الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

زاهى حواس يكتب: حكاية سيدنا يوسف فى مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشير الكتب السماوية إلى قصة سيدنا يوسف وحياته فى مصر، وقد تناولت هذا الموضوع فى العديد من مقالاتى، ومنها الإعجاز القرآنى بدعوة حاكم مصر فى زمن يوسف بلقب «الملك»، ثم يذكره القرآن بلقب «فرعون» عند الحديث عن الملك فى زمن سيدنا موسى عليه السلام، وبينا أن هذا التعبير عن الحاكم يتفق تمامًا مع الأدلة الأثرية التى خلفتها لنا الحضارة المصرية القديمة، حيث كان الملك وحتى عصر الدولة الحديثة حوالي (١٥٠٠ق.م) يدعى «ملك» أو «نيسو» باللغة المصرية القديمة. وبعد ذلك العصر أصبح يطلق عليه اسم «فرعون» من الأصل الفرعونى القديم برعا» أى الساكن فى القصر العظيم.
أشارت الكتب السماوية إلى الرؤيا التى راودت الملك فى منامه وحار فى تفسيرها، وفيها كان يرى نفسه بالقرب من شاطئ النهر حيث تخرج منه سبع بقرات سمان يتبعهن سبع بقرات عجاف وتلتهم البقرات الهزيلة البقرات السمان، ثم يرى سبع سنبلات خضر تنمو على شاطئ النهر ثم تغيب ويبقى مكانها سبع سنبلات جافة يابسة.
وكان يوسف فى ذلك الوقت حبيس السجن بسبب كيد امرأة العزيز، وبعدما رشح ساقى الملك يوسف لتفسير الحلم وجيء به من محبسه ليصبح له بعد ذلك مكانة عظيمة فى مصر. وأصبح هو المتصرف فى خزائن مصر، وربما جعله الملك نائبًا له أو وزيرًا وهو المنصب الثانى فى الحكومة المصرية القديمة والذى يلى منصب الملك. تشير الأدلة الأثرية إلى أن أكثر من مجاعة ضربت مصر فى عصورها القديمة وكذلك بلاد الشام وفلسطين ومنطقة الشرق الأوسط كله، وكان بدو هذه المناطق يأتون إلى مصر ليأخذوا من الحبوب التى تنمو بها وأحيانًا كان الجفاف يعم فاختزنها يوسف لمثل هذه الأيام الصعبة.


وتقص علينا التوراة (الإصحاح ٤١ من سفر التكوين) أن يوسف لما فسر رؤيا الملك وأوضح له ما يجب أخذه من إجراءات تحسبًا لهذه المجاعة قال الملك ليوسف: «انظر قد جعلتك على كل أرض مصر»، وخلع خاتمه من يده وجعله فى يد يوسف، وألبسه ثياب - ووضع طوق ذهب فى عنقه. وكانت هذه هى الملابس الرسمية التى يلبسها كبار رجال الدولة والأغنياء، وأركبه فى مركبته الثانية وساروا أمامه وركعوا تحيةً له وجعله على كل أرض مصر.. وأعطاه ابنة كاهن أون زوجة له، وأون هى المدينة التى عرفها اليونانيون باسم «هليوبوليس» (عين شمس حاليًا)، وتقع فى الجزء الشمالى الشرقى من مدينة القاهرة وتبعد حوالى ٢٠ كم من وسط القاهرة وهى من بين المدن المصرية التى نالت شهرة واسعة على امتداد التاريخ المصرى القديم على اعتبار أنها مركز عبادة الشمس ومنها خرجت نظريات خلق الكون فى الفكر الدينى المصرى وهى نظرية التاسوع وتستمر التوراة قائلة: وولد ليوسف ابنان قبل أن تأتى سنين الجوع ودعا يوسف اسم الابن البكر منسى قائلًا: أن الله أنسانى كل تعبى وكل ما لاقيته من أخوتى، وجعل الثانى أفرايم لأن الله جعلنى مثمرًا فى أرض مذلتى.. وتذكر كتب التفسير الإسلامية أسماء هم ميشا وأفراثيم.. وهنا بمصر أكثر من مكان ارتبط بقصة يوسف (عليه السلام) سواء فى الدلتا أو مصر الوسطى او الصعيد.. وهناك أكثر من موقع أثرى يطلق عليه اسم مخازن يوسف ويعتقد العامة أنها بالفعل المخازن التى استخدمها يوسف عليه السلام لمواجهة المجاعة.
ويعتقد البعض أن قصة لوحة المجاعة المكتوبة على صخرة بجزيرة سهيل بأسوان هى قصة ‏سيدنا يوسف والفرعون وتشير القصة إلى أن الملك زوسر حدثت فى عهده مجاعة استمرت سبع سنوات، وأخيرًا استشار وزيره ‏أيمحوتب أعظم معمارى فى التاريخ وهو أول شخص فى العالم يبنى سقف من الحجر وعمود من الحجر، وقال إيمحوتب للملك أن يقدم ‏قرابين للآلهة التى تسيطر على منابع النيل، وذهب الملك للنوم وجاء الإله خنوم فى المنام ليقول إنه هو الإله الذى يسيطر على منبع النيل، وفى الصباح قدم زوسر القرابين للآلهة وجاء الفيضان ليعم الخير على الناس ولكن هذه القصة تعود إلى العصر الرومانى ولا يوجد اسم ليوسف عليه السلام.. ولكن هل هذه قصة لها أصل قديم؟ وهل سيدنا يوسف هو ايمحوتب؟.. لا يوجد لدينا دليل على وجود أى من أنبياء الله من خلال الآثار.