الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

صداع مستمر و«خناقة» أوروبية.. فرنسا تنشر تعزيزات أمنية على الحدود.. ألمانيا لن تقبل أى مهاجر من إيطاليا.. «ميلونى»: ماذا فعلت القارة لإيقاف الوافدين؟

الجيش الفرنسي
الجيش الفرنسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى غضون ٣٦ ساعة فقط، وصلت عشرات القوارب المليئة بالمهاجرين الأفارقة إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة. وفى حين أن مخيم تسجيل المهاجرين لا يتجاوز ٤٠٠ مكان، إلا أنه كان عليه أن يستوعب تدفق أكثر من ٦٠٠٠ شخص. أو ما يعادل عدد سكان الجزيرة. وذكرت صحيفة كورييرى ديلا سيرا أن ما يقرب من ٧٠٠٠ مهاجر تم إنزالهم فى يوم واحد. وأعلنت الجزيرة حالة الطوارئ.
على الطرف الآخر، يبدو أن المواجهة بدأت بين الدول الأوربية، حيث أعلن وزير الداخلية الفرنسى جيرالد دارمانان عن تعزيزات على الحدود الإيطالية، كما أعلنت ألمانيا أنها "لم تعد تستقبل المهاجرين" من إيطاليا "حتى إشعار آخر"، وبررت القرار بـ"ضغط الهجرة القوى الحالى تجاه ألمانيا" وكذلك "التعليق المستمر لعمليات النقل من دبلن من قبل بعض الدول الأعضاء"، بما فى ذلك إيطاليا.. فيما ردت رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، بأنها لم تتفاجأ بقرار برلين. وذكرت فى مقابلة صحفية أن "مشكلة النقل ثانوية". وفى محاولة منها لإلقاء الكره فى إتجاه آخرين، قالت "ميلوني" إن "السؤال هو إيقاف أفواج الوافدين إلى إيطاليا. ما زلت لا أرى أى إجابات محددة".
وحول تدفقات الهجرة على جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، قال أنطونيو تاجاني، وزير الخارجية الإيطالي، على حسابه على موقع X، إن الحكومة الإيطالية "ستبذل كل ما هو ضرورى لمساعدة سكان لامبيدوزا والمهاجرين الذين يواصلون الوصول إلى الجزيرة"، وينبغى نقل أكبر عدد ممكن من المهاجرين إلى مدن إيطالية أخرى، من أجل التخفيف من حدة مركز الاستقبال فى لامبيدوزا.
وصباح أول أمس الخميس على قناة BFMTV، قالت السياسية الفرنسية ماريون ماريشال: "هذه ليست سوى البداية".. وهذا يدل على التحدى الحضارى الهائل الذى ينتظرنا فى مواجهة "طوفان الهجرة".
دائماً، كانت لامبيدوزا، التى تقع أقصى جنوب إيطاليا وأول ميناء يطرقه من يعبرون من شمال أفريقيا، موضع خلاف فى أزمة الهجرة فى أوروبا.
وأظهرت أحدث بيانات وزارة الداخلية أن نحو ١٢٣٨٦٠ مهاجراً عبر البحر بشكل إجمالى وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية العام. ويبلغ الرقم تقريباً ضعف الرقم المسجل فى الفترة نفسها من ٢٠٢٢.
وأظهرت لقطات عُرضت الثلاثاء طوابير قوارب متهالكة مكتظة بالمهاجرين تنتظر الرسو فى ميناء لامبيدوزا.
"منهكون ومتعبون"
وقال جيوفانى دى ليو، المدعى العام للجزيرة، إن ١١٢ قارباً وصلت الثلاثاء الماضى على متنها أكثر من خمسة آلاف مهاجر، وهو عدد يتجاوز العدد القياسى السابق البالغ ٦٣ قارباً فى يوم واحد والمسجل الشهر الماضي.
وقال رئيس بلدية جزيرة لامبيدوزا، فيليبو مانينو "جميعنا متعبون ومرهقون بدنياً ونفسياً.. أصبح الوضع خارجاً عن السيطرة وغير مُحتمل".
فى هذا السياق، قال فلافيو دى جياكومو المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة "ما يحدث فى لامبيدوزا هو أنه لأول مرة يصبح المسار التونسى شديد الازدحام... ومن العسير إدارته مقارنة بالمسار الليبي"، وأضاف دى جياكومو أن الرحلة الأقصر كثيراً من تونس تجتذب أعداداً أكبر ممن يحاولون العبور، وخصوصا بالقوارب الأصغر حجماً، مما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر تعقيداً.
فى غضون ذلك، أعلنت ألمانيا أنها "لم تعد تقبل المهاجرين" من إيطاليا "حتى إشعار آخر"، فى ظل "التحديات الكبرى التى تواجه ألمانيا فيما يتعلق بقدرات الاستقبال والإقامة".. وتفسر برلين هذا القرار بـ"ضغط الهجرة القوى الحالى تجاه ألمانيا" وكذلك "التعليق المستمر لعمليات النقل من دبلن من قبل بعض الدول الأعضاء"، بما فى ذلك إيطاليا حيث ترفض روما تطبيق الاتفاقيات الأوروبية، وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إن الحكومة الألمانية أبلغت روما بقرارها "فى نهاية أغسطس".
تنص لائحة دبلن، المثيرة للجدل بين الدول السبعة والعشرين أعضاء الاتحاد الأوروبى، على أن بلد وصول المهاجر إلى الاتحاد الأوروبى يعالج طلب اللجوء الخاص به.
"الوضع متوتر للغاية"
وبموجب آلية النقل الطوعي، وافقت ألمانيا حتى الآن على نقل ١٧٠٠ طالب لجوء وصلوا إلى جنوب أوروبا، من بين ٣٥٠٠ شخص التزمت باستقبالهم. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية: "نواجه اليوم وضعًا متوترًا للغاية فى العديد من البلديات فى ألمانيا".. ويتعلق هذا التعليق "حتى إشعار آخر" بـ"آلية التضامن الأوروبى الطوعية" التى تنظم نقل طالبى اللجوء من بلد الوصول إلى الاتحاد الأوروبى إلى دول أعضاء متطوعة أخرى، من أجل تخفيف العبء عن دول مثل إيطاليا واليونان، التى تعد بوابات إلى دول أوروبا.
وأكدت جيورجيا ميلوني، التى فاز حزبها اليمينى المتطرف فراتيلى ديتاليا بالانتخابات التشريعية قبل عام على وعد بوضع حد للهجرة الجماعية، الأربعاء الماضى أنها لم تتفاجأ بقرار برلين. وذكرت فى مقابلة نشرت وكالات الأنباء الإيطالية مقتطفات منها أن "مشكلة النقل ثانوية". وفى محاولة منها لإلقاء الكره فى إتجاه آخرين، قالت جيورجيا ميلونى إن "السؤال هو إيقاف أفواج الوافدين إلى إيطاليا. ما زلت لا أرى أى إجابات محددة".