يمتاز أطفالنا بطرقهم الخاصة في معالجة مشاكلهم وردود أفعالهم ويلجأون ويجربون كل الطرق المكشوفة وغير المكشوفة للحصول على مآربهم وللهروب من مواجهة مأزقهم، وأولى هذه الوسائل والطرق، الكذب.
الكذب ينشأ صدفة ويتدرج الأطفال في استعماله ليصبح عادة بغيضة لنا جميعًا لا نريد أبناءنا أن يتعاملوا بها، لذلك علينا أن نتولاها بالعناية الشديدة والتربية والمتابعة.
الطفل في سنوات عمره الأولى تتشكل بداخله القيم فهو يُعلم الصدق ولا يولد صادقًا ويُعلم الكذب ولا يولد كاذبًا.
فكيف ننشئ أبناءنا على الصدق؟ وكيف نتصدى لكذبهم؟ ومتى نعاقبهم؟ وهل نستعمل معهم الضرب تجاه هذا السلوك البغيض؟ وما أسباب الكذب؟ وما أنواعه؟ ومتى يصبح الكذب علامة خطيرة؟ ولكن علينا أولًا أن نتعرف على أنواع كذب الأطفال وأسبابه.
الكذب الخيالي:
يحدث هذا النوع من الكذب بسبب نشاط خيال الطفل واتساعه.
الكذب الالتباسي:
يحدث نتيجة التباس الواقع بالخيال عند الطفل وسببه ضعف إدراك الطفل.
الكذب الغرضي والكذب الاستحواذي:
يكذب الطفل لتحقيق غرض شخصي مثلا يدعي طلب المعلم لمبلغ من المال لغرض ما ثم يشتري به ألعابا أو حلوى أو أي شيء لنفسه، أو ليستحوذ الطفل على المال أو أغراض أخرى لنفسه، وإذا سألته هل معك ما يكفيك يجيب بالنفي ويرجع ذلك لقسوة الوالدين في المعاملة.
الكذب الانتقامي
حيث يلصق التهم الباطلة بالآخرين كأخ أو صديق لغيرته منهم، ويرجع عادة لتفرقة الوالدين أو المعلم في المعاملة أو المقارنة بين أشقائه وأقرانه.
الكذب العنادي
يكذب الطفل هنا فقط ليتحدى سلطة الوالدين أو المعلم ويرجع عادة لكون الوالدين أو المعلم شديدا وقاسيا.
الكذب الدفاعي
يلجأ الطفل للكذب خوفا من وقوع العقاب عليه ويرجع هذا أيضا لقسوة الوالدين وانعدام الثقة بينهما.
الكذب الوقائي
يكذب الطفل على والديه أو معلمه ليحمي أخاه أو صديقه من وقوع العقاب عليه. ويسمى كذب الإخلاص أي أنه بذلك يكون مخلصا ووفيا لصديقه أو لأخيه ويكثر في سن المراهقة لا سيما بين الأولاد وهو مظهر من مظاهر الولاء للجماعة.
كذب التقليد
يكذب الطفل تقليدا لوالديه ومن يحيط به.. ينبغي على المربي التحلي بالصدق فهو قدوة للصغار.
الكذب الادعائي
وهذا من أخطر أنواع الكذب عند الأطفال يحدث نتيجة لحاجة نفسية غير مشبعة، فقد يبالغ الطفل في وصف تجاربه الشخصية فقط ليكون محط إعجاب وتقدير المحيطين به وهذا يرجع عادة لإحساس الطفل بالنقص.
وقد يدعي الطفل المرض أو الظلم أو الاضطهاد لاستدرار عطف المحيطين أو الوالدين والنوع هذا خطير جدا وينبغي على الوالدين المسارعة بعلاج هذا النوع من الكذب وذلك عن طريق تفهم الحاجات النفسية للطفل والدوافع التي أدت للكذب والعمل على إشباعها لأنها من الممكن أن تتطور في حال عدم المعالجة إلى الكذب المرضي أو المزمن.
الكذب المرضي أو المزمن
هنا يكون الطفل مدفوعا لا شعوريا إلى الكذب ومعروفا عنه أنه كاذب وقد يكون غير ناجح في المدرسة ويعاني من شعور شديد بالنقص وتعتبر هذه حالة مرضية تحتاج لعلاج نفسي وتدخل طبيب نفسي.
ولابد أن نميز بين عمرين فاصلين فيما يخص الكذب عند الأطفال هما سن ما قبل السادسة وسن ما بعد السادسة.