نظم متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات التابعان لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية محاضرة بعنوان "الطفولة في مصر القديمة"، بقاعة الحياة في العالم الآخر داخل متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.
ألقت المحاضرة الدكتورة شوق النكلاوي؛ مدرس أدب الطفل بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة مطروح، وتناولت المحاضرة "الأطفال في مصر الفرعونية" والذين كانوا يتمتعون بمكانة خاصة داخل الأسرة وبين أفراد المجتمع، وعاشوا كثيرًا من مظاهر الحياة التي نشهدها الآن في أكثر الدول تحضرًا.
ويشير هذا إلى مدى الوعي الذي تميز به القدماء المصريون فيما يخص الطفل بدءًا من مرحلة ولادته وربما قبلها، مرورًا باختيار الاسم المناسب له والذي عادة ما كان يحمل دلالات وإيحاءات تتصل بحياتهم ومعيشتهم دون التمييز بين البنين والبنات، إذ كان المصريون يعتبرون ميلاد الطفل مصدرًا للبهجة بغض النظر عن نوعه، بالإضافة إلى مساواتهم بين الأبناء في التعليم والرعاية والميراث.
وحرص الآباء والأمهات في مصر القديمة على الاهتمام بعملية تعليم الأطفال في المدارس التي عرفها المصريون ربما منذ عصر الدولة الوسطى في القصور الملكية التي كان مسموحًا فيها التعلم قبل أن تنتشر المدارس، ثم تعلُّم إحدى الحرف المتنوعة مما يدل على أن بناء الإنسان كان الركن الركين في صنع واحدة من أعرق الحضارات وأقدمها وهي الحضارة المصرية القديمة.
ولم تقتصر عملية التعليم والتربية على المدارس النظامية فحسب، بل كانت الأسرة مصدرًا للتعلُّم، ليس لأبنائها فقط، بل لغيرهم أيضًا، أي إن رعاية حقوق الأطفال كانت إلزامًا من قبل المجتمع آنذاك، وكذلك حرص المصريون قديمًا على الاهتمام بلعَّب الأطفال وترفيههم، فسمحوا لهم بالخروج إلى المتنزهات وممارسة الرياضة والألعاب، لا سيما التي تنمي الذكاء.
وتشير كثير من المخطوطات والنقوش القديمة إلى العناية البالغة بالطفولة والحرص على تربية النشء علميًّا وخلقيًّا وتربويًّا، كما تكشف عن مدى تقديس المصري القديم لمعلم أبنائه، وحثَّهم على توقيره واعتباره بمثابة الأب.
وكذلك تشير كثير من المأثورات إلى مدى الحرص على توعية الأطفال بقيم المحبة والامتنان والصدق وتقدير الجمال والحق وغيرها من القيم التي تربى عليها أطفال مصر قديمًا، ومن ثم كانت حضارتنا التي أدهشت العالم حضارة الإنسان، فمصر كما يقال هبة النيل، والمصريين أطفالًا وكبارًا.