عندما تغضب الطبيعة وتكشّر عن أنيابها يرى العالم أهوالًا لا يتخيلها عقل بشر، حيث تعرض العالم في الآونة الأخيرة لأزمات مناخية غير مسبوقة نتج عنها العديد من الكوارث الطبيعية، بداية من زلزال سوريا وتركيا وصولًا لإعصار إندونيسيا المدمر.
تستعرض «البوابة نيوز» في هذا التقرير أبرز الكوارث الطبيعية الأخيرة التي لحقت بدول المغرب وليبيا وإندونيسيا، وبعض المشاهد المروعة التي تعرضت لها تلك البلاد، وكذلك آخر مسارات العاصفة دانيال وتأثيرها على مصر، خلال السطور التالية:
إعصار ناري في إندونيسيا
تعد الزلازل والأعاصير من أصعب وأشد الكوارث الطبيعية التي يواجهها الإنسان، حيث انتشر مقطع فيديو يوثق مشاهد وُصفت بـ«المرعبة» لإعصار ناري على جبل برومو في إندونيسيا.
وأظهر مقطع الفيديو، كتلة مهولة من النيران المندلعة جراء الإعصار، وسط حالة من الذهول تهيمن على الحاضرين.
وأعلن مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني «جي.إف.زد» أن الزلزال الذي ضرب هالماهيرا في دولة إندونيسيا بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر، بـعمق160 كيلومترًا.
زلزال المغرب
ولم يكن المغرب بأفضل حالًا من سابقيه، فضرب زلزال مدمر المغرب، ليل الجمعة، تزامنا مع فجر السبت الماضي، حيث بلغت قوته 7 درجات، وبعدها بدقائق وقعت هزة أرضية ثانية أدت إلى 2946 حالة وفاة و5674 مصابا، وذلك وفق أحدث إحصائيات مسجلة ومعلنة حتى هذه اللحظة.
زلزال المغرب يقسم جبل لنصفين
ومن المشاهد المروعة لهذا الزلزال حيث تداول رواد السوشيال ميديا مقطع فيديو يوضح كيف كانت شدة هذا الزلزال لدرجة أنه قسم الزلزال الذي ضرب المغرب جبلًا إلى نصفين.
وأظهر الفيديو المتداول مشاهد للجبل كيف انشق من منتصفه نتيجة قوة الزلزال المدمر والهزات الأرضية التي ضربت المغرب، والذي تسبب بدمار كبير في المناطق السكنية وخلّف آلاف الضحايا بين السكان.
وتواصل المغربية وفرق أجنبية جهود الإنقاذ لانتشال أحياء من تحت أنقاض المنازل التي ضربها زلزال مدمر بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر.
إعصار دانيال
تزامن ذلك مع عاصفة وإعصار دانيال العنيف التي ضرب ليبيا، وأحدث فيضانات وسيولًا حادة، في كارثة تقول السلطات إنها خلفت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، في حين يُرجح أن العدد الفعلي قد يكون أضعاف ذلك قياسًا بأن أحياء سكنية جرفت بالكامل نحو البحر.
ونشرت مقاطع مسجلة مصورة على الإنترنت تشير للدمار الكبير لسكان درنة تظهر انهيار مبان سكنية بأكملها على طول وادي درنة وهو وادي النهر الذي ينحدر من الجبال عبر وسط المدينة. كما انهارت مبانِِ سكنية من عدة طوابق.
ضحايا إعصار دانيال
صرح عبد المنعم الغيثي رئيس بلدية درنة، أمس الأربعاء، بأن عدد القتلى في المدينة الليبية المنكوبة قد يزيد على 20 ألفا، حسب التقديرات التي بنيت على كثافة السكان في المناطق المنكوبة".
وتحدث «الغيثي» لـ«سكاي نيوز عربية» هاتفيًا، عن حجم الدمار الذي لحق بالمدينة الواقعة شرقي ليبيا، من جراء السيول والفيضانات التي خلفتها العاصفة "دانيال".
وأكد المسؤول المحلي أن «الموقف كبير جدًا ومفاجئ لمدينة درنة، لم نستطع مواجهته بإمكاناتنا التي كانت تسبق العاصفة والسيل الجارف. حتى لو كانت إمكانات كبيرة ومتطورة فإن المشهد الذي رأيناه لا نستطيع أن نواجهه».
انهيار السدود في درنة
وتسبب إعصار دانيال في خسائر كارثية في الشرق الليبي، إذ قام الإعصار بجرف أحياء سكنية كاملة في مدينة درنة، كما أن أعداد الوفيات جراء الفيضانات مروعة وقدرت بالآلاف.
يذكر أن انهيار السدود في درنة أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير، خاصة أن هذه السدود كانت تحتجز كميات من المياه، إضافة إلى الكميات الكبيرة من الأمطار التي تساقطت بسبب الإعصار.
ونزحت مئات العائلات ولجأت إلى مدارس وبنايات حكومية أخرى في بنغازي ومدن أخرى شرقي ليبيا.
وسارعت السلطات في شرق وغرب ليبيا لمساعدة سكان درنة. كما أرسلت حكومات أجنبية رسائل دعم إلى ليبيا.
هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية
وأشارت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن زلزال المغرب، وقع على عمق 18.5 كم ومركزه جبال الأطلس، بحسب الهيئة.
وقال المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب، إن الزلزال الذي ضرب جنوب غرب مراكش، هو الأعنف منذ قرن، بحسب قوله.
وحذر مركز "رصد الزلازل الأورومتوسطي" سكان المغرب، من العودة إلى منازلهم في مناطق وقوع الزلزال المدمر، خوفا من الهزات الارتدادية.
وأثر الزلزال المدمر على أكثر من 300 ألف شخص في مدينة مراكش، المدرجة في قائمة "اليونسكو للتراث العالمي"، وفق منظمة الصحة العالمية.
مساعدات دولية
وأعلنت دول كـ«مصر وتونس والجزائر وتركيا والإمارات» أنها سترسل مساعدات إنسانية وفرق إنقاذ للمساعدة في جهود البحث.
وأشارت السفارة الأميركية، أنها على تواصل مع الأمم المتحدة والسلطات الليبية حول كيفية توصيل المساعدات إلى أكثر المناطق تضررا.
كما أعلنت بريطانية، أمس الأربعاء، تقديم دعم يصل إلى مليون جنيه إسترليني (25ر1 مليون دولار) لليبيا، في أعقاب الفيضانات التي أودت بحياة الآلاف في شرق البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية "بي.آيه.ميديا" عن وزارة الخارجية البريطانية القول إن هذه الأموال يشكل "حزمة أولية" لتقديم المساعدة للأكثر تضررًا من الدمار.
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعًا مع قيادات عسكرية، يوم الثلاثاء الماضي، للترتيب لإرسال مساعدات عاجلة إلى ليبيا، حيث توجهت 3 طائرات نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى دولة ليبيا وبها كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية والتي تشمل على أدوية ومستلزمات طبية وأطقم للبحث والإنقاذ وعربة إغاثة ومجموعات عمل من الهلال الأحمر، وذلك للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ وتخفيف الإعصار المدمر في ليبيا.
وقال الرئيس السيسي في تصريحات تلفزيونية أن الجيش سينشر معدات وأفراد بالتنسيق مع سلطات شرق ليبيا لمساعدة المتضررين.
آخر مسارات العاصفة دانيال
كشف الهيئة العامة للأرصاد الجوية، آخر مسارات العاصفة دانيال وموعد انتهاء تأثيرها على كافة محافظات الجمهورية، والذى أثر على البلاد بدءًا من الإثنين الماضي بداية من مطروح والسلوم وسيوة وامتد تأثيرها على شمال البلاد والمناطق الداخلية بالقاهرة الكبرى.
وأشارت «الأرصاد» إلى أنه من المتوقع أن ينتهي تأثير العاصفة دانيال على كافة أنحاء جمهورية مصر العربية بداية من يوم الخميس، حيث تخرج العاصفة وتتجه لبلاد الشام لتشهد البلاد بداية اليوم الخميس حالة من الاستقرار بالأحوال الجوية.