أحيانا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وهذا ما حدث الاسبوع الماضي من زلزال مدمر في المغرب تسبب في ضحايا اقتربوا من ال٥ آلاف متوفي ومصاب، حوالي ٢٨٥٠ متوفي و٢١٠٠ مصاب، وهناك قري بأكملها اختفت نتيجة هذا الزلزال الذي ضرب قلوب الوطن العربي والعالم كله، قبل أن يضرب قلب الشقيقة الغالية المغرب، والذي تسبب في جرح كبير وحزن عميق للمشاهد المرعبة والحزينة التي شاهدها العالم للضحايا من الموتي والمصابين، والذي جعل العالم كله يتوحد لتقديم يد العون للمغرب شعبا وقيادة، من خلال إرسال فرق الإنقاذ لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، ومنهم من قدم المساعدات الغذائية الفورية للاطفال والشيوخ والنساء ومنهم من أرسل مواد بناء، ومنهم من أرسل دعم مادي للأسر، ولفت انتباهي تقديم اللاعب الدولي كريستيانو رونالدو لاعب النصر السعودي، عرض باستقبال كل من لا مأوى له من اشقاءنا المغاربة للإقامة في الفندق الذي يمتلكه رونالدو في المغرب ناحية العاصمة مراكش وهو شعور جميل من افضل لاعب في العالم، ان يتعاون لمساعدة ضحايا منكوبي الزلزال من المغاربة.. وكنا نتمني أن يأخذوا حذوه كل رجال الأعمال العرب في أزمة المغرب ولكنهم اكتفوا بكتابة بوستات فقط علي صفحات الفيس بوك والتويتر والانستجرام !!
ويبدو أن الطبيعة كشرت عن أنيابها ولخبطة الفصول الأربعة للسنة، ونظرا للتغيرات المناخية التي نعيشها وارتفاع درجة حرارة الكوكب الكرة إلا أن هناك إعصار سمي باعصار دانيال شديد القوي، تم إرساله من اليونان الي ليبيا وأحدث فيها كوارث وضحايا وصلت إلي ٢٠٠٠ قتيل ومثلهم مصابين، ووصفه قائد الجيش حفتر هناك بأنه الأشد خطورة لانه تسبب في أعاصير وانهار تملء البيوت والشوارع فضلا عن هدم مباني وقري عديدة بسبب هذا الاعصار الخطير المدمر للمنشاءات والمصالح بليبيا، وهو ما دعا دول العالم الي التضامن مع ليبيا والوقوف بجوارها في هذه المحنة الصعبة والخطيرة التي تواجهها البلاد في ليبيا وتسببت في خسائر غير مسبوقة في الأرواح والممتلكات وهو شيء غير متوقع، فضلا عن توفير عدد من المساعدات والامدادات من مختلف البلاد الي ليبيا، وفي المقدمة مصر، للوقوف مع الشعب الليبي الشقيق الذي عاني ولا يزال منذ سنوات طويلة منذ رحيل القذافي وحتي الان.
أعتقد أن شهر سبتمبر الذي شهد هذا الكوارث المدمرة بداية من زلزال المغرب وعاصفة دانيال بليبيا ومصر، هو الشهر الذي يحتفل فيه العالم يوم ١١ منه بذكري احداث تفجير برجي التجارةالعالمي في نيويورك والبنتاجون في امريكا عام ٢٠٠٣، وهي الذكري العشرين لهذه الأحداث وهي الدولة التي تصنع الإرهاب وتحاربه وربما هي السبب في أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهي كما قال عنها الخبراء اس الفساد في العالم..!
فخالص العزاء لاشقائنا في المغرب وليبيا وقلوبنا جميعا معهم، حفظ الله الوطن العربي الاكبر ووطننا الغالي مصر من كل سوء