تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لم يسبق لمصر أن عاشت مثل هذه اللحظات، ولم يسبق أن دفع الشعب شخصًا إلى الترشح رئيسا كما حدث مع المارشال عبد الفتاح السيسي، حتى عندما خرجت جموع الشعب بعد خطاب التنحي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت رسالة إلى إسرائيل وأمريكا، تؤكد أن الهزيمة لم تنل من إرادة الشعب، وأنهم واثقون أن عبد الناصر سيقودهم إلى النصر.
لم يحدث أن كتم المصريون أنفاسهم انتظارا لكلمة من جنرال، بل كانوا يتحسسون إشارة في خطاب للسيسي تطمئنهم بأنه قادم للترشح، بل إن عموم المصريين كانوا يتابعون عددا من الإعلاميين المعروفين بقربهم من المؤسسة العسكرية لعل الخبر اليقين يأتي على ألسنتهم بأنك ستخلع بدلتك العسكرية.
نعلم جيدًا يا مارشال أنها ليست نزهة كما تدرك أنت وتقول "وليس تشريفًا"، كما يتصور الباحثون عن مكان تحت أضواء النفوذ والسلطة، فما بالنا بقصر الاتحادية، يكفي أن نشير فقط إلى حجم التطلعات الشعبية والآمال الكبيرة التي يحلم المصريون بتحقيقها، ويرون فيك الأمل الوحيد الباقي للم شمل الجماعة المصرية. يطمح الغلابة في هذا الوطن الذين لا يملكون شهرة النشطاء لينزلوا ضيوفًا على الفضائيات أن يأمنوا على حياتهم وأرواح أبنائهم، وأن يجدوا قوت يومهم دون مذلة.. وأن تستقبلهم مستشفيات الدولة ليعالجوا بكرامة.
الغلابة الذين لا يملكون حسابا بنكيا يستقبل اليورو والدولار ليقيموا ندوة دفاعا عن قانون التظاهر أو مسيرة تهتف "يسقط حكم العسكر"، هؤلاء الغلابة هم حزبك في الشارع، وأهلك وعشيرتك، هم الظهير السياسي لمشروعك الوطني، هم جدارك العازل ضد كل من يريد أن ينافق أو يدلس أو يوالس، هؤلاء هم حزب الشعب الذي لا يتلون أو ينتقل من مائدة سياسية بلحية إلى مائدة أخرى بـ"نسر ودبورة".
أيها المارشال المرشح بإرادة شعبك.. ليس على كتفيك بعد أن نزعت الرتب والنياشين أي فواتير لأحد، وليس عليك ديون مستحقة لهذا الفصيل السياسي أو أي شخص بعينه، مهما علا قدره أو كان قربه، قد تكون في حاجة قبل أن تفوز بالمنصب الرئاسي لحزب سياسي يدير حملتك الانتخابية ويتحرك بين القرى والمحافظات، لكننا لا نريد حزبا على مقاس الرئيس، بل حزبا شعبيا حقيقيا، وهذه الفرصة سانحة الآن، حزب يضم المصريين الذين يبحثون عن هوية يخشون ضياعها ويخافون على بلد تحاصر المخاطر من كل اتجاه.
أيها المارشال نعلم أن لديك مشروعا وطموحا أن تصبح مصر "قد الدنيا"، ولكن راقب بحذر شديد كل من يحاول الاقتراب، نخشى عليك من الأفاقين الذين أغرقوا مصر لتبحث الآن عن طوق نجاة وتوسمت فيك خيرا، الأهم من المشروع مَن سينفذه ولصالح مَن؟!.. هل لمصلحة حزبك "حزب الأغلبية الكاسحة" من عموم أبناء هذا الوطن الذي وضع أحلامه أمانة في عنقك أم لمصلحة شلة صغيرة؟!