تسبب الإعصار دانيال في خسائر كارثية في ليبيا، حيث توقع وزير الصحة في الحكومة الليبية عثمان عبدالجليل ارتفاع عدد الوفيات إلى 10 آلاف شخص، وذلك في ظل وجود عدد كبير من الأحياء لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم.
ويوضح خبير بيئي أسباب القوة التدميرية للإعصار دانيال والإجراءات التي يجب اتخاذها لتقليل الخسائر وأعداد الضحايا مستقبلا في ظل تزايد التطرف المناخي والتي يأتي على رأسها تفعيل أنظمة الإنذار المبكر.
نقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر طبية ليبية وفاة نحو 2800 شخص جراء الفيضانات التي اجتاحت مدن شرق ليبيا بسبب الإعصار المتوسطي "دانيال" الذي ضرب البلاد فجر الأحد
وكان المجلس الرئاسي في ليبيا أعلن في بيان درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة بسبب السيول التي اجتاحتها وكان قد اضاف الخبير البيئي دوميط كامل رئيس حزب البيئة العالمي جمعية للتوعية بالبيئة مقرها بيروت قال في تصريحات صحفية له إن سبب القوة التدميرية للإعصار دانيال يرجع إلى عدة عوامل
التطرف المناخي الذي يضرب العالم وراء توحش الظواهر المناخية سواء الأعاصير أو السيول أو الارتفاع غير المسبوق لدرجة الحرارة لنصل إلى ما يعرف بـ عصر الغليان.
وان الإعصار انتقل من جنوب أوروبا وصولا إلى ليبيا ثم مصر، وترجع قوته التدميرية إلى وجود كتل هوائية تتميز بالاختلاف الشديد بين كتلة وأخرى ما أدى إلى تشكل هذا الإعصار غير العادي وسرعة الرياح في الأعاصير والعواصف تزيد قوتها التدميرية حيث وصلت سرعة الرياح على السواحل الليبية إلى 75 كيلومترا في الساعة إضافة إلى ارتفاع الأمواج.
بالاضافة الى ان التغيرات المناخية العالمية والاحترار العالمي واحترار الكتل الهوائية، وهو ما يدق جرس الإنذار بالتعرض لمثل هذا الإعصار مستقبلا وربما أقوى وأشد ضراوة والخسائر الكبيرة للكوارث الطبيعية قد تتزايد في ظل غياب الخطط والجهوزية المطلوبة لمواجهتها أو بذل الجهود لتقليل اضرارها المتزايدة.
الأزمة الكبرى التي ينبغي الالتفات إليها والعمل على إيجاد حلول سريعة لها تتمثل في أن البنى التحتية في معظم دول العالم لم تعد قادرة على استيعاب تداعيات الكوارث المناخية.
وان هناك أيضا إجراءات ينبغي اتخاذها لتقليل خسائر الظواهر المناخية المتطرفة والتي تتمثل في الابتعاد عن المنازل الآيلة للسقوط والتي تقع في مسار الأعاصير واللجوء لأماكن ومناطق محصنة لحين مرور الإعصار أو العاصفة وخطط الإخلاء تعتمد في الأساس على الإنذار المبكر للسكان والأهالي وهو أمر مفقود في ظل غياب هذه النظم وهو الأمر الذي يضاعف الضحايا والخسائر.
وخطط المواجهة أيضًا ينبغي أن تعتمد على توفير ملاجئ في كل منطقة في ظل وجود تحذير من ظواهر مناخية خطيرة وهذه الظواهر في الغالب لا تتجاوز مدتها الزمنية 48 ساعة وفي حال العلم بمرور إعصار أو عاصفة مدمرة ينبغي وجود مسح شامل للمناطق التي يمر بها وتحديد أماكن الخطر الشديد وأماكن الخطر الشديد والأماكن التي تتمتع بدرجة من الأمان.
الى ان إخلاء المناطق ذات الخطر الشديد يقلل الخسائر وأعداد الضحايا بنسبة كبيرة جدا وهذا الأمر يؤكد الحاجة المتزايدة والملحة لأنظمة الإنذار المبكر.