في الوقت الذي تواصل فرق الإنقاذ جهودها للبحث عن ناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة مراكش في المغرب، الجمعة الماضية، إلا أنه بعد أسبوع تعرضت قرية إيمي نتالا الجبلية، القريبة من مركز الزلزال الأول، لهزات ارتدادية يوم الأربعاء، مما دفع عمال الإنقاذ وسكان القرية والصحفيون على الركض بين الأنقاض، وتسببت الهزات الأرضية في إصابة شخص بجروح طفيفة نتيجة سقوط صخرة.
وأفاد خبراء الزلازل بإمكانية استمرار الهزات الارتدادية لأسابيع أو أشهر، لكن قوة هذه الهزات لا يمكن أن تفوق درجة الهزة الأصلية.
سيول جارفة بعد أسبوع من زلزال مراكش
ولم يتوقف الأمر عند الهزات الأرضية، بل أن مناطق جنوب المغرب شهدت سيول جارفة، وأفادت تقارير محلية بأن أمطار غزيرة سقطت على مناطق الجنوب الشرقي من البلاد، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، تحولت إلى سيول هائلة، حيث أظهرت مشاهد انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، حجم تلك الفيضانات التي جرفت بدربها السيارات واقتلعت الأشجار أيضا.
فرق الإنقاذ في سباق مع الزمن
يأتي ذلك في الوقت الذي تسابق فيه فرق الإنقاذ والإعاث من أجل الوصول إلى المناطق النائية، المنكوبة جراء الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز بؤرة الزلزال، حيث واجهت فرق الإعاثة صعوبات كبيرة في الوصول لهذه المناطق نتيجة للانهيارات الأرضية، وانهيارات الصخور التي قطعت الكثي من الطرق.
ويعد زلزال الجمعة الماضية في المغرب عهو الأعنف الذي يضرب المغرب منذ سنوات، حيث أدى الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي ضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من يوم الجمعة 8 سبتمبر الجاري، إلى مقتل 2946 شخصًا وإصابة 5674 آخرين، وفقًا لأحدث الأرقام الرسمية.
3 آلاف قتيل
وذكرت الداخلية المغربية في بيان مساء الأربعاء، أن عدد الوفيات من جراء الزلزال وصل إلى 2946 شخصا، تم دفن 2944 منهم، بينما وصل عدد الجرحى إلى 5674 شخصا.
وأوضحت الوزارة، في بيان أن عدد الوفيات بلغ 1684 بإقليم الحوز، و980 بإقليم تارودانت، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة في باقي الأقاليم المتضررة.
وأكدت الوزارة أن السلطات العمومية تواصل جهودها للتكفل بالمصابين، وإيواء المتضررين، وإيصال الإعانات الغذائية والصحية لهم، وتأمين حركة السير بالطرق التي تضررت جراء الزلزال.
وتوارت آمال العثور على ناجين لأسباب من بينها كثرة منازل الطوب التقليدية المنتشرة في منطقة الأطلس الكبير لأنها بعد انهيارها تتحول إلى أكوام تراب لا تترك منافذ لتسلل الهواء.
الزلزال الأكثر دموية في المغرب
وهذا الزلزال هو الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا منذ عام 1960 والأقوى منذ 60 عاما، حيث يعد الأكثر دموية في المغرب منذ عام 1960 والأقوى منذ عام 1900 على الأقل، وكان زلزال آخر قد ضرب المغرب في 2004 وراح ضحيته نحو 630 قتيلًا في مدينة الحسيمة شمال البلاد.
وتستخدم السلطات المغربية طائرات مروحية ومسيرات وأعدادا كبيرة من عناصر الجيش لتنفيذ عمليات الإنقاذ والإسعاف وتقديم الإمدادات الأساسية في مناطق جبلية منكوبة بأقاليم الحوز مراكش وشيشاوة وتارودانت ووارزازات.
ويواجه كثير من الناجين ظروفا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة رابعة في العراء.
ولا يزال رجال الإنقاذ يكافحون للوصول إلى القرى الجبلية النائية التي تضررت بشدّة جراء الزلزال في محاولة للعثور على أحياء تحت الركام، وتقوم مروحيات عسكرية بنحو 35 إلى 40 مهمة يوميًا، منذ السبت الماضي، بين مطار مراكش والأماكن الجبلية المعزولة، تشمل إجلاء جرحى ونقل مساعدات، وفق وسائل إعلام مغربية.
والثلاثاء الماضي، زار العاهل المغربي محمد السادس، مصابي زلزال الحوز بأحد مستشفيات مدينة مراكش، وتبرع بالدم تعبيرا عن التضامن مع الضحايا والعائلات المكلومة، وفق وكالة الأنباء الرسمية، وأمس الخميس، قال القصر الملكي في بيان، إنه من المعروف أن 50 ألف منزل تضررت من جراء الزلزال، وأنه سيوفر المأوى و30 ألف درهم (3000 دولار) للأسر المتضررة. كما تعهد بتقديم مساعدات لإعادة الإعمار بقيمة 140 ألف درهم للمنازل المنهارة و80 ألف درهم للمنازل المتضررة.
العاهل المغربي يتبرع بمليار درهم لمواجهة آثار الزلزال
قرر العاهل المغربي الملك محمد السادس التبرع بمليار درهم مغربي (105.2 مليون دولار)، من ماله الخاص، لصالح صندوق مواجهة آثار الزلزال الذي ضرب المغرب مساء يوم الجمعة الماضي بقوة 7 درجات بمقياس ريختير، وخلف خسائر بشرية ومادية ضخمة.
وسيتم إيداع هذا المبلغ في الحساب الخاص الذي تم إنشاؤه بتاريخ 11 سبتمبر الجاري؛ بهدف جمع مبادرات التضامن في مواجهة كارثة الزلزال العنيف.