الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

مرصد الأزهر يحذر من تصاعد العمليات الإرهابية لتنظيم داعش

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذر مرصد الأزهر في مقال له نشرته وحدة رصد اللغة التركية من تصاعد العمليات الإرهابية لتنظيم داعش الإرهابي، مقارنة بالفترات التي سبقتها، والتي كان أشهرها إعلان التنظيم عبر حسابه على تطبيق تليجرام، مسئوليته عن تفجير استهدف تجمعًا سياسيًّا في باكستان، ما أسفر عن مقتل (54) شخصًا، وإصابة (200) آخرين. 

وقد سبقه بأيام قليلة إعلان التنظيم مسئوليته عن هجوم بعبوة ناسفة استهدف منطقة "السيدة زينب" في جنوب دمشق، في سوريا، ما أسفر عن مقتل (6) أشخاص، وإصابة (20) آخرين.

وتابع المرصد أن النهج العملياتي المتصاعد لتنظيم داعش يشير  إلى أنه استطاع بدرجة أو بأخرى، التكيف مع الملاحقات، والتضييقات الأمنية المتتالية التي يتعرض لها، بل تجاوزها وصولًا إلى تبنيه هجمات استباقية، عبر عدد من العمليات المتتالية والمؤثرة التي قام بها أفراده على فترات متقاربة، مبرهنًا على أنه لا يزال مؤثرًا في المعادلة الدولية، مما يثير تخوفات من إمكانية إعادة تموضعه في المناطق التي كانت يبسط نفوذه عليها سابقًا، لذا يمكن القول أن التنظيم الإرهابي وإن كان قد فقد سيطرته المكانية، إلا أنه لم يفقد قدرته على التمدد فكريًّا وعملياتيًّا، وهذه هي أهم سماته التي مكنته من البقاء، والقيام بعمليات نوعية استباقية، معتمدًا استراتيجية اللا مركزية، تلك التي تعد قبلة الحياة بالنسبة له.

وأكد المرصد، أن من أهم عوامل تكثيف العمليات للتنظيم المتطرف هي الفراغات الأمنية والحالة الأمنية في سوريا على وجه الخصوص، فالناظر إليها يجد فراغًا أمنيًّا كبيرًا خلفته الصراعات المحتدمة بين التنظيمات المتطرفة المختلفة، مثل الصراعات التي بين هيئة تحرير الشام وتنظيم داعش الإرهابي، والذي اتضحت معالمه منذ انشقاق داعش عن تنظيم القاعدة، إضافة إلى الجغرافية المكانية والتي تشكل بعض الأماكن الوعرة، والتي يغلب عليها الطابع الجبلي ملاذات آمنة، وأوكارًا تشهد تمدد التنظيم، ومحاولات إعادة بناء قوته، وتمكنه من الاختباء بداخلها، فضلًا عن قدرته على إنشاء معسكرات للتدريبات العسكرية، والأيديولوجية المتطرفة. كما تحافظ تلك المواقع على استمرارية حصول التنظيم على مصادر الدعم اللوجيستي من الداخل، والخارج على حد سواء، عبر شبكات التهريب التى تتشكل بسهولة بفضل الانفتاح الجغرافي لصحاري تلك المناطق.

وأشار المرصد إلى أن الهجمات الأخيرة لتنظيم داعش تحمل  جملة من الدلالات، أهمها إعادة التموضع والذي  يسعى تنظيم داعش إلى إعادة تشكيل صفوفه في الصحاري السورية والعراقية، بغية بسط سيطرته من جديد، استنادًا إلى المزايا الجيوإستراتيجية لتلك المناطق، والتي جعلته يختارها معاقل لدولته المزعومة في السابق.

ومن خلال متابعة الأنشطة المتطرفة لتنظيم داعش في الآونة الأخيرة، يتبين أن العمليات التى يقوم بها أخذت طابعًا استباقيًّا كشفت عنه التحركات شبه المكثفة للتنظيم، الذي كان يعيش فترة من التخفي، الأمر الذي يؤكد خطورة خلاياه اللوجيستية، وذئابه المنفردة التى يستحثها بين الحين والآخر لتنفيذ عمليات استباقية تبرهن على قدرته على التأقلم رغم المحاذير الأمنية التى تحيطه من كل جانب، كما تؤكد توقيتات الهجمات سالفة الذكر أنها تأتي في عدة أُطُر، منها إثبات الوجود، وإثبات امتلاك المبادرة، ومنافسة تنظيم القاعدة، والرد على استهداف قادة التنظيم وزعمائه.

ويدعو المرصد، إلى ضرورة الاستمرار في الضغط المستمر على فلول التنظيم، وملاحقاتهم في العراق وسوريا، وتعزيز الجهود الجماعية لدحر فروعه، وأذرعه، وتفكيك خلاياه النائمة في جميع أنحاء العالم، تلك التي يعقد عليها كل آماله منذ سقوط معاقله الرئيسة.