طالبت سلطات في ليبيا بإجراء تحقيق لمعرفة إن كان هناك تقصير قد وقع من أشخاص وساهم في مقتل الآلاف في أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ البلاد الحديث، في وقت يبحث فيه الناجون عن ذويهم.
ودمرت سيول ناجمة عن العاصفة "دانيال" سدودًا لتندفع المياه صوب مجرى نهر موسمي يقسم المدينة وتجرف في طريقها مباني إلى البحر بداخلها عائلات نائمة.
وتباينت أعداد من تأكد مقتلهم التي أعلنها المسئولون حتى الآن، ولكنها جميعها بالآلاف، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين. وقال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي إن الوفيات في المدينة قد تصل إلى ما بين ١٨ ألفًا و٢٠ ألفًا، استنادًا إلى حجم الأضرار.
وقدر الهلال الأحمر الليبي عدد القتلى بأكثر من ١١ ألف شخص، وما زال نحو ٢٠ ألفا في عداد المفقودين، وهو أعلى تقدير حتى الآن من مصدر رسمي، مشيرة إلى أن الفيضانات جرفت ما يقرب من ٢٠٠٠ جثة إلى البحر.
وتمكنت فرق الإنقاذ من دخول المدينة وتقوم بأعمال البحث عن الأنقاض والآثار التي خلفتها الفيضانات.
وتتصاعد موجة من الغضب حول ما إذا كان قد تم تجاهل التحذيرات بشأن حالة السدين، والفشل في العثور على مقاولين جدد لصيانة السد بعد الحرب الأهلية في ليبيا، والتعليمات الدقيقة التي أصدرتها الشرطة
وتم التعاقد مع شركة تركية تدعى "أرسيل" للعمل على السدود عام ٢٠٠٧ لكنها غادرت ليبيا عام ٢٠١١ عندما اندلع القتال، وتم لاحقا استرجاع جزء من مبلغ ٣٩ مليون دينار المخصص لصيانة السد سنة ٢٠٠٣ من وزارة الموارد المائية، وبعد مغادرة الشركة البلاد، سُرقت آلاتها وتوقف استخدام موقع البناء. يحتاج أي تحقيق إلى دراسة الظروف التي أدت إلى اعتقال المرشح الرئيسي للفوز بالانتخابات البلدية في درنة، مما أدى إلى إلغاء الانتخابات المقرر إجراؤها في سبتمبر وترك المدينة تحت سيطرة المسؤولين العسكريين.
وبدأت المساعدات الدولية في الوصول إلى المدينة بعد ظهر الأربعاء، بعد تأخيرات ناجمة جزئيًا عن انقطاع الوصول إلى الإنترنت والطرق غير الصالحة.
وهناك اتهامات بأن مسئولين من مديرية أمن الجيش الوطني الليبي ربما يحاولون التستر على ما حدث عندما ضربت العاصفة دانيال، حيث ظهر مسؤولوها على شاشة التلفزيون لتوجيه المواطنين إلى البقاء في منازلهم تحت حظر التجول بدلاً من الإخلاء.
ومع ذلك، قال ولفرام لاكير، المتخصص في شؤون ليبيا والمقيم في ألمانيا، إنه يبدو من الواضح أن الشرطة المحلية التقت برئيس البلدية مع اقتراب العاصفة، ثم تم بث رسائل من الشاحنات عبر المدينة تدعو إلى إخلاء المناطق التي من المحتمل أن تتأثر، ولكن ربما قوبلت الدعوة على مضض.
ويتكون قلب السدين الكليين من الطين المضغوط، والجوانب مصنوعة من الحجارة والصخور، وتبلغ القدرة التخزينية لسد البلاد الذي يبعد نحو كيلومتر واحد جنوب قلب المدينة نحو ١.٥ مليون متر مكعب، بينما تبلغ القدرة التخزينية لسد أبو سد الذي يبعد نحو ١٣ كيلومترا جنوب السد الأول نحو ٢٢.٥ مليون متر مكعب.