نظم الأرشيف والمكتبة الوطني بالإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع منصة “حكومة 01” محاضرة افتراضية في "بناء مهارات المستقبل في القطاع الحكومي: ثلاث ممارسات ملهمة من حول العالم"، والتي استهدفت التوعية إلى أهمية اكتساب المهارات في عصرنا الحالي حيث يتسارع التطور التقني وتطور البرمجيات الحديثة، حتى وصل إلى التخصص الدقيق في زمن تقسيم العمل إلى مهام صغيرة؛ حيث تتضافر الجهود، وتسفر عن مزيد من الإبداع والابتكار، وصار باستطاعة أصحاب المهارات أن يؤدوا دوراً وظيفياً على بعد آلاف الأميال.
وجاءت المحاضرة كاستجابة لاهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالذكاء الاصطناعي، وأهميته في عالم الأرشفة والتوثيق وفي مختلف مناحي الحياة.
ركزت المحاضرة في عوامل التغيير بدءا بالعوامل التكنولوجية، وتفوق "المنصات" على نماذج العمل التقليدية، ونمو اقتصاد المهام الصغيرة ولا سيما في الدول النامية، وأكد المحاضر السيد إبراهيم البدوي الرئيس التنفيذي لمنصة “حكومة 01” أنه بعد مرحلة انتشار كوفيد19 -التي فرضت واقعاً متغيراً عالمياً في مجالات العمل- قد تجاوبت التقنيات المتطورة الحديثة مع الواقع المتغير؛ إذ سهلت التطبيقات الذكية التي تقدم الخدمات للناس العزلة في فترة التعقيم الوطني، ولكن الواقع الجديد بعد انحسار الجائحة صار يتطلب مزيداً من المهارة والدقة في الإنجاز، وصار أرباب العمل يفضلون إمكانية إتقان المهام الصغيرة على الشهادات الجامعية.
واستعرض البدوي أساليب تعامل الحكومات مع هذا التغيير، مثل إعادة النظر في نموذج التعلم والتعليم، والتركيز على المهارات، وتصميم أنماط تتناسب مع الواقع الجديد، وضرورة منح الموظفين مزيداً من المرونة للتعلم والابتكار.
وتأكيداً على اهتمام الحكومات وحرصها على التعامل مع هذا التغيير؛ أوردت المحاضرة ثلاث تجارب عالمية ملهمة، أولها تحالف المهارات الرقمية والوظائف في أوروبا، التي عملت على علاج نقص المهارات الرقمية من خلال تطوير التعليم وتقديم فرص التدريب المتنوعة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وغيرها.
ثم تحوّلت إلى تجربة سنغافورا التي رصدت مبالغ كبيرة لتدريب مليون شاب على المهارات اللازمة، على أن يتم تسليم المخصصات المالية لكل شاب للجهة التي تدربه، وتشهد بأنه أتقن العمل في المجالات الكثيرة جداً والتي تتطلبها مجتمعاتهم، وبذلك استطاعوا أن يقضوا على جزء كبير من البطالة.
والتجربة الأخيرة من إيرلندا حيث أسندت الحكومة إلى المواطنين المتطوعين مسؤولية رقمنة الأعداد الهائلة من الوثائق التاريخية للعاصمة دبلن ذات التاريخ العريق، فتم تدريبهم في ورش عمل، وأخذوا يعملوا على رقمنة الوثائق التاريخية كسجلات المحاكم وقرارات الحكومة ومخططات الشوارع بغية إتاحتها على شبكة الإنترنت والاستفادة منها كمعلومات موثقة فيما يكتب عن تاريخهم.
واختتمت المحاضرة بشرح مفصل عن أبرز وأهم منصات الذكاء الاصطناعي، وكيفية التعامل معها، وسبل الاستفادة منها، وطرح العديد من الأمثلة عن الفوائد التي تقدمها وتمنح فرصاً جديدة للابتكار، وسلط الضوء على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والانتباه إلى ما تقدمه هذه المنصات التي ربما يحتاج منتجها إلى مزيد من الدقة والحيطة وعدم التسليم بما يسفر عنه البحث فيها.
ثقافة
الأرشيف والمكتبة الوطنية يعمل على بناء مهارات المستقبل ويستعرض تجارب عالمية ملهمة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق