الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

اليمين المتطرف بفرنسا يمارس ضغوطا على ماكرون بسبب أزمة المهاجرين في لامبيدوزا

ماكرون
ماكرون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن الوضع غير المسبوق الذي خلقه وصول حوالي 11 ألف شخص من شمال أفريقيا، الأسبوع الماضي إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الواقعة جنوب البلاد والتي لا يتجاوز عدد سكانها 7 الاف نسمة، سلط الضوء على غياب الإطار السياسي، في حين تتزايد تدفقات الهجرة نحو أوروبا.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية في مقال نشرته اليوم /السبت/، حول ردود أفعال الطبقة السياسية الفرنسية بشأن تدفق المهاجرين إلى الجزيرة رغم بدء التراجع النسبى في عدد المهاجرين، لافته إلى أن حالات الهجرة من تونس بنسبة 260% عام 2023، مقارنة بالفترة من يناير إلى أغسطس 2022، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ولفتت "لوموند" إلى أن الوضع في لامبيدوزا يظهر أن "المقاربات القومية الصارمة لها حدودها"، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إشارة إلى وعود رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني التي أكدت منعها عبور المهاجرين الجدد، واعتبرت باريس إن الاستجابة لأزمة الهجرة لا يمكن أن تكون إلا أوروبية.

وعلى الرغم من التوترات السابقة مع روما، فإن الرئيس الفرنسي لا يريد "ترك إيطاليا وحدها مع ما تعيشه اليوم"، وعلى هامش رحلة إلى كوت دور، دافع ماكرون عن "واجب التضامن الأوروبي" مع إيطاليا، في حين علقت ألمانيا للتو الاستقبال الطوعي لطالبي اللجوء من هذا البلد بسبب "ضغوط الهجرة القوية" ورفض روما تطبيق الاتفاقيات الأوروبية.

وأتاحت هذه الحلقة الجديدة من أزمة الهجرة لليمين واليمين المتطرف الفرنسي الفرصة للتنديد، مرة أخرى، بـ"الطوفان" الذي من شأنه أن يهدد فرنسا، و"عجز" إيمانويل ماكرون والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمهاجرين وإدارة تدفقات الهجرة.

من جانبها.. قالت مارين لوبان (زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني) على موقع إكس (تويتر سابقًا) "من سيظل يرفض الحديث عن الطوفان عندما يصل عدد (المهاجرين) لما يعادل عدد سكان الجزيرة في غضون ساعات قليلة؟" وتصل لوبان إلى لومبارديا غدا /الأحد/ بدعوة من ماتيو سالفيني رئيس حزب الرابطة الوطنية.

كما تناولت الصحيفة تصريحات رؤساء القوائم الانتخابية في الانتخابات الأوروبية التي ستجرى في يونيو 2024 بهذا الشأن، فمن جانبه قال جوردان بارديلا، الذي سيتصدر قائمة حزب التجمع الوطني، هناك استجابة واحدة محتملة لهذه الأزمة: "يجب على إيمانويل ماكرون أن يتعهد رسميا بهذا الالتزام: فرنسا لن ترحب بمهاجر واحد" من لامبيدوزا.

وأضاف: "بالنسبة لمن قال إنه يريد "تقليص" الهجرة بشكل كبير، فهذه هي لحظة الحقيقة، إما الحزم أو العجز" حسبما قال على حسابه على موقع "اكس".

ومنافسته ماريون ماريشال التي ستتصدر قائمة "الاسترداد!" في الانتخابات الأوروبية فقد توجهت إلى لامبيدوزا مساء الخميس، للتنديد بـ"الفوضى" على خلفية صور اللاجئين الجالسين على الأرض، بشكل جماعي، في الميناء الإيطالي.

ومن جانبه.. استنكر نائب الرئيس لشؤون المواطنين الفرنسيين المقيمين خارج البلاد، بيير ألكسندر أنجلاد، رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في الجمعية الوطنية، في تصريحات لصحيفة "لوموند": "إنه حقًا الاستغلال الأكثر فظاعة على الإطلاق".

وأضاف "إذا كانت إيطاليا في هذا الموقف، فذلك على وجه التحديد لأن الدول الأوروبية بقيادة أصدقاء ماريون ماريشال لا يريدون التضامن الأوروبي". في إشارة خاصة إلى رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يرفض استقبال اللاجئين. 

وتأتي هذه الأزمة في وقت تعد فيه الهجرة أحد المواضيع المهيمنة على الساحة السياسية، اعتبارا من نوفمبر المقبل، وستدافع الحكومة الفرنسية عن مشروع قانون في مجلس الشيوخ يسعى إلى التوفيق بين الحزم ضد الهجرة غير الشرعية وضمان الاندماج، مع تنظيم العمال غير المسجلين في المهن التي تعاني من النقص.