أن يضيء نجم داليا عبدالرحيم قناة القاهرة الإخبارية، فهذا معناه أنه مازال لدينا أمل في بلادنا، وسوف ندافع عن هذا الأمل ونحميه، ولكن لماذا داليا تحديدا التي احتفل بها؟ الإجابة بسيطة.. لأن داليا هي واحدة من الجيل الذي ذاق مرارة الحلم وحلاوة الثورة، تأسست وطنيا ومهنيا وأخلاقيا على مبادئ راسخة تجعلنا نحن الأجيال التي سبقتها نطمئن على مستقبل طموحاتنا التي طالما اجتهدنا لتحقيقها، أصبنا مرة وأخفقنا مرة.
لذلك تصعد داليا عبدالرحيم مع أبناء جيلها في ظل الجمهورية الجديدة وهم يملكون أدوات مختلفة عن ما امتلكناه ونحن نصارع من أجل إيصال كلمتنا التي كانت واضحة ومحددة وهي أننا نريد مصر مدنية ديمقراطية حديثة، لا مكان فيها لتجار الدين ولا يعرف الإرهاب طريقها.
ولأن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تمتلك رؤية واسعة لهموم الوطن وتمتلك روشتة العلاج فكان طبيبعا أن تختار داليا عبدالرحيم في موقع تنظيمي مهم وهو موقع مساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية لملف الإسلام السياسي.
الإهتمام بهذا الملف ليس من قبيل المصادفة لدى المتحدة ولكنه إهتمام أصيل يدرك المخاطر التي قد تصيب أي بلد في العالم إذا ما تمكن منها فيروس خلط الدين بالسياسة، ولنا في سنة الإخوان السوداء دليلا محليا على ذلك، لمسه كل صاحب ضمير في مصر حتى بات التخلص من هذا الفيروس في مصر هدفا وطنيا.
في تلك الأثناء وقبل ثورة 30 يونيه كانت ابنتنا الشابة داليا عبدالرحيم في قلب العاصفة، حيث أعلنت التحدي في ميدان التحرير لمواجهة الإخوان، وبينما كان قصر رئاسة الجمهورية مزدحما بالجلاليب واللحى والانتهازيين أصحاب شعار "أنا مش إخوان بس بحترمهم" كانت داليا رفقة والدها وأسرتها بالكامل في ميدان التحرير يتعهدون أمام الشعب المصري بعودة الإخوان إلى السجون، وبالفعل يتقدم والدها الصحفي الموهوب والخبير المخضرم عبدالرحيم علي ببلاغ إلى النائب العام ضد محمد مرسي يتهمه بالتخابر، وقد تأكد صحة البلاغ فيما بعد.. في هذه اللحظة عرفت داليا وأسرتها طريقها نحو أروقة وطرقات وغرف التحقيق في دار القضاء العالي الذي كان يسكنه في حينها نائب عام ملاكي، فرض على مقدم البلاغ إما دفع كفالة مالية أو حبسه.
هذه المحنة الكبرى شدت من عزم داليا عبدالرحيم وزادت عودها صلابة وأشارت لها البوصلة بوضوح نحو طريق استعادة البلاد من أيدي الإرهاب المتأسلم مهما كان الثمن، لذلك احتفل في هذا المقال بالشركة المتحدة التي تمشي في ذات الطريق فكريا ومهنيا واحتفل باختيارها لاسم داليا كي تقدم برنامجا متخصصا عن الإسلام السياسي باسم "الضفة الأخرى".
البرنامج الذي يتم بثه في الحادية عشر مساء الأحد جاءت حلقته الأولى كما توقعنا، حلقة معلوماتيه بامتياز تحذر من المخططات الحالية للاخوان والتي تسعى بكل جهد للعودة إلى الواجهة من جديد وجاء بالبرنامج أن الجماعة تُغير جلدها تمامًا وتتحول من الشكل الهرمى القديم إلى تنظيم أخطبوطي مُتعدد الأذرع، هذا التحذير يدفعنا للانتباه ويدعونا إلى ابتكار أساليب جديدة في طرق مواجهة هذا التيار الغاشم.
ولعل ما أشارت إليه داليا في هذه الحلقة عن التحقيقات الفرنسية مع 27 إخوانيًا بتهم غسيل الأموال بينهم أئمة وأساتذة بمعهد الدراسات والعلوم الإنسانية يجعلنا في وضع الانتباه والحذر، ويجدد فينا الهمة من أجل مواصلة المقاومة والانتصار.
ربما يقول المتابع إن هواجسنا تجاه الإخوان وتنظيمهم ليست في محلها وذلك على ضوء ما يراه من هدوء نسبي في القاهرة والمحافظات، ولكن عندما يعرف المتابع أن هناك جهودا متواصلة من بقايا ذلك التنظيم تسعى نحو الانتشار في أوربا وقتها سوف يتأكد أن الجائزة الكبرى لهذا التيار هي القاهرة، وهو ما لن نسمح به أبدا.
كل التحية للشركة المتحدة التي أحسنت الإختيار بتكليف الإعلامية داليا عبدالرحيم بهذا البرنامج المهم، كل الأمنيات الطيبة لابنتنا وزميلتنا الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم رئيس تحرير «البوابة» بالنجاح والتفوق.