الجمعة 31 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

شارل دو بلوندان يكتب: جوزيف كيسيل.. المراسل الصحفى العظيم الذى أصبح مؤلفًا أكاديميًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جوزيف كيسيل هو مغامر وصحفى وطيار ومقاتل وروائى فرنسى.. اشتهربتقاريره الرائعة ورواياته العديدة، وأهمها ليكيباج وبيل دى جور وفورتشن كاريه.. ولد جوزيف كيسيل فى ١٠ فبراير ١٨٩٨ فى فيلا كلارا فى الأرجنتين والده هو صموئيل كيسيل، وهو طبيب من أصل ليتوانى (فى ذلك الوقت كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية) وقد غادرها للعمل فى أمريكا الجنوبية. فى عام ١٩٠٥، انتقل والداه ليكونا أقرب إلى عائلة الأم فى أورينبورج بالقرب من نهر الأورال فى روسيا حتى عام ١٩٠٨. وفى ذلك العام، انتقلت العائلة إلى نيس فى جنوب فرنسا.. كل هذه الرحلات أثرت لدى كيسيل الشاب فى هذه الفترة شغفًا بالسفر والمغامرات المختلفة.
ممثل تحول إلى طيار
درس جوزيف كيسيل فى مدرسة ليسيه فيليكس فور (مدرسة ليسيه ماسينا الحالية) فى نيس ثم فى مدرسة ليسيه لويس لو جراند فى باريس.وفى عام ١٩١٤ عمل ممرضًا لبضعة أشهر. وفى العام التالى، حصل على «رخصته الأدبية» وتم تعيينه فى جريدة «ديبا» Journal des Débats فى قسم السياسة الخارجية.
فى عام ١٩١٦ التحق بالمعهد الموسيقى بصحبة شقيقه الأصغر وظهر خلال عدة عروض على مسرح أوديون؛ لكن الحرب العظمى سيطرت عليه وجعلته يشارك فى القتال. وبالفعل انضم جوزيف كيسيل إلى سلاح المدفعية فى نهاية العام قبل أن يتحول إلى الطيران ضمن سرب S.٣٩.. وخلال تلك الفترة أصدر كيسيل أو أول رواية له عن هذه التجربة هذه المغامرة وكانت ناجحة وحملت عنوان «ليكيباج» أو «طاقم العمل» وكان ذلك فى عام ١٩٢٣. ومع نهاية الحرب تم إرساله فى مهمة إلى سيبيريا وبالطبع سيكون اكتشاف «العالم البلشفى» مصدر إلهام لكتابه الأول «مناطق الطبيعة الحمراء البلشفية».
مراسل عظيم
فى نهاية الحرب، استأنف تعاونه مع صحيفة «لو جورنال دى ديبا» حيث سافر من أجل عمله بها عام ١٩٢٠ إلى لندن بجواز سفر مزور قبل أن يتقدم بعد ذلك بطلب للحصول على جنسيته الفرنسية لدى عودته إلى فرنسا. وفى الحقيقة، يبدو أن حاجته للمغامرة دفعته إلى ممارسة مهنة مزدوجة: مراسل وروائى كبير! لقد سمحت له أسفاره بالعثور على مادة خصبة للكتابة. وحقق العديد من النجاحات الأدبية: مارى دى كورك (١٩٢٥)، الأسرى (الجائزة الكبرى للرواية للأكاديمية الفرنسية عام ١٩٢٦)، القلوب النقية (١٩٢٦)، ليل الأمراء (١٩٢٧)، حسناء اليوم (١٩٢٨)، ميدان Fortune (١٩٣٠)، Le Coup de Grace (١٩٣١)، Les Enfants de la Chance (١٩٣٤)، La Passere du Sans-Souci (١٩٣٦)، بالإضافة إلى سيرة مرموز (١٩٣٨)، الطيار الشهير وصديق جوزيف كيسيل.
فى عام ١٩٢٨اشترك مع جورج سواريز وهوراس دى كاربوكيا في تأسيس مجلة «جرينجوار» وهى مجلة أسبوعية سياسية وأدبية يمينية وترك هذه الصحيفة بعد سنوات قليلة عندما تبنت خطًا معاديا للسامية. ويعد جوزيف كيسيل الذى كتب فى العديد من الصحف مثل لوفيجارو ولا ليبرتى وأيضًا فرانس سوار جزءًا من العصر الذهبى للمراسلين العظماء عندما كان مراسلًا حربيًا خلال الحرب الأهلية الإسبانية وخلال فترة ١٩٣٩-١٩٤٠.
 


بعد هزيمة فرنسا أمام ألمانيا عام ١٩٤٠،عبر جوزيف سرًا جبال البيرينيه وانضم إلى المقاومة فى لندن حيث انضم إلى القوات الفرنسية الحرة التابعة للجنرال ديجول. وفى عام ١٩٤٣، قام مع ابن أخيه موريس درون بتأليف كلمات النشيد الذى أصبح نشيد المقاومة فيما بعد.. وأنهى الحرب كقائد سرب يحلق فوق فرنسا ليلًا للحفاظ على التواصل مع مقاتلى المقاومة.
العودة إلى السفر
مع نهاية الحرب استأنف جوزيف كيسيل تقاريره وكتاباته وقادته أسفاره إلى فلسطين عام ١٩٤٨ - وحصل على أول تأشيرة دخول من الدولة اليهودية الجديدة فى مايو ١٩٤٨ - ثم إلى أفريقيا وبورما وأفغانستان. وقام بتأليف عمل كبير فى عام ١٩٥٠ وحمل اسم «جولة المحنة».. وهذا العمل عبارة عن لوحة جدارية يصور فيها المجتمع المعذب فى الفترة ما بين الحربين العالميتين. وتتواصل الأعمال بعد ذلك: «عشاق التاجوس» (١٩٥٤)، «وادى الياقوت» (١٩٥٥)، «شاهد بين البشر» (١٩٥٦)، «الأسد» (١٩٥٨)، «ليسوا كلهم ملائكة» (١٩٦٣). وفى عام ١٩٦٢ انتخب عضوا فى الأكاديمية الفرنسية.
وتوفى جوزيف كيسيل بسبب اضطراب فى الأوعية الدموية فى ٢٣ يوليو ١٩٧٩ ولا ننسى أيضا أن هناك جائزة أدبية تحمل اسمه ودفن فى مقبرة مونبارناس فى باريس.

معلومات عن الكاتب: 
شارل دو بلوندان.. تخرج فى كلية إدارة الأعمال الكبرى، وبعد استكشاف الشرق الأوسط والعيش فى الأردن لدراسة اللغة العربية، قرر تأسيس وكالة Billet de France الإعلامية فى عام 2019، والتى يرأس تحريرها. وكتب العديد من التقارير الرئيسية عن الأوضاع فى أرمينيا وموريتانيا وأوكرانيا وغيرها من الدول.. يكتب، هنا، عن المراسل الصحفى الفرنسى صاحب البصمات المعروفة فى الصحافة الفرنسية، إلى جانب شغفه بالموسيقى، إلى أن استقر وكتب عدة كتب مهمة.