الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المحليات وكشك «عم حسن» الرمز الوطني بالسويس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فوجئنا نحن أبناء السويس من المثقفين والفنانين والأدباء والشخصيات العامة، بقرار إزالة كشك عم حسن للصحافة وتوزيع الكتب الثقافية والعلمية، ذلك الكشك التاريخى الكائن على ناصيتى شارعى الشهداء وسعد زغلول منذ الستينيات من القرن الماضى (١٩٦٥).
هذا الكشك صمد أثناء نكسه ١٩٦٧ مرورًا بحروب الاستنزاف ونصر أكتوبر ومعركة صمود السويس فى ٢٤ اكتوبر ١٩٧٣، وكتب عنه المراسل العسكرى الكاتب الصحفى عبده مباشر والمراسل العسكرى الكاتب والأديب جمال الغيطانى، ومن أبناء السويس الصحفى محمد على السيد فى كتابه "حكايات من حرب الاستنزاف".
كما كان الكشك ملتقى أبطال المقاومة الشعبية وفرقة أولاد الأرض والكابتن غزالى وأبطال منظمة سيناء من فدائيى السويس.
ويحتفظ الكشك بأسرار الخطابات المتبادله بين السوايسة وأسرهم الذين هاجروا بسبب العدوان والذين تهدمت بيوتهم وانتقلوا إلى كل محافظات مصر، فضلًا عن أن الكشك كان متلقى لبعض قادة الجيش الثالث الميدانى وجنوده الأبطال.
وكان عم حسن الأسمر أو حسن السودانى أو حسن الدنجلاوى، كما كانوا يطلقون عليه فى حب وبساطة، رجلًا خلوقًا  ومثقفًا وطنيًا من نسيج خاص وكان متساهلًا مع المثقفين بشراء الكتب والصحف لـ"حين ميسرة" مع ابتسامة ودودة.
وقد زار الكشك فى تلك الفترة الكثير من الشعراء والأدباء منهم الشاعر الكبير محمود درويش والشعراء الكبار  فؤاد حداد وعبد الرحمن الأبنودى وسمير عبد الباقى إلى جانب شعراء السويس "الكابتن غزالى - عطية عليان-  كامل عيد رمضان - عبد الهادى الصيفى - عبد العزيز الظاهر- محمد عطا" والقاص الأديب محمد الراوى وعلى المنجى وغيرهم من الشعراء من جيل الوسط والمعاصرين بالسويس.
كما كان الكشك محط أنظار وكالات الأنباء العالمية والعربية ومراسلى الصحف القومية "حسن غنيمة - يوسف الجناينى - على منسي".
كان الكشك محاطًا بالشكاير الرملية للحماية من غارات العدو الإسرائيلى التى دمرت ٨٦٪ من مبانى ومصانع  السويس طبقًا لتقديرات لجنة خسائر الحرب.
وحين توفى عم حسن "رحمة الله عليه" نعاه حزنًا عليه الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى بقصيدة "بياع العذاب"  التى نشرها حسين العشى فى كتابه الذى حمل  نفس العنوان كما نشرت القصيده فى كتاب "الأبنودى والسويس تجربه وطن" لكاتب هذه السطور. 
ويقول فيها الأبنودى:
بعت الكتب والجرايد أزمان ورا أزمان 
ويوم وفاتك ياصاحبى مجتش فى الجرنان
تعبك زمانك.. وتعبك ياحسن
وأقول إمتى تهدى
عمرى ماصدقت
لتعبك يا حسن
إلا النهارده
آه ياسويس حزنك أصيل
بالك طويل
صوتك نبيل
ياللى بحرك نيل حظك قليل
***
الآن كشك عم حسن تحت قرار الإزالة الذى تلقته السيدة آمنة حسن محمد يوسف وأسرتها وزوجها حسن خير، وأصبحت مهددة فى مصدر رزقها الشريف، وبعد كل هذا التاريخ لكشك عم حسن ولا نبالغ إذا قلنا إنه جزء من تاريخ مصر.
لقد أصدر عدد من الشخصيات العامة والأدباء والشعراء والفنانين والرياضيين والقيادات الحزبية بالسويس بيان تضامن مع كشك عم حسن وتاريخه الذى تفخر به مصر، منهم "قبارى البدرى – مصطفى عبد السلام – محمد عبد الرازق – أدهم الرشيدى – ممدوح العشى – محسن خليفة – محمود الجمل – أحمد يوسف – نسرين نصيف – عزيزة غريب – أحمد سيد – محمد قاسم – منال السيد الصفتى – نادرة محمد زكى – سامية نور الدين – مروة عبد السيد – فكرية غانم – محمد الأحمدى – أنور فتح الباب – أحمد على – محمد عدلى – سيد أبو طالب – محمود السيد مصيلحى – أيمن مصطفى كمال – محمد زكريا الجمال – محمد عزمى محمد – محمود إبراهيم – محمود على – مصطفى أحمد الجمل ود. عبد الحميد كمال".
ومن هنا، ندعو المسؤولين لإيجاد بديل عادل للإبقاء على الكشك الرمز وإصدار تراخيص جديدة له تكريمًا لصاحبه ولأسرته بنفس شارع الشهداء.
كما نطالب مؤسسات الأهرام والأخبار والجمهورية وغيرها بدعم الكشك خصوصًا ونحن على أبواب عيد السويس القومى ومرور ٥٠ عامًا على اليوبيل الذهبى لأشرف معارك المقاومة الشعبية فى تاريخ مصر الحديث التى خاضها أبناء السويس ودمروا دبابات وآليات العدو الإسرائيلى فى شوارعها.
*كاتب صحفى وبرلمانى سابق.