في أعقاب الفيضانات الكارثية التي اجتاحت ليبيا، بعد انهيار سدين إثر إعصار دانيال الذي ضرب شمال شرق البلاد، تحشد فرنسا كل جهودها، لتقديم المساعدة العاجلة للسكان المتضررين، وبناء على طلب الرئيس الفرنسي، تم بداية من اليوم الخميس، إرسال عناصر الأمن المدني من خلال وسائل جوية عسكرية لإقامة وحدة طبية جراحية أو مستشفى ميداني، في أقرب مكان ممكن من الضحايا، تجمع أكثر من 50 من رجال الإنقاذ ورجال الإطفاء، وذلك في إطار آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي.
وأفاد بيان مشترك من وزارات الخارجية والداخلية والدفاع الفرنسية، بأن عنصر الأمن المدني السريع للتدخل الطبي سيحشد كل جهوده في ليبيا للمشاركة، إلى جانب قوات الإغاثة المحلية، في الرعاية الطبية والجراحية للمصابين، فضلا عن وجود غرفة عمليات و14 سريرا في المستشفى الميداني، ويمكن لعنصر الأمن المدني السريع استقبال ما يصل إلى 100 مريض يوميا.
ولإقامة المستشفى الميداني، تم نشر 39 من رجال الإنقاذ من التشكيلات العسكرية للأمن المدني و14 من رجال الإطفاء من خدمة الإطفاء والإنقاذ، هذا بالإضافة إلى عدد من الأطباء والجراحين وأطباء التخدير والممرضات والصيادلة ومساعدي الرعاية الصحية وأيضا فريق لوجستي لضمان تشغيل المستشفى واستقبال أول دفعة من المرضى في خلال 48 ساعة.
وكانت الفيضانات نجمت عن الإعصار العنيف "دانيال" الذي وصل البر الليبي يوم الأحد الماضي قادما من اليونان، ما أدى إلى فيضانات عارمة أدت لانهيار سدين قرب درنة ومن ثمة إطلاق موجة هادرة من المياه دمرت رُبع أو ما يزيد من المدينة المطلة على البحر المتوسط جارفة معها بنايات بسكانها.
وعلى إثر هذه التداعيات الوخيمة التي خلفتها عاصفة دانيال التي ضربت شمال شرق ليبيا وأسفرت عن آلاف الضحايا والجرحى، تتقدم فرنسا بتعازيها إلى ذوي الضحايا، وتعرب عن تضامنها الكامل مع الشعب الليبي في هذه المحنة. كما تعرب فرنسا عن استعدادها لتلبية طلبات الدعم الاضافية التي سيتم التقدم بها.