الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فضائيات

الضفة الأخرى| داليا عبدالرحيم: المعالجة الأمريكية لمواجهة إرهاب القاعدة نتج عنها ظهور داعش.. 5 جماعات إرهابية خرجت من رحم القاعدة.. ومصر قدمت للعالم رؤية متكاملة لكيفية التصدي للإرهاب.. فيديو

الكاتبة الصحفية داليا
الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

قالت الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إننا في ذكرى 11 سبتمبر نتناول من زاوية جديدة الحدث الذي لم يترك بقعة على ظهر الكرة الأرضية إلا وأثر عليها، وكان اختيارنا هو محاولة الإجابة على هذه الأسئلة، والتي يأتي على رأسها سؤال: "ما هي الحصيلة النهائية لخطة "الحرب على الإرهاب" التي أعلنها الرئيس بوش الابن في تعقب تنظيم "القاعدة"، واعتماد مكافحة الإرهاب ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية؟.

وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، متسائلة: “هل نجحت الإدارات الأمريكية بداية من بوش الابن مرورا بأوباما وترامب ووصولا لبايدين في القضاء على الإرهاب أو حتى في تقليص مخاطره؟”، مؤكدة أنه بالفعل نجحت أمريكا في القضاء على رؤوس ورموز كبيرة لتنظيم القاعدة مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري؛ وتمكنت من القضاء على جسد التنظيم، وأخرجت القاعدة من ملاذها الآمن في جبال أفغانستان بعد أقل من شهر من هجمات سبتمبر، ورغم مرور التنظيم بمرحلة تقلص وانكماش عقب الخروج من أفغانستان إلا أنه عاد ليتكاثر وتتوالد فروعه في مناطق عديدة من خريطة العالم. 

وأوضحت أنه بالإضافة إلى ذلك أسهمت الرؤية والمعالجة الأمريكية لمواجهة إرهاب تنظيم القاعدة في إنتاج طور معدل من الفكر والممارسات الإرهابية فكان ظهور "تنظيم داعش".

وأكدت أنه صدر تقريرًا من "المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب" في نهايات عام 2022، والذي رصد أن تنظيم القاعدة وما انبثق عنه من تنظيمات قد تضاعفت أربع مرات وأصبحت أكثر تمددًا وخطرًا، موضحة أنه عندما نشاهد خريطة انتشار التنظيم الآن مقارنة بتواجده في 11 سبتمبر 2001 نجد بشكل واضح أن التنظيم قد تعاظم تأثيره وامتدت شبكته وفروعه إلى مناطق لم يكن يتواجد بها من قبل مثل الحزب الإسلامي التركستاني في إقليم شينجيانغ الصيني، والذي يتخذ من إقليم وزيرستان في باكستان مقرا له، ومعظم منتسبيه من أقلية الإيجور في تركستان الشرقية قبل ضمها إلى الصين في عام 1949، ليصبح اسمها إقليم شينجيانغ، وأدرجت الولايات المتحدة هذه الحركة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لمدة عشرين عامًا، لكنها رفعتها من القائمة في 2020، مبررة ذلك بأنه لا يوجد دليل على وجودها أو استمرار نشاطاتها وأن بكين تستخدمها كذريعة لاستمرار انتهاك حقوق أقلية الإيجور.

ولفتت إلى أن اسم الحزب الإسلامي التركستاني برز بشكل واضح في سوريا منذ عام 2014، حيث سافر الكثيرون مع أسرهم عبر تركيا إليها للقتال الى جانب المتأسلمين ضد الحكومة السورية، وأعلن السفير السوري في الصين عام 2017 أن عدد المقاتلين الإيجور في سوريا يبلغ 5 آلاف مقاتل، مؤكدة أن الجيش السوري أحبط في الثاني من إبريل عام 2023 محاولتين من الحزب الإسلامي التركستاني بإدلب لاقتحام مناطق تحت سيطرة الدولة، كما أحبط الجيش السوري تسلل عناصر من تنظيم الحزب الإسلامي التركستاني الإرهابي لمناطق سيطرة الحكومة في محافظة إدلب، ونجح في القضاء على 3 عناصر منهم.

ونوهت بأنه قُتل 11 جنديًا سوريًا على الأقل وأصيب عشرون آخرون في هجوم نفذه مقاتلون من فصيل "أنصار التوحيد" و"الحزب الإسلامي التركستاني" في شمال غرب سوريا في 26 أغسطس الماضي، موضحة أن هناك أيضًا “قاعدة الجهاد” في شبه القارة الهندية، وهو تنظيم مسلح وفرع مباشر لتنظيم القاعدة، والذي أعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري عن تأسيسه في سبتمبر 2014، وتزعمه الملا عاصم عمر حتى مقتله في 23 سبتمبر 2019، ويهدف التنظيم أساسًا لإقامة الخلافة الإسلامية في دول شبه القارة الهندية في الهند وباكستان وبنغلاديش وبوتان ونيبال وسريلانكا وجزر المالديف وبورما. 

وأشارت إلى أن تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية أعاد تسمية مجلته باللغة الأردية "نوا الجهاد الأفغاني" إلى "نوا غزوة الهند" في مارس 2020، كاشفًا عن نواياه بأن الهند وخاصة جامو وكشمير ستكون منطقة تركيزه الجديدة، مؤكدة أنه بين فبراير وأكتوبر عام 2022 تم تفكيك ما لا يقل عن 9 خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في الهند في ولاية آسام وفي المناطق المجاورة لها.

وأكدت أنه ظهر أيضًا جماعة تسمى “بوكو حرام” في مايدوجوري في عام 2002، والتي شكلها محمد يوسف، وفي عام 2009 نفذت “بوكو حرام” سلسلة من الهجمات الإرهابية على مراكز الشرطة والمنشآت الحكومية الأخرى في مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو، وفي نهاية المطاف استولت قوات الأمن النيجيرية على مقر الجماعة واعتقلت مقاتليها وقتلت محمد يوسف، وعرضت جثته على شاشة التلفزيون الحكومي وأعلنت قوات الأمن انتهاء بوكو حرام، ولكنها عادت لنشاطها  بقيادة أبو بكر شيكاو، وصعدت عملياتها، وفي عام 2013 صنفت الولايات المتحدة جماعة “بوكو حرام” كمنظمة إرهابية، وسط مخاوف من أنها طورت علاقات مع جماعات متشددة أخرى مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقامت مجموعة من بوكو حرام  في أواخر يوليو2023 بقطع رؤوس ما لا يقل عن 10 مزارعين في بورنو، معقل الجماعة ومركز المواجهات مع الإرهاب المستمرة منذ 14 عامًا في نيجيريا والتي امتدت إلى تشاد والنيجر والكاميرون المجاورة.

ولفتت إلى أنه ظهر بعد ذلك جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، وهي تحالف للجماعات التكفيرية المسلحة العاملة في منطقة الساحل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والتي تأسست في عام 2017، معلنة ولائها لتنظيم القاعدة، وتكون هذا التحالف من تنظيمات أنصار الدين، وكتيبة ماسينا، والمرابطون، وفرع الصحراء من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتعاونت وتنافست جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مع الجماعات التكفيرية المسلحة الأخرى، لا سيما تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، وفي 22 أبريل 2023 أعلنت "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة عن مسؤوليتها عن هجوم نفذته بالقرب من بلدة نارا أدى إلى مقتل مدير مكتب رئيس المجلس العسكري الحاكم الانتقالي في مالي مع ثلاثة مرافقين قرب الحدود الموريتانية.

واختتمت بأنه ظهر آخر هذه الجماعات والتي تمثلت في حركة "الشباب المجاهدين" في الصومال، وهي حركة متشددة ظهرت في الصومال في عام 2006 كذراع عسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية الذي كان يسيطر على مقديشو، وأعلنت الحركة الولاء للقاعدة وزعيمها بن لادن بشكل رسمي في عام 2009، وضمت الحركة الصومالية بين صفوفها ما بين خمسة إلى تسعة آلاف مقاتل، من ضمنهم 800 مقاتل من بلدان عربية وباكستان، وسيطرت الحركة على جزء كبير من جنوب ووسط الصومال لكنها تمكنت من بسط نفوذها أيضًا في مناطق تسيطر عليها الحكومة الصومالية التي تتخذ من العاصمة مقديشو مقرًا لها، موضحة أن أغلب الشركات الكبرى في الصومال تقدم للمتطرفين أموالًا سواء على شكل مدفوعات شهرية أو "زكاة" سنوية بنسبة 2.5٪ من الأرباح السنوية رغمًا عنها، وأعلنت حركة الشباب المجاهدين الصومالية أنها قتلت 51 جنديا صوماليا في هجوم وسط البلاد في 25 مارس 2023، في حين قالت حكومة مقديشو إنها قتلت 3 آلاف من عناصر الحركة.


"الضفة الأخرى" ينفرد باسم زعيم تنظيم القاعدة الجديد 

وعرض برنامج “الضفة الأخرى”، الذي تقدمه الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، تقريرًا يكشف عن اسم زعيم تنظيم القاعدة الجديد الذي يتولى إدارته بعد الإعلان الأمريكي عن مقتل الظواهري.

وكشف التقرير، عن أن هناك مصادر كثيرة تحدثت عن سيف العدل المصري باعتباره الأقرب لقيادة التنظيم، موضحًا أنه وفق أحدث تقرير للمخابرات الأمريكية استقى معلوماته من جهات استخباراتية معروفة باختراقها لتنظيم القاعدة ولم يقم التنظيم بتنفيذ هجوم واحد على أراضيها، ويقول التقرير إن "سيف العدل لن يخلف الظواهري أبدا"، وأن الأقرب لقيادة التنظيم الآن هو أبو عبيدة يوسف العنابي.

وأوضح التقرير أن أبو عبيدة يوسف العنابي واحد من مؤسسي الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحولت بعد ذلك إلى القاعدة في المغرب الإسلامي، وفي 2017 تحالفت وجماعات أخرى مع نصرة الدين بقيادة اياد اغ غالي لتشكيل نصرة الإسلام والمسلمين، كاشفًا عن أن ظهور داعش فرض على تنظيم القاعدة التعامل بشكل مختلف وتغيير استراتيجيته فبدلا من التركيز على العدو البعيد كما كان في السابق، تحول إلى استراتيجية التمدد في أماكن وجوده الجغرافية ومحاربة العدو القريب "الحكومات الوطنية".


"الضفة الأخرى" يكشف العلاقة بين تنظيم القاعدة وداعش

كما عرض برنامج “الضفة الأخرى”، تقريرًا يكشف فيه عن العلاقة بين تنظيم القاعدة وداعش، وكشف التقرير عن أنه منذ إعلان تنظيم داعش دولة الخلافة في العراق والشام عام 2014 وبدأ الصراع بين التنظيمين الإرهابيين، بينما تركز القاعدة أكثر على مهاجمة الولايات المتحدة "العدو البعيد"، يركز داعش على تقوية أماكن تواجده وتوسيعها بإعلان الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة في البلدان التي يتواجد على أرضها "العدو القريب"، وكلا الجانبين يصلان إلى نفس مصادر التمويل والمجندين، مما يعطيهما حافزًا لاتخاذ مسارات متشابهة.

وأوضح التقرير أنه تم إخراج تنظيم القاعدة بشكل متكرر وخاطئ من الحسابات في الماضي، فالتشابهات الأيديولوجية بين القاعدة وداعش تظل أعظم بكثير من الفروقات، وليس من المفاجئ أن يجري اعتبار إحداهما فرعًا للأخر؛ كما شاهدنا في السنوات القليلة الماضية مبايعة بعض فروع تنظيم القاعدة لتنظيم داعش، كاشفًا التقرير عن أن اختيار داعش والقاعدة لإفريقيا كمنطقة للصراع وتوسيع الانتشار والنفوذ أدى إلى هشاشة الوضع الأمني في كثير من دولها، خاصة بعد انسحاب الجيش الفرنسي من مالي، وغياب التنسيق اللازم بين دول مجموعة الساحل لضبط الحدود؛ مما جعلها المكان الأنسب لإقامة "دولة الخلافة.

ولفت التقرير إلى أن صراع القاعدة وداعش يتركز على مناطق نفوذهما في الساحل الإفريقي على النحو التالي:

استعر الخلاف بعد الانسحاب الفرنسي من مالي، وتوقف الطائرات الفرنسية التي كانت تعرقل بضرباتها تطوير الإرهابيين لعملياتهم.

توسعت خريطة الهجمات من مالي وبوركينا فاسو إلى حدود النيجر وتشاد، وتقدم بعضها نحو حدود توجو وغانا والسنغال وموريتانيا.

زادت الهجمات 4 أضعاف منذ 2019، ومن بين 135 منطقة إدارية في مالي وبوركينا فاسو وغرب النيجر، تعرضت 84 لهجمات في 2022.

• احتلت بوركينا فاسو عام 2022 الترتيب الأول في غرب إفريقيا في مؤشر الإرهاب، والثاني عالميا، تليها مالي في المركز الثاني والرابع عالميا، ثم النيجر للمركز الثالث في المنطقة والعاشر عالميا.

• وسعت "النصرة" عمليات التجنيد في أزواد شمالي مالي، وبسطت سيطرتها لأول مرة على المنطاق الجنوبية، بعد التحاق آلاف من أبناء هذه المناطق بتنظيم "ماسينا".

• عينت "النصرة" أمراء لمناطق في تيمبكتو شمالي مالي، ما يعني بداية بروز معالم "دولة الخلافة" الخاصة بها.

• سجل داعش نشاطا في الجزائر وبنين ونيجيريا، مع مساعي لإنشاء مركز تنسيق مع إرهابيين في ليبيا، مدفوعا بخطة توسع لإنشاء مشروعه للخلافة.

"الضفة الأخرى": تنظيم داعش نتاج سياسات ما بعد أحداث 11 سبتمبر

وعرض برنامج “الضفة الأخرى”، أيضًا تقريرًا يكشف فيه عن أن تنظيم داعش الإرهابي هو نتاج سياسات ما بعد أحداث 11 سبتمبر، موضحًا التقرير أنه بعد مرور 22 عامًا على أحداث 11 سبتمبر، ونفس هذه الأعوام مرت على غزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان من أجل مواجهة تنظيم قاعدة الجهاد الذي تورط في ضرب برجي التجارة العالمي، عقدين مرا على الغزو الثاني للولايات المتحدة الأمريكية للعراق على خلفية سياستها في مواجهة القاعدة بعد غزو أفغانستان، وعامين فقط بين غزواشنطن لكابل وبغداد، ولكن كل هذه الأعوام حملت في رحمها تنظيمات دينية متطرفة باتت هي الأقوى على الساحة؛ فمن رحم القاعدة خرج تنظيم داعش، وبدلًا من تفكيك التنظيم الذي أعلن عن مسؤوليته في الاعتداء الأكبر من نوعه على الولايات المتحدة الأمريكية، فقد خرج من أحشاءه داعش، الذي عانى العالم من ويلاته.

وأوضح التقرير أن تنظيم داعش هو أحد ثمار سياسات واشنطن في مواجهة الإرهاب بعد تفجيرات 11 سبتمبر، فالدولة الأقوى عسكريًا أخطأت بوصلتها، وبدلًا من القضاء على القاعدة خرج مولدها داعش ليملأ العالم إرهابًا، وبات العالم يشهد تنظيمين هما الأخطر القاعدة وداعش، وغزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق في عام 2003، وخرج داعش إلى العالم من نفس الدولة التي غزت واشنطن ليعلن عن دولته في 29 يونيو من عام 2014، كانت البداية إنشاء الدولة الإسلامية في العراق، حتى صارت الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهنا تبدو أمريكا المتورط الأول في نشأة التنظيم.

ولفت التقرير إلى أن واشنطن غزت العراق التي كانت الدولة الوحيدة في العالمين العربي والإسلامي التي لا يوجد على أرضها تنظيمات إرهابية، وخرجت منها وهي بها عشرات التنظيمات وعلى رأسهم داعش، الذي نجح في تكوين دولة له استمر وجودها عامين كاملين على تحرير الأراضي العراقية بشكل كامل في عام 2017، كما ظل تهديد التنظيم باقيا حتى بعد 5 سنوات من تحرير الموصل.

ونوه التقرير بأن سياسة واشنطن في مواجهة التنظيمات المتطرفة ما قبل أحداث 11 سبتمبر هي التي أنتجت القاعدة، ونفس هذه السياسات هي التي أنتجت داعش وفق رؤية واستراتيجية أمريكية غربية تزعم أنها بذلك تنقل مخاطر الإرهاب وصراعاته بعيدا عن أراضيها (ليذهبوا ليقاتلوا في بلدانهم بقول كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق)؛ لتكون المحصلة في النهاية أن داعش باتت ثمرة سياسات واشنطن والغرب  في مواجهة الإرهاب، صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفها دخل في مواجهات مع  كلا التنظيمين فيما بعد ولكننا ما زلنا نتحدث عن وجودهما الذي يمثل خطرًا على أمن العالم.


"الضفة الأخرى": الرؤية الأمريكية في مواجهة الإرهاب اعتمدت على التدخل العسكري فقط

وعرض برنامج “الضفة الأخرى”، تقريرًا يكشف فيه عن أن الرؤية الأمريكية في مواجهة الإرهاب اعتمدت على التدخل العسكري وأصبح خيارها الأساسي هو الحل الأمني، وركزت هذه الرؤية على استهداف رؤوس التنظيمات (اغتيال القادة) وهو أسلوبها الذي اعتمدته في مواجهة القاعدة واستمر مع داعش؛ بينما ظل جسد وبنية تلك التنظيمات قادر على الاستمرار، بغض النظر عن الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للتطرف والإرهاب، ووفقًا لرؤية خبراء المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب في نهاية 2022 أن القاعدة وما انبثق عنها من تنظيمات قد تضاعفت أكثر من أربع مرات وأصبحت أكثر تمددًا  وخطرا.

وكشف التقرير أن الحرب ضد الإرهاب تحتاج إلى إعادة توجيه، إن لم يكن نقلة نوعية حقيقية، ولم يعد الأمر يتعلق بتعبئة الجيوش الوطنية المدعومة من الشركاء الدوليين ضد الغارات الإرهابية، موضحًا أن ما يحدث في المناطق الملتهبة خاصة إفريقيا هو على نحو متزايد مسألة تمرد من جانب السكان والمجتمعات المحلية مما يجعله عسكريا.

ولفت التقرير إلى أن الأساليب المعتمدة حتى الآن عفا عليها الزمن إلى حد كبير، وإذا لم يدمج المجتمع الدولي هذا النموذج الجديد الذي يعتمد على تحسين مستويات المعيشة والنهوض بالتعليم والصحة في خط متواز مع المواجهة الأمنية، فإنه يُخاطر بإغراق بلدان كثيرة في صراعات طائفية تتفاقم الآن بسبب خصخصة إدارة الأمن واستخدام ميليشيات الدفاع عن النفس وغيرها من التشكيلات التطوعية، بما في ذلك الشركات العسكرية الخاصة إلى حد كبير خارج سيطرة الحكومة.

ونوه التقرير بأنه تُشير التجارب السابقة إلى الحاجة الملحة إلى تغيير النموذج، وأنه يجب بذل المزيد من الجهود لمعالجة التوترات الاجتماعية والاقتصادية الكامنة التي سمحت للجماعات الإرهابية بالازدهار في المقام الأول.

 

أستاذ علوم جيوسياسية: غزو العراق سببه النفط ونتج عنه ظهور داعش

من جانبه قال البروفسير يوسف شهاب، أستاذ العلوم الجيوسياسية والتنمية الدولية في جامعة باريس والمستشار السابق للأمم المتحدة، إن هناك فارقًا كبيرًا بين ضرب العراق وغزوها وضرب أفغانستان، موضحًا أن هناك أهداف جيوسياسية واقتصادية كانت السبب في غزو العراق تركزت بشكل رئيسي على النفط؛ والتي أدت إلى ظهور داعش وغيرها من الجماعات والحركات الإرهابية.

وأضاف البروفسير يوسف شهاب، خلال مداخلة هاتفية مع الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، ببرنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن الحرب على الإرهاب مكلفة، والنتائج غير مضمونة، ولكن ما حدث في حرب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وصل إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة.

وأوضح أن الأمريكان وجدوا أنفسهم في مواجهة تنظيمين ليس لهما نفس المرجعية ولا نفس الأيديولوجية ولكنهما يلتقيان في مواجهة العدو الوحيد وهو الأمريكان، مؤكدًا أن الربيع العربي الذي أثر بشكل مباشر على سقوط عدد من الأنظمة العربية تسبب في خلط الأوراق أمام الأمريكان.

وأكد أن تنظيم داعش كان يمثل عقبة كبيرة أمام الأمريكان وعدد كبير من الدول العربية وكان لابد من وضع خطة محكمة للتخلص منه، الأمر الذي شكل دافعا كبيرا أمام الولايات المتحدة الأمريكية بالقضاء على التنظيم من جذوره.


الضفة الأخرى.. أستاذ علاقات دولية يكشف أسباب الفشل الأمريكي في مواجهة الإرهاب

وبدوره قال الأكاديمي المغربي الدكتور إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية وإدارة الأزمات في جامعة القاضي عياض بالمغرب، إن أهم أسباب الفشل الأمريكي في مواجهة الإرهاب هو التركيز على البعد الأمني فقط، وغياب مفهوم محدد للإرهاب، وكانت نتيجة هذا الفشل تمدد تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية في دول متعددة حول العالم، ورغم أن الولايات المتحدة بقيت في أفغانستان عشرين سنة لمكافحة الإرهاب، ومحاربة طالبان، ولكن في النهاية استولت طالبان على الحكم.

وأضاف الأكاديمي المغربي الدكتور إدريس لكريني، خلال مداخلة هاتفية مع الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، ببرنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن ذكرى أحداث 11 سبتمبر تعلمنا الكثير من الدروس، لا سيما أنها محطة خطيرة شملت تحولًا كبيرًا وأداءً نوعيًا في أداء الجماعات الإرهابية، موضحا أن أكثر دولة تضررت من تنظيم القاعدة هي الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أنه بعد أحداث 11 سبتمبر اتخذ مجلس الأمن قرارا غير مسبوق تمثل في إعطاء الولايات المتحدة الحق في الرد على تنظيم القاعدة بأي طريقة تناسبها، وبالفعل بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ القرار وبدأت بالتدخل العسكري في أفغانستان، واستهدفت العديد من المدنيين هناك، مؤكدا أن مجلس الأمن بدا وكأنه يتفرج على العمليات التي تتم على أرض أفغانستان، لافتا إلى أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان طرح عددا كبيرا من التساؤلات، لا سيما وأن الولايات المتحدة لم تحقق الهدف المرجو من وراء تحريك كافة إمكانياتها وقواتها العسكرية وتسخير إمكانياتها الاقتصادية لتدمير تنظيم القاعدة، وخاصة بعد رجوع تنظيم القاعدة لسدة الحكم في طالبان مرة أخرى وهو نفس التنظيم الذي خرج من رحمه زعيم القاعدة أسامة بن لادن؛ الذي سبب الدمار والخراب للولايات المتحدة الأمريكية في أحداث الـ11 من سبتمبر.

ولفت إلى أن الجماعات الإرهابية تمددت في العديد من المناطق، وبرزت جماعات أكثر تطرفا وإرهابا من داعش في سوريا والعراق، منوها بأن الحملة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم القاعدة جاءت بنتائج عكسية وأدت لانتشار هذه الجماعات الإرهابية في عدد كبير من الدول.

“الضفة الأخرى” يكشف جهود الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب

كما حرص برنامج “الضفة الأخرى”، على عرض تقرير حول التجربة والرؤية المصرية الرائدة في مواجهة الإرهاب، والتي تستمد خصوصيتها من أنها تعتمد سبل المواجهة الشاملة للإرهاب، والتي أثبتت قدرتها على محاصرة أخطار الإرهاب وكسر شوكته.

وكشف التقرير عن أن مصر صاحبة تجربة رائدة في مواجهة الإرهاب؛ ولعل حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم دلالة واضحة على دور مصر الرائد في مواجهة الظاهرة والقيام بكل واجباتها إزاء حصار ومواجهة التنظيمات المتطرفة سواء على مستوى المواجهة العسكرية أو الأمنية أو الفكرية والثقافية والاجتماعية من خلال استراتيجية شاملة ومستدامة للتنمية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. 

وأوضح التقرير أن ريادة مصر في مواجهة الإرهاب تأتي من واقع التجربة الأخيرة التي حاولت التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتهم الإخوان ابتلاع الدولة المصرية بعد عام 2011 وما بعد ثورة المصريين في عام 2013، أو حتى التجربة الأولى لمواجهة الإرهاب في تسعينات القرن الماضي.

ولفت التقرير إلى أن مصر واجهت التنظيمات المتطرفة في تسعينات القرن الماضي لنحو عقدين كاملين، ضحت فيهما بالغالي والثمين من أجل تفكيك هذه الأورام السرطانية التي غزت بلادنا، وفعلت نفس الشيء بعد عام 2013، حتى باتت التجربة المصرية التجربة الأهم بين كل تجارب مواجهة الإرهاب في المنطقة العربية، موضحًا التقرير أن الفضل في هذه التجربة يعود للقيادة السياسية التي كانت تُعلي من فكرة الأمن القومي للبلاد وللمنطقة العربية، فكما كانت التنظيمات الإرهابية تُمثل خطرًا على المنطقة بأكملها، كانت تضع القيادة السياسية أهمية بذل جهود عدم انتشار ورم التنظيمات السرطاني إلى دول أخرى، فاتخذت قرار الجراحة في الوقت المناسب، وكانت تُساعدها وتعاونها في ذلك ولها الفضل الأول أجهزة الأمن والمعلومات.

ونوه التقرير بأن مصر كانت وما زالت صاحبة تجربة رائده في مواجهة الإرهاب والتطرف، وصاحبة فضل على كثير من دول المنطقة، فلا بد أن يتعامل الجميع بجدية واهتمام مع هذه التجربة للاستفادة منها، ومصر لم تبخل يومًا بمعلومة أو استشارة أو تبادل للخبرات الفكرية أو البحثية أو على أي مستوى لمن يُريد أن يواجه الإرهاب، ولذلك الأيادي المصرية البيضاء تركت بصمة لا يمكن تجاهلها في مواجهة الإرهاب والتطرف ولا يمكن إغفالها، التجربة المصرية في مواجهة الإرهاب ليست مجرد تجربة ولكنها استراتيجية عامة راعت أبعاد المواجهة الأمنية والعسكرية والفكرية.

داليا عبدالرحيم: مصر قدمت للعالم رؤية متكاملة لكيفية التصدي للإرهاب

وبدورها قالت الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، إن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب ذات خصوصية، فنجاح التجربة مستمد أولًا من شكل المواجهة ومن نتائجها، وما قدمته أجهزة الأمن المصرية والقوات المسلحة من تضحيات كبيرة من أجل دحر الإرهاب والتصدي لأفكار التطرف، من خلال رؤية تعتمد على المواجهة المجتمعية الشاملة، وتستهدف تحقيق إصلاح وتنمية مستدامة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وإعلاميا تتواكب مع الجهود والتضحيات التي يقدمها أبناء مصر البواسل في ساحة المواجهة الميدانية للقضاء على فلول وبؤر الإرهاب.

وأضافت “عبدالرحيم”، أن تجربة مصر الرائدة في مواجهة أخطار الإرهاب جعلتها تقدم للعالم رؤية متكاملة وشاملة لكيفية التصدي للإرهاب، وكانت سباقة في التحذير من تمدده وتغوله ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط؛ بل في العالم بأسره، موضحة أن تجربة مصر الرائدة في مواجهة الإرهاب وضعت الجميع شعوبًا وحكومات ومؤسسات دولية  أمام مسؤلياتهم في اتخاذ مواقف وتدابير جادة وحاسمة في التعامل مع تلك الظاهرة؛ التي لم يعد أحد بعيدًا عن الاكتواء بنيرانها.

واختتمت متسائلة: “هل يعي الجميع دور مصر الكبير في الحرب والقضاء على الإرهاب الغاشم؟، وهل يتكاتف الجميع لمواجهة الإرهاب ويتوقف عن المهادنة والتردد والمواقف الغائمة؟، وإلى متى تظل مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم أجمع؟”.