قال مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، إن الكارثة فى ليبيا لا يمكن تخيلها وأنها صادمة.
وأشار جريفيث - في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الجمعة - إلى أن عملية الوصول إلى درنة ما زالت صعبة للغاية، وأن الأمم المتحدة أعادت نشر فريق متخصص للتنسيق فى الكوارث كان قد تم توجيهه إلى المغرب ليتوجه إلى ليبيا، حيث يجب الوقوف أولا على حجم مافعلته الفيضانات وماجرى للمبانى فى المدينة وحجم الدمار وبعد ذلك فى المرحلة الثانية العمل على تقديم كافة الاحتياجات للمضارين.
ولفت جريفيث إلى أن الأمم المتحدة أطلقت نداء للحصول على تمويل يبلغ 71 مليون دولار لتقديم المساعدات اللازمة وخاصة الصحية والأدوية والمأوى، لافتا إلى أن هناك حاجة إلى معدات لإزالة الركام وحطام المبانى المدمرة والبحث عن الأشخاص تحتها إضافة إلى الحاجة الماسة إلى المأوى والغذاء وأساسيات الرعاية الصحية والأهم هو توفير الرعاية النفسية والاجتماعية خاصة بعد الصدمة التى تعرض لها من عايشوا هذة الكارثة فى درنة الليبية.
فى الوقت الذى أكد جريفيث أن مأساة ليبيا هى تذكير صارخ لما يمكن أن يؤدى ليه تغير المناخ المصحوب بنقص الإمكانيات فإن بلال صبلوح مستشار اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإقليمى للطب الشرعى فى أفريقيا قال فى تصريحات صحفية فى جنيف، إن درنة فى شرق ليبيا محاطة بالموت والدمار وأن الجثث قد تناثرت فى الشوارع ثم عادت إلى الشاطئ ثم دفنت تحت المباني المنهارة والحطام.
وأضاف أن أحد زملائه هناك وفى غضون ساعتين فقط أحصى أكثر من 200 جثة على الشاطئ بالقرب من درنة.
قال صبلوح إن اللجنة الدولية أرسلت اليوم رحلة شحن جوى من جنيف الى بنغازى محملة بأكثر من 5 آلاف كيس جثث لمساعدة السلطات ومتطوعى الهلال الأحمر الليبى في التعامل مع الموتى بشكل يحفظ كرامتهم.
وأشار إلى أن هذا يأتى بعد استنفاد جميع المخزونات التي كانت لدى اللجنة فى البلاد فى الأيام الأخيرة لافتا إلى أن العمل على استعادة الموتى ودفنهم سيستغرق وقتا وقد يكون خطيرا.
وأضاف انه ستكون هناك حاجة إلى إمدادات أخرى والمعدات اللازمة لانتشال الجثث من تحت الأنقاض فى الوقت الذى قد يتعرض المشاركون فى انتشال الجثث أيضا لخطر الإصابة بسبب الذخائر غير المنفجرة التى تحركت مع مياه الفيضانات مؤكدا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولهذة الأسباب ستبذل كل مافى وسعها لمساعدة هذا الجهد بالامدادات والدعم الفنى.