تحتفي الأوساط الفنية، اليوم الثلاثاء، بالذكرى الخامسة على رحيل الفنان جميل راتب، الذي بدأ مشواره في فرنسا قبل عودته إلى مصر عام 1974 بشكل نهائي، حيث واصل المشاركة بأعمال كثيرة في المسرح، إضافة إلى أدواره الكبيرة في المسرح العالمي من خلال عروض الريبرتوار والحديثة أيضا، والتي كانت بدورها خطوة مهمة في مشواره الفني.
أعماله الفنية حققت نجاحا كبيرا
ولد جميل راتب في الثامن عشر من أغسطس عام 1926م، بالإسكندرية، لأسرة ثرية وأرستقراطية، فكانت عمته الناشطة المصرية هدى شعراوي، فقد اتقن التمثيل بالدراسة وقدم للسينما العديد من الأفلام العربية والعالمية، إلى جانب 3 أفلام تونسية إنتاج فرنسي مصري مشترك، كما شارك أيضا في بطولة العديد من المسلسلات التليفزيونية منها على سبيل المثال وليس الحصر: "الرايا البيضاء"، و"أحلام الفتى الطائر"، و"سنبل بعد المليون"، و"يوميات ونيس" وغيرها من الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا كبيرا.
خاض جميل راتب تجربة الإخراج المسرحي وقدم مسرحيات مثل "الأستاذ" من تأليف سعد الدين وهبة، ومسرحية "زيارة السيدة العجوز" والتي اشترك في إنتاجها مع محمد صبحي، ومسرحية "شهرزاد" من تأليف توفيق الحكيم، وفي السطور التالية نتستعرض أبرز أعماله المسرحية.
دورينمات والزيارة
هي ملهاة مأسوية للمؤلف السويسري فريدريش دورينمات، والتي قدمت لأول مرة على خشبة المسرح بزيورخ، في يناير عام 1956م، وذلك باللغة الألمانية، حيث تدور أحداثها حول امرأة عجوز وثرية تعود إلى مسقط رأسها السابق بعقد صفقة مروعة، فهي تريد من سكان المدينة أن يقتلوا الرجل الذي جعلها حاملا منه ثم هجرها، وفي المقابل سوف توفر ما يكفي من المال لتنشيط المدينة البالية، حتى يوافقون أهل البلدة في النهاية على قتله.
وفي العام 1994م قدمتها الجمعية الثقافية السويسرية "بروهيلفسيا" تحت عنوان "دورينمات والزيارة" عن مسرحية "زيارة السيدة العجوز" ترجمة وإعداد د. يسري خميس، على دار الأوبرا المصرية، وهى عمل مشرف وعلامة مضيئة للمسرح المصري.
شارك في بطولة العمل الفنانين: جميل راتب في دور "ألفريد"، وسناء جميل في دور "كيلارا"، وعزة لبيب، ورياض الخولي، وشعبان حسين، ومحمود أبو زيد، وعبدالله مشرف، وممدوح عاشور، ومجدي عبدالحليم، ويوسف داود، غناء أنغام، وفادي إسكندر، ديكور حسين العزبي، ومن إخراج محمد صبحي.
قدم خلالها المخرج محمد صبحي "دورينمات" بشكل الواقعية الرمزية في صورة مبسطة وملخصة حتى على مستوى الديكور أيضا رغم المعمار الكامل، وأيضا مشهد القطار كنوع من كسر رؤية المشاهد المعتادة على خشبة المسرح، وقد تم اختزال المسرحية الأصلية التي قاربت مدتها الثلاث ساعات إلى سهرة خفيفة تقارب الساعة والنصف، حيث قدمت المسرحية العالمية برؤية مصرية.
اليهودي التائه
إحدى روائع الكاتب يسري الجندي، التي قدمت على خشبة المسرح في العام 1977، ومن بطولة الفنانين: جميل راتب، ووسهير المرشدي، ومحمد السبع، وكرم مطاوع، ومن إخراج محمد صديق.
وهي شخصية أسطورية لرجل خالد، بدأت أسطورته تنتشر في أوروبا في القرن الثالث عشر، حيث تدور الأسطورة الأصلية حول إسكافيا يهوديا يدعى "أحشويرش" رأى المسيح يرتاح وهو يحمل صليبه إلى المكان الذي صلب فيه في جبل الجلجلة، فضربه وأخبره بقسوة بأن يسرع بالذهاب إلى موته فرد عليه بأنه سيقف ويرتاح، أما اليهودي سيبقى حتى يرجع المسيح، فظل اليهودي يهيم في الأرض منذ ذلك الحين بعد أن تاب وأصبح يتوق للموت.
دنيا البيانولا
قدمت فرقة أنغام الشباب، التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية، المسرحية الغنائية الاستعراضية "دنيا البيانولا" على خشبة مسرح البالون في العام 1974، والتي تدور أحداثها حول بيت قديم يُعرض للبيع ويتحول فيما بعد إلى متاجر، حيث يتناول العمل فكرة التفريط في أي شيء مهما كانت قيمته وتاريخه مقابل المال.
العرض من بطولة الفنانين: كرم مطاوع، ومحرم فؤاد، وعفاف راضي، وجميل راتب، ومحمود القلعاوي، ورشدي المهدي، وأحمد حمدي، أشعار وكلمات أغاني سيد حجاب، وألحان محمد الموجي، ومن تأليف محمود دياب، وإخراج كرم مطاوع.