افتتح وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، الدورة العلمية الدولية الرابعة لأعضاء اتحاد إذاعات وتليفزيونات منظمة دول التعاون الإسلامي صباح اليوم الاثنين، بفندق جراند نايل تاور بالقاهرة، لعدد 21 من كبار الإعلاميين ومقدمي ومعدي البرامج التليفزيونية والإذاعية باتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، بحضور نخبة من علماء الأمة ضيوف المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقيادات وزارة الأوقاف، وعدد من الإعلاميين والصحفيين.
وفي كلمته، رحب وزير الأوقاف، بالحضور جميعًا وبالإعلاميين ممثلي دول اتحاد إذاعات وتليفزيونات منظمة التعاون الإسلامي المشاركين بهذه الدورة والتي تأتي تحت عنوان: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، وكان حرصنا أن يأتي انعقاد هذه الدورة مصاحبًا لمؤتمر: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة"، كونها امتدادًا لأعماله، وهي بمثابة جزء منه، وهو مكمل لها؛ إذ انتهى المؤتمر إلى مخرجات وتوصيات في هذا الشأن وإلى إعلان وثيقة القاهرة لأخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني وتأتي هذه الدورة تطبيقًا للتوصيات.
وأوضح مختار جمعة، أن هذه الدورة هي الدورة الرابعة بالتعاون مع اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة التعاون الإسلامي، والمشاركون في هذه الدورة من المسئولين عن الإذاعات الإسلامية وإذاعات القرآن الكريم، فالرسالة بينهم وبين الأئمة وعلماء الدين والواعظات رسالة مشتركة يكمل بعضنا بعضًا، وأن التدريب على فن التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة لا يقف عند سن معين، ومن قال: لا أعلم قلنا له: تعلم، فإن قال: لا أستطيع قلنا له: حاول، فإن قال: مستحيل قلنا له: جرِّب.
وأكد وزير الأوقاف أن كل ما جاء من آيات أو أحاديث في شأن العلم جاء في مطلق العلم النافع، قال تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة"، فالعلم النافع هو الذي يكون سبيل هدى ورحمة ورشد لصاحبه في أمر دينه ودنياه، والمراد بالعلم النافع كل ما يحمل نفعًا للناس في شئون دينهم، وشئون دنياهم، فالأمر متسع لكل علم نافع، وقالوا ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وكان من بين التوصيات التي صدرت عن المؤتمر بالأمس أن التعامل مع الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي هو واجب الوقت ومن فروض الكفايات، فمن يتعلم لغتين أفضل ممن تعلم لغة واحدة، ومن يتعلم ثلاث لغات أفضل ممن تعلم لغتين اثنتين ومن يعرف الوسائل التقليدية والتقنيات العصرية أفضل ممن يعرف أحد السبيلين.
وتابع: ما نؤكد أننا في هذه الحياة في عالم شديد التسارع علميا وثقافيا وصناعيا وتقنيا وفنيا، وحيث تتوقف عن تطوير نفسك يسبقك الزمن ويسبقك الآخرون في زمن لا ينتظر أحدًا، ولذلك أخذنا في وزارة الأوقاف سياسة التدريب المنهجي النوعي التراكمي المستمر الذي لا حد له ولا نهاية له وكما قلنا: العلم من المهد إلى الأحد ومن المحبرة إلى المقبرة.
وأوضح أن من الأخطاء الفادحة في عالم التواصل سرعة المشاركة أو ما يسمى بالشير دون قراءة الخبر؛ لأنك شريك في مضمونه إن كان فيه خطأ ديني أو معلومات مغلوطة ربما عرضتك للمساءلة القانونية، فالإنسان عليه أن يتثبت.
وقال الوزير: إن مراعاة الأخلاقيات أمر في غاية الأهمية وبخاصة الأخلاقيات في عالم الفضاء الالكتروني، والأخلاقيات في العمل الإعلامي، فالقيم الأخلاقية والإنسانية والشخصية السوية لا تنفصم واقعيًّا أو افتراضيًّا، فالصدق صدق حيث كان والكذب كذب حيث كان، وأن تجاهد نفسك على الصدق في العمل الإعلامي أو أن تجاهد نفسك على الصدق في الفضاء الإلكتروني أو أن تجاهد نفسك على الصدق في الحياة بصفة عامة هذا نوع عظيم من أنواع الجهاد لأن المغريات الأخرى كثيرة، ولا يمكن أن يتأتى ذلك إلا من عمق الإيمان بالله (عز وجل)، مختتمًا حديثه بالتأكيد على ضرورة التطوير المستمر للذات فالإنسان يحتاج أن يتعلم إلى أن يلق الله (عز وجل).