أشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في أحدث تقرير له عن مؤشر العمليات الإرهابية في العالم بالجهود الأمنية المكثفة التي أحبطت العديد من العمليات الإرهابية في بعض الدول على مستوى العالم وخاصة في الدول العربية والإفريقية.
وذكر المرصد في تقريره لشهر أغسطس أن مؤشر العمليات الإرهابية شهد انخفاضًا ملحوظًا في مؤشر العمليات الإرهابية في الدول الإفريقية، وعلى الرغم من ذلك فإن الأوضاع الأمنية في بعض الدول الإفريقية لا سيما دولة السودان الشقيقة ما زالت تواجه بعض التحديات وتتطلب مزيدًا من الجهود المكثفة لدرء الفتنة وقطع الطريق أمام العناصر المتطرفة ومنعهم من التسلل إلى الأراضي السودانية واستغلال الأزمات في إعادة استقطاب عناصر متطرفة وإنشاء معقل جديد من معاقل الإرهاب في القارة الإفريقية.
وأشار التقرير إلى أنَّ مؤشر العمليات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا واصل هبوطه التدريجي؛ حيث سجّل شهر أغسطس 2023م انخفاضًا نسبيًّا مقارنة بشهر يوليو من العام ذاته بمعدل 5.9%؛ حيث شهد شهر أغسطس (32) عملية إرهابية، وأدى هذا الانخفاض بطبيعة الحال إلى انخفاض أعداد الضحايا خلال هذا الشهر؛ حيث أسفرت العمليات عن سقوط (219) ضحية، و(74) مصابًا، واختطاف (55) شخصًا. بينما بلغ عدد العمليات في شهر يوليو (36) عملية إرهابية، خلّفت (254) ضحية، وإصابة (126) شخصا، واختطاف اثنين آخرين.
وأوضح أن هذا الانخفاض الملحوظ يمكن أن يعزى إلى عدة عوامل، منها يقظة قوات الأمن، وهزيمة التنظيمات الإرهابية في بقاع متفرقة حول العالم، وتبادل المعلومات والتنسيق الأمني بين البلدان المعنية. كما يُسهم الدعم الدولي في مكافحة الإرهاب من خلال توفير الخبرات والموارد اللازمة لتعزيز قدرات الدول في التصدي للتهديدات الإرهابية.
وأكد تقرير المرصد أن هناك تحديات عديدة لا تزال تعترض الطريق أمام القضاء الكامل على الإرهاب في القارة الإفريقية، من بين هذه التحديات: الاستقرار السياسي غير الموجود في بعض الدول العربية والإفريقية، مما يُهيئ الأجواء لنشوء جماعات إرهابية وتوسيع نطاق نفوذها. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الدول صعوبات اقتصادية قد تؤدي إلى زيادة معدلات الفقر والبطالة، ما يمكن أن يستغله الإرهابيون لجذب الشباب وتجنيدهم في صفوفهم.
وحذر من نشأة جماعة إرهابية مسلحة أخرى في دولة السودان الشقيقة، كما دعا إلى ضرورة وقف الصراع وتلاحم الشعب السوداني ويقظة الجهات الأمنية لإحباط أي محاولة من شأنها إعادة تنظيم صفوف الجماعات الإرهابية واستغلال الأزمات الحالية في تنفيذ هجمات إرهابية عواقبها وخيمة.