قالت الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب ذات خصوصية، فنجاح التجربة مستمد أولًا من شكل المواجهة ومن نتائجها، وما قدمته أجهزة الأمن المصرية والقوات المسلحة من تضحيات كبيرة من أجل دحر الإرهاب والتصدي لأفكار التطرف، من خلال رؤية تعتمد على المواجهة المجتمعية الشاملة، وتستهدف تحقيق إصلاح وتنمية مستدامة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وإعلاميا تتواكب مع الجهود والتضحيات التي يقدمها أبناء مصر البواسل في ساحة المواجهة الميدانية للقضاء على فلول وبؤر الإرهاب.
وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن تجربة مصر الرائدة في مواجهة أخطار الإرهاب جعلتها تقدم للعالم رؤية متكاملة وشاملة لكيفية التصدي للإرهاب، وكانت سباقة في التحذير من تمدده وتغوله ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط؛ بل في العالم بأسره، موضحة أن تجربة مصر الرائدة في مواجهة الإرهاب وضعت الجميع شعوبًا وحكومات ومؤسسات دولية أمام مسؤلياتهم في اتخاذ مواقف وتدابير جادة وحاسمة في التعامل مع تلك الظاهرة؛ التي لم يعد أحد بعيدًا عن الاكتواء بنيرانها.
واختتمت متسائلة: “هل يعي الجميع دور مصر الكبير في الحرب والقضاء على الإرهاب الغاشم؟، وهل يتكاتف الجميع لمواجهة الإرهاب ويتوقف عن المهادنة والتردد والمواقف الغائمة؟، وإلى متى تظل مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم أجمع؟”.
وكشف برنامج “الضفة الأخرى”، جهود الدولة المصرية في محاصرة الإرهاب وكسر شوكته، ورؤيتها الرائدة في هذا الصدد، والتي ظهرت جليّة في المواجهة الشاملة للجماعات الظلامية الإرهابية.
وكشف التقرير عن أن مصر صاحبة تجربة رائدة في مواجهة الإرهاب؛ ولعل حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم دلالة واضحة على دور مصر الرائد في مواجهة الظاهرة والقيام بكل واجباتها إزاء حصار ومواجهة التنظيمات المتطرفة سواء على مستوى المواجهة العسكرية أو الأمنية أو الفكرية والثقافية والاجتماعية من خلال استراتيجية شاملة ومستدامة للتنمية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح التقرير أن ريادة مصر في مواجهة الإرهاب تأتي من واقع التجربة الأخيرة التي حاولت التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتهم الإخوان ابتلاع الدولة المصرية بعد عام 2011 وما بعد ثورة المصريين في عام 2013، أو حتى التجربة الأولى لمواجهة الإرهاب في تسعينات القرن الماضي.
ولفت التقرير إلى أن مصر واجهت التنظيمات المتطرفة في تسعينات القرن الماضي لنحو عقدين كاملين، ضحت فيهما بالغالي والثمين من أجل تفكيك هذه الأورام السرطانية التي غزت بلادنا، وفعلت نفس الشيء بعد عام 2013، حتى باتت التجربة المصرية التجربة الأهم بين كل تجارب مواجهة الإرهاب في المنطقة العربية، موضحًا التقرير أن الفضل في هذه التجربة يعود للقيادة السياسية التي كانت تُعلي من فكرة الأمن القومي للبلاد وللمنطقة العربية، فكما كانت التنظيمات الإرهابية تُمثل خطرًا على المنطقة بأكملها، كانت تضع القيادة السياسية أهمية بذل جهود عدم انتشار ورم التنظيمات السرطاني إلى دول أخرى، فاتخذت قرار الجراحة في الوقت المناسب، وكانت تُساعدها وتعاونها في ذلك ولها الفضل الأول أجهزة الأمن والمعلومات.
ونوه التقرير بأن مصر كانت وما زالت صاحبة تجربة رائده في مواجهة الإرهاب والتطرف، وصاحبة فضل على كثير من دول المنطقة، فلا بد أن يتعامل الجميع بجدية واهتمام مع هذه التجربة للاستفادة منها، ومصر لم تبخل يومًا بمعلومة أو استشارة أو تبادل للخبرات الفكرية أو البحثية أو على أي مستوى لمن يُريد أن يواجه الإرهاب، ولذلك الأيادي المصرية البيضاء تركت بصمة لا يمكن تجاهلها في مواجهة الإرهاب والتطرف ولا يمكن إغفالها، التجربة المصرية في مواجهة الإرهاب ليست مجرد تجربة ولكنها استراتيجية عامة راعت أبعاد المواجهة الأمنية والعسكرية والفكرية.