطة وبعيدة المدى، مؤكدة أن درنة كانت تُعانى قبل وقوع الكارثة من تلوث بالذخائر غير المنفجرة، ولكن الفيضانات ساهمت فى نقل هذه الذخار لأماكن جديدة وهو الأمر الذى يلوح بشدة نحو عرقلة كبيرة لعمليات البحث وانتشال الجثث فى الوقت الراهن، ولكنه سوف يُعرقل إعادة الإعمار وعودة السكان لمناطقهم الأساسية وخاصة وأنهم سيكونون مُعرضين لخطر الذخائرالمُلغمة والقابلة للانفجار.


إدارة العمليات في درنة: الإعصار جرف نصف درنة وألقى بها فى البحر.. والناجون بحاجة لأكثر من 7 آلاف وحدة سكنية قبل الشتاء


قال محمد الرداع، مُعاون مُدير إدارة العمليات بمكتب درنة، إن حجم الكوارث الناجم عن عاصفة دانيال كبير جدًا ولايمكن وصفه أو أن يتصوره العقل البشري؛ فالبلاد سويت تمامًا بالأرض وأكثر من نصف المدينة جرفها الإعصار وألقى بها فى البحر؛ ولا يزال الآلاف مفقودين تحت الأنقاض وفى البحر. 
وحل آليات الدعم بشأن إغاثة درنة، قال «الرداع» لـ«البوابة»، إن الجهود الليبية تواصل الليل بالنهار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن تنقصها فرق مُختصة فى نشل الجثث من تحت الأنقاض وطائرات تصوير للمُساعدة فى تحديد أماكن الجثامين فى البحار وفوق الأسطح بالإضافة إلى زوارق لنقل الجثامين من البحر وفى المناطق المجاورة لدرنة من ساحل عين الغزالة إلى درنة؛ إلى جانب ضرورة تواجد فرق مُختصة بمثل هذه الكوارث بدعم دولي.


وأوضح أن تدمير درنة يُعد فاجعة وسيواجه الناجون أزمة سكانية كبرى، فالمدينة التى كانت تعج بالسكان بحاجة ماسة الآن لدعم كبير ومبانى مجهزة ومُعدات إيواء للنازحين فى ظل إقبال فصل الشتاء؛ لافتًا إلى أن قاطنى درنة بحاجة ماسة وضرورية لأكثر من ٧ آلاف وحدة سكنية للمتضررين من إعاصر الموت. 

محمد الرداع مُعاون مُدير إدارة العمليات بمكتب درنة
 

 العمل الإغاثي يُعانى من أزمات متعددة فى ظل انهيار الطرق والشبكات الخدمية

وأضاف فى حديثه لـ«البوابة»، أن العمل الإغاثى فى درنة يُعانى من أزمات متعددة فى ظل انهيار الطرق والشبكات الخدمية؛ يأتى ذلك تزامنًا تفاقم أزمات القطاع الطبى والصحى حول نقص الأدوية الضرورية وأدوية الطوارئ والإسعافات والأمراض المزمنة، لافتًا إلى أن القطاع الصحى كان يُعانى من تفاقم الأزمة قبل الإعصار فما بلك بمعاناة القطاع الصحى فى درنة بعد الإعصار؟!

وقال المسئول بعمليات درنة، إن مُديرية الأمن أعلنت إخلاء مدينة درنة كاملة حتى الأحياء التى لم تطلها الكارثة وهو قرار احترازى ستعقبه أزمة بشأن توفير شقق سكنية للناجين من الإعصار والنازحين عن المدينة المنكوبة خاصة أن درنة كانت مُكدسة بالسكان ولايمكن أن تعثر بسهولة على شقة إيجار فى الأوقات العادية؛ ومن المفترض أن يتم توفير ألف وحدة سكنية للناجين من درنة فقط كحل إلى أن يتم إعادة الإعمار مرة أخرى. 


رابطة شباب درنة: طريق الظهر الأحمر.. الشريان الوحيد لإغاثة المنكوبين بعد دمار 7 طرق أخرى
 

قال الدكتور فرج يونس، مدير الرابطة الوطنية لدعم الشباب فى درنة، لـ«البوابة»، إن المأساة الحقيقية التى تواجه العمل الإغاثى «إصابة درنة بشلل ما بعد الإعاصر» إذ بات الدخول إليها والخروج منها أصعب ما يكون جراء انهيار الكبار وإغلاق الطرق وتهشم البنية التحتية بالكامل، مُشيرًا إلى أن طريق الظهر الحمر فقط هو الذى يعمل حاليًا للوصول إلى درنة بعد دمار ٧ طرق أخرى كانت تؤدى للمدينة المنكوبة، ويعانى من ازدحام وتكدس غير مسبوق بقوافل الإغاثات وإجلاء الأهالي. 

الدكتور فرج يونس مدير الرابطة الوطنية لدعم الشباب في درنة
 

نخشى تحول درنة لمدينة موبوءة وسط انتشار الجثث واعتماد السكان على الآبار فى مياه الشرب

وأبدى «يونس» تخوفة بشأن تحول درنة لمدينة موبوءة بسبب انتشار الجثث تحت الأنقاض وفى مياه البحر؛ مُطالبًا بالإخلاء الكامل لدرنة بما فيها الأحياء الناجية من الدمار بعد انهيار شبكات الصرف الصحي والمياه وانتشار الجثث واعتماد سكان درنة فى الأساس على مياه الآبار فى الشرب وهو ما يشكل خطرًا على قاطني المدينة المنكوبة.

وأوضح فى حديثه لـ«البوابة»، أن نحو ٩٠ إقطارا من مدينة درنة سويت بالأرض ومنها منطقة الإبلاد وجُبيلة ودير الوادى وشارع البحر والميناء والصحابة والمغار والمدينة القديمة؛ حيث يبلغ ارتفاع السد المنهار ما يقارب الـ١٠٠ متر وبعد الانفجار وصل ارتفاع المياه لنحو ٤٠ مترًا فوق المدينة ما تسبب طمس عقارات بارتفاع ١٤ طابقًا فى درنة.


ويُضيف أن تدارك كارثة درنة يصعب على الحكومة الليبية وحدها القيام به، وذلك من ناحية الإنفاق المالى الكبير أوالجهود المبذولة للإغاثة وإعادة الإعمار إذ بات الوضع كارثيا ويحتاج لتدخل دولى فالمدينة سويت بالأرض، مُشيرا إلى أولوية إعمار السدود التى دمرها الإعصار قبل بدء فصل الشتاء المقبل.

وأشار إلى أن مدينة درنة تقف على أبواب أزمة اقتصادية حادة إثر انهيار اقتصادها ووفاة عدد كبير من رجال الأعمال وأصحاب الأموال جراء الإعصار وضياع أموالهم فى البحر، وقد عثر رجال الإنقاذ على عدد من خزائن الأموال الخاصة بالمتوفين فى البحر بعد أن سويت منازلهم بالأرض.