عبر سلسلة من المقالات تحت نفس العنوان سنتناول الأسباب التى تدفعنا لدعم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة القادمة، ومع الأسباب سنطرح مقترحات عن ما يمكن تضمينه فى البرنامج الانتخابى للسيد الرئيس، ومن ثم تحويله إلى خطة عمل كإستراتيجية متكاملة يبدأ العمل بها خلال السنوات الست القادمة، وبما أننا اشرنا فى المقال السابق أن مشكلة مصر تكمن فى العقل الجمعى الصلب والمغلق، وبما أن السيد الرئيس إبن من أبناء مؤسسات الدولة، فهو الأجدر والأقدر على تحديد الدروب والطرق للخروج من ذلك العقل بشكل آمن لا يؤثر على تماسك مؤسسات الدولة التى هى نتاج وبلورة وتكوين ذلك العقل.
فالعقل الجمعى أو ما يعرف بالإرث الاجتماعى المعلوماتى المصرى، الذى بدأ تكوينه قبل سطور التاريخ، وكان يمثل الحبل السري الذى يغذى كل ثقافات الإنسانية، وظل قوياً متجدداً شبابياً ثائراً لا يمكن اختراقه أو تغييره، ومعه ظلت مصر منتصرة على كل من حاول استهدافها أو النيل منها، فى العقود الست الأخيرة وتحديدًا من عند نظام حكم السادات ومعه نظام مبارك، ضربت عوامل تعرية خارجية نسيج ذلك العقل، واستطاعت أن تخترق وتمزق أنسجته وتخرجه من دائرة الديمومة الدائمة إلى دائرة الخمول والسكون ومن ثم الشيخوخة.
تلك هى الحقيقة وذلك هو الواقع، وبدون الاعتراف به ومواجهته بإرادة ومعرفة حقيقة فمصر ستظل فى "خطر"، والحل لا يكمن ولن يكون بيد من هم أولاد ذلك العقل لأنهم فقط ظواهر لحالة شيخوخته.
فالعلاج يتمثل فى الاعتماد على عنصر بشرى من خارج تكوين ذلك العقل، واقترح أن يكون ذلك العنصر هم أولاد المصريين بالخارج والذين يتمتعون بقدرات ومؤهلات عملية وعلمية، ومتواجدين فى دول الخارج وللاستفادة منهم لتفتيت العقل الجمعى المصرى، يأتى عن طريق تكوين شركة كبرى "شبه حكومية" باسم "تحيا مصر" تعمل من خلال لائحة تشغيل وأجور منفصلة تماماً عما هو قائم فى قانون العمل والأجور المصري.
1- تضم تلك الشركة جميع التخصصات بحيث تتكون من 50% من أولاد المصريين بالخارج أصحاب المؤهلات والقدرات العلمية والعملية، بالإضافة إلى 25 من شباب الداخل النوابغ فى جميع المجالات، ومعهم 25% من الخبراء والمتخصصين المصريين.
2- تكون تلك الشركة تابعة لرئيس الجمهورية مباشرة، ولها أفرع فى جميع محافظات مصر ويتمحور دورها فى وضع استراتيجية عمل شاملة لجميع المجالات ومن مهامها التنفيذ والمتابعة والتقييم.
3- يتم تعيين المسئولين التنفيذيين الكبار فى كل مؤسسات الدولة من خلال تلك الشركة بناء على معطيات الكفاءة والتخصص، ومن خلال الشركة يتم طرح جميع الوظائف المطلوبة فى مؤسسات جهاز الدولة وبناء على المواصفات المطلوبة وبشكل علمى مدروس داحل دائرة الرقمنة والحوكمة يتم الاختيار.
4- تقوم بوضع استراتيجية عمل من خلالها يتم الإحلال والتجديد للجهاز الحكومي، بحيث يكون هناك مدة زمنية 10 سنوات خلالها يتم تجديد الجهاز القائم حاليًا بجهاز قوى من أولاد الثورة الرقمية من أهل التخصص والعلم.
5- يتم توليد أفرع من تلك الشركة فى كل محافظة، بحيث تقوم بتجهيز ملف كامل عن المحافظة يتضمن السلبيات والإيجابيات، ومن ثم يتم دراسة ذلك الملف وتحويله إلى خطة عمل خمسية من خلاله يتم معالجة السلبيات وتعظيم والاستفادة من الإيجابيات، وعليه يتم دمج جميع خطط المحافظات فى خطة عمل واحدة متكاملة يتم إدراجها على الحاسوب لإدارتها الكترونيًا بحيث تكون خطوات العمل واضحة على مدار الساعة حتى يسهل المتابعة والتقييم والتقويم.