شهدت أسعار الذهب انخفاضا خلال تداولات اليوم الأربعاء لتتداول بالقرب من أدنى مستوياتها في أسبوعين الذي سجلته يوم أمس، ويأتي هذا قبل صدور بيانات التضخم عن الولايات المتحدة في وقت لاحق من جلسة اليوم وسط توقعات متزايدة بارتفاع التضخم مما قد يؤثر على قرارات البنك الفيدرالي.
تتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1912 دولارا للأونصة بعد أن سجل انخفاض بنسبة 0.1%، يوم أمس سجل الذهب أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 1907 دولارات للأونصة بعد أن شهد انخفاضا بنسبة 0.5%.
وجاء انخفاض أسعار الذهب، بسبب ضغوط فنية على السعر وتوقعات بتقرير تضخم أمريكي في غير صالح الذهب، فالمتوقع أن يرتفع التضخم بنسبة 0.6% في أغسطس بأعلى من قراءة يوليو عند 0.2%.
كما تأتي التوقعات بارتفاع التضخم، بسبب ارتفاع أسعار الوقود التي قفزت في اعقاب ارتفاع أسعار النفط الخام، يذكر أن النفط الخام الأمريكي قد ارتفع منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.6% ليسجل اليوم أعلى مستوى منذ شهر نوفمبر 2022 عند 89.62 دولار للبرميل.
أي علامات على ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة تعطي البنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الزخم لرفع أسعار الفائدة أو حتى إبقائها مرتفعة لفترة أطول. قد تؤدي القراءة القوية أيضًا إلى جذب المزيد من التصريحات المتشددة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، على الرغم من أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي البنك أسعار الفائدة ثابتة في الوقت الحالي.
الأسواق تسعر حالياً احتمال بنسبة 92% أن الفيدرالي سيبقي الفائدة دون تغيير في اجتماع سبتمبر، واحتمال آخر بنسبة 38.5% أن البنك سيقوم برفع الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع شهر نوفمبر
ارتفاع معدلات التضخم أيضاً من شأنه أن يدفع العائد على السندات الحكومية إلى الارتفاع ليزيد من الضغط السلبي على أسعار الذهب، ويتداول العائد على السندات لأجل 10 سنوات حالياً عند المستوى 4.3% بالقرب من أعلى مستوياته في أسبوعين. بحسب تحليل جولد بيليون.
الذهب يعد أصل لا يقدم عائد لحائزيه وبالتالي ارتفاع عوائد السندات يزيد من خروج الاستثمارات من أسواق الذهب لصالح سوق السندات، هذا بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بدعم من أسواق السندات.
وشهد مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليعاود الاقتراب من المستوى 105. وقد ساعد هذا على زيادة عمليات البيع على الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما حيث يعد الذهب سلعة تسعر بالدولار.
توقعات الفائدة قد تحد من فرص الذهب
إن ارتفاع أسعار الفائدة لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الأصول التي لا تدر عائدا. وقد تسبب هذا في الاضرار بالذهب خلال العام الماضي وحدت من أي انتعاش كبير في مستوياته.
ومن المتوقع أن تظل أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة حتى منتصف عام 2024 على الأقل، مما يحد من احتمالات انتعاش الذهب، في حين تشير التوقعات المتضائلة بحدوث ركود هذا العام أيضًا إلى ضعف الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
من جانب آخر، توقعت جولد بيليون أن يقوم البنك المركزي الأوروبي غدا برفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه للمرة العاشرة على التوالي، وذلك في ظل توقعات البنك أن تظل معدلات التضخم أعلى من 3% العام المقبل.
أيضاً ضعف توقعات النمو الاقتصادي في أوروبا إلى جانب انخفاض الثقة في الاقتصاد الصيني يعملان على تزايد الاقبال على الدولار الأمريكي وبالتالي يحد من فرص الذهب لتحقيق أي مكاسب.
استمرار معاناة أسهم شركات الذهب
للشهر الثاني على التوالي تشهد أسهم شركات الذهب تراجع في ظل تأثرها بتراجع أسعار الذهب وخروج التدفقات بعيداً عن الاستثمارات المباشرة أو الغير مباشرة في الذهب.
وشركة نيومونت التي تعد المصنف الأول عالمياً باحتياطي من الذهب يصل إلى 96.1 مليون أونصة في إحصاء ديسمبر الماضي، شهدت انخفاض في سهمها المتداول في بورصة نيويورك خلال هذا الأسبوع بنسبة 0.7% ليسجل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي.
لتظل تداولات السهم بالقرب من أدنى مستوياته منذ شهر أكتوبر من عام 2022، حيث تعاني الشركة من تراجع الإقبال على الذهب وبالتالي انخفاض أسعاره الأمر الذي يؤثر على إجمالي ما تمتلكه الشركة من احتياطي ذهبي.
بالإضافة إلى هذا فإن المكاسب التي يسجلها الدولار الأمريكي تقلل من فرص الأسهم للتعافي أو تسجيل مكاسب، خاصة أن أسواق السندات الحكومية تحصل على حصة كبيرة من الأسواق.