تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد النيروز يوم الثلاثاء الموافق 12 سبتمبر 2023 ويوافق يوم 1 توت لعام 1740 فى التقويم القبطي حيث يعتبر رأس السنة القبطية الجديدة 6266 بحسب التقويم المصرى القديم، وهو امتداد للتقويم المصرى القديم، الذى يعد من بين الأقدم فى تاريخ البشرية.
وكان المصريون القدماء قد طوروا التقويم الشمسي، ثم اكتشفوا لاحقا السنة القمرية التي قسموها لفصول وأشهر وأيام وساعات وكانوا قد استطاعوا التمييز بين السنة البسيطة والكبيسة وكانت تلك معجزة فلكية في ذلك الوقت.
وتشارك “البوابة” الأقباط بعيد النيروز نظرا لأنها من أكثر الأعياد المميزة لدى الأقباط.
ويقول القس يوساب عزت أستاذ الكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية والقانون الكنسي بالمعاهد الدينية عن ارتباط التقويم القبطي بالشهداء فيرجع إلى عهد الإمبراطور دقلديانوس الذي تعرض خلاله المسيحيون للكثير من الاضطهاد والظلم، وقد تم تصفير التقويم المصري القديم في عهد دقلديانوس فكان عام 284 ميلادي هو 1 قبطي وهو عام 4525 بحسب التقويم المصري القديم، ومن هنا ارتبط هذا التقويم بيوم الشهداء لدى الأقباط، نظرا لارتفاع عدد الشهداء الذي بلغ تقريبا 840 ألف شهيد.
أما عن احتفالات الأقباط بعيد النيروز فأكد عزت في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن الكنيسة المصرية تنفرد بالاحتفال بعيد النيروز والذي يرجع إلى الحضارة المصرية القديمة حيث كانت تحتفل مصر القديمة بأول أيام السنة الزراعية حيث تغير المناخ نظرًا لاعتماد تلك الحضارة العريقة على الثروة الزراعية.
وعرف أستاذ الكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية كلمة «نيروز» بإنها كلمة قبطية وتعنى موعد اكتمال موسم فيضان النيل، وأن النيروز اختصار (نيارو أزمورووؤو) وهو قرار شعري أيتها لي للخالق لمباركة الأنهار.
(لاحظ كلمة أزمو`Cmou التي نستخدمها في التسابيح القبطية مثل الهوس الثالث وتعني سبحوا وباركوا)، وعِوضًا عن كتابة القرار كامل بنصه اختصروا إلي كلمة واحدة توضع فوقها خط لتوحي للقارئ بتكميل الجملة (مثل كلمة أبشويس القبطية `P=o=c) وأصبحت نياروس ومعناه الكامل "عيد مباركة الأنهار".
وأشار إلى أن هذا العيد مرتبط بالفلاح المصرى في المقام الأول، وارتبط بالأقباط منذ عصرالإمبراطور «دقلديانوس» الذي كان عصره قاسيًا وتم فيه اضطهاد المسيحية وهذا أدى إلى تخصيص الأقباط هذا اليوم لزيارة أجساد شهدائهم وما زال يُحتفل به.
وتابع عزت ومرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعشر حلقات للاضطهاد بداية من عصر الإمبراطور دقلديانوس عام 284 حتى نهاية عصر نيرون.
وقال راعي كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة إن عيد النيروز واحد من أكثر الأعياد المميزة لدى الأقباط وخاصة الأطفال والشباب نظرا لما يصحبه من حفلات عيد النيروز.
واستطرد راعي كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة يحرص الأقباط في هذه المناسبة على توزيع البلح الأحمر على الأطفال والشباب وشعب الكنيسة بشكل عام، وهو يرمز للدماء، والنواة بداخلها ترمز لصلابة الإيمان، وقلبها الأبيض من الداخل يرمز إلى نقاء، وطهارة الشهداء.
كما أوضح، أن الكنائس ترفع طقوس الصلوات باللحن الفرايحى، ابتهاجًا بعظمة وقوة شهدائها، وذلك من عشية ١ توت بداية السنة القبطية، وتستمر حتى ثالث يوم عيد الصليب، الذى يبدأ فى 17 توت، وتظل الصلوات فرايحى حتى يوم 19 توت.
والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يبدأ من يوم 12 سبتمير من كل عام حيث قسم المصريون القدماء السنة إلى 13 شهراً وكل شهر 30 يوماً، والشهر الأخير هو الشهر القصير ويتكون من 5 أو 6 أيام فقط.
والشهور القبطية هي توت وبابه وهاتور وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤونة وأبيب ومسري و نسيء.
ونوه أن أسماء الشهور هي فى الأساس أسماء لآلهة عند قدماء المصريين فشهر "توت" هو فى الأصل "تحوت" اسم إله الحكمة والمعرفة عند الفراعنة، و"بابه" هو تحريف لاسم الإله "حابى" إله النيل، و"هاتور" هو فى الأصل "حتحور" إلهة الجمال.
واختتم القس يوساب وقال كان الفاطميون يحتفلون بعيد النيروز بشكل رسمى بكرنفالات شعبية توزع فيها العطايا والمنح، فيخرج الشعب للمتنزهات العامة ويرشون بعضهم البعض بالماء، ويختارون من بينهم شخص لتنصيبه أميرا للنيروز يسير بموكبه فى الشوارع والحارات، ويفرض على الناس الرسوم لتحصيلها منهم، ومن يرفض يعاقب برشه بالماء، وكل ذلك فى إطار لهو فكاهى لطيف.
كان قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قد ذكر أن الكنيسة تحتفل ببداية السنة القبطية أو التقويم القبطى أو سنة الشهداء فى العام الجديد 1739 حيث يعتبر من الأعياد الثابتة فى الكنيسة بداية شهر توت، مؤكدا أن الكنائس سوف تحتفل بهذا العام لمدة 17 يوما حتى عيد الصليب فالكنائس سوف تستعد له عن طريق تنظيم سهرة تسبحة.
وأكد قداسة البابا خلال عظته الأسبوعية بالمقر الباباوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الإمبراطور الرومانى دقلديانوس فى عهده استشهد أعداد كبيرة من الأقباط، فبكل براعة حول الأقباط هذا التقويم إلى السنة القبطية وأصبحت السنة القبطية التى يحتفلون بها كل عام.
وأشار قداسته إلى أن الأقباط استطاعوا أن يستخدموا نتاج الأرض فى هذا التوقيت من شهر سبتمبر وأكثر الفواكه الموجودة به البلح والجوافة، موضحا أنه من المهارة والبراعة أن يكون هناك خلط بين الإيمان والطعام بالمناسبات، فالكنائس الموجودة فى المهجر يستوردون من مصر الجوافة والبلح لأنها فاكهة مصرية صميمة ويوزعونها على الأطفال فى مدارس الأحد ليعطون معانى روحية للطلاب فى مدارس الأحد.