أدى الإعصار دانيال، الليلة الماضية، إلى الضرار بالعديد من المناطق والمدن في شمال وشرق ليبيا مصحوبا بسقوط أمطار غزيرة، وأغرقت العديد من شوارع البلاد، فيما سارعت السلطات الليبية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع الأمطار.
وأفادت وكالة الأنباء الليبية "وال"، بأن رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، في طرابلس عبدالحميد الدبيبة أصدر تعليمات لوزير الحكم المحلي بضرورة اتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لحصر البلديات المتضررة بالمنطقة الشرقية، وتقديم مساعدات مالية لها لتوفير كل الاحتياجات اللازمة".
ونقلت الوكالة عن الدبيبة، في بيان له، قوله: "ما تشهده المنطقة الشرقية يعد كارثة للوطن، ونتعامل مع الوضع بكل ما أوتينا من إمكانيات".. مضيفًا: إنه "لن نترك أهلنا وسنبذل جهودنا وكل إمكانيات الدولة مُسخرة لهذا الحدث".
وتابع قائلًا: "وجهتُ كل أجهزة الدولة ووزاراتها ومؤسساتها؛ للتعامل الفوري والسريع مع السيول الناجمة عن المنخفض الجوي الذي يمر بمدن شرقنا الحبيب".
فيما قالت تقارير إعلامية ليبية إن هناك مخاوف من مقتل ما يصل إلى 50 شخصا في مدينة درنة.
وتأكد وفاة شخصًا واحد على الأقل، بسبب العاصفة بعد أن علق داخل سيارته وسط فيضانات غزيرة، كما دمرت عدد من المنازل في عدة مناطق شرق ليبيا.
وقال وليد العرفي، المتحدث باسم فريق الاستجابة للطوارئ الحكومي، إن الرجل يدعى عثمان أبو خويدم الدرسي، وقال إنه توفي يوم الأحد بعد أن حاصرته السيول الغزيرة في منطقة بطة شرق مدينة المرج.
وكإجراء احترازي، أغلقت السلطات الليبية أربعة موانئ نفطية رئيسية، بما في ذلك رأس لانوف والزويتينة والبريقة والسدرة، لمدة ثلاثة أيام مساء السبت.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة في ليبيا حالة التأهب القصوى قبيل العاصفة.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في رسالة للشركات التابعة لها: “يُطلب منكم مراقبة حركة الموانئ والشحن البحري واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أعلى مستويات السلام، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الوحدات الصناعية وخطوط الإنتاج ووحدات التخزين”.
وبدأ الليبيون في مشاركة مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وطلبوا المساعدة من السلطات، قائلين إنهم يواجهون تحديات بعد أن غمرت مياه الأمطار منازلهم وأحيائهم.
وأعلنت السلطات في شرق ليبيا، السبت، حالة الطوارئ، التي شملت تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية العامة والخاصة، وإغلاق المحلات التجارية وفرض حظر التجول.
في الأسبوع الماضي، ضربت العاصفة دانيال اليونان لمدة ثلاثة أيام في نهاية الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق، تاركة وراءها آثارًا جديدة من الدمار بعد حرائق الغابات القاتلة.
وانتشلت فرق الإنقاذ اليونانية جثث أربعة أشخاص آخرين في المناطق الوسطى من البلاد يوم الأحد، ليرتفع إلى 15 عدد القتلى في أشد عاصفة ممطرة تشهدها البلاد منذ بدء تسجيلها في عام 1930.