السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

تعرف علي تفاصيل الجلسة العلمية الرابعة لمؤتمر الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي

جانب من أعمال الجلسة
جانب من أعمال الجلسة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عُقدت الجلسة العلمية الرابعة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة"، برئاسة الدكتور عبد الله مبروك النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمستشار الدكتور علي حسن عمارة، رئيس محكمة جنايات أمن الدولة العليا بمحكمة استئناف القاهرة، والمقدم مهندس عمرو مجدي محمد مرجان، إدارة نظم المعلومات بالقوات المسلحة، والمستشار الدكتور محمد أحمد عبد الوهاب خفاجي، و الدكتور عثمان أحمد عثمان، رئيس قسم الاقتصاد بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية.
وفي بداية الجلسة رحب عضو مجمع البحوث الإسلامية بالحضور، مشيدًا، بجهود وزير الأوقاف في الارتقاء بالدعوة الإسلامية في مصر والعالم أجمع.
وفي كلمته أكد الشيخ خالد الجندي، أن قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَن لم يَشكُرِ النَّاسَ؛ لم يَشكُرِ اللهَ" يستوجب علينا أن نشكر من أجرى الله (عز وجل) هذا الخير على يديه، وهو وزير الأوقاف، فإخلاصه ودأبه وجهده الصادق في حماية الدعوة وتأصيلها والدفع بالدعاة أوجد للعمامة دورًا محوريًّا هامًا في بناء المجتمع وفي الحفاظ عليه والحفاظ على ثوابت هذا الدين والدعوة إلى صحيح الإسلام ووسطية هذا الدين، مؤكدًا أن الفتوى في هذا العصر أصبحت تمثل حجر زاوية بين المجتمع وبين الهمجية وأصبحت الفتوى في عصر الرقمنة ضرورة عصرية لا فكاك منها.
وأشار إلى أن هناك أمورًا هي فرض عين على بعض الناس، وقد تركوها فاستغلها غيرهم في إذاعة البلبلة في عقول الناس فكانت النتيجة أننا رأينا مصطلح الفوضى، أما مصطلح الفتوى فهو رأي فقهي في مسألة شرعية، والكارثة أن البعض يفتي بلا علم في مسألة فقهية وهناك فرق بين الأمر الفقهي والأمر الشرعي، مبينًا أن منبر الفضاء الإلكتروني منبر لا ينبغي التغاضي عنه ولا تجاهله، منبر يصدر فتاوى تجتاح الحدود وتختزل الوقت وقد يصدرها من ليس أهلها فتؤدي إلى فساد في المجتمعات ولا تراعي أي خصوصية في مجتمع من المجتمعات وتلك كارثة كبيرة لأن الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان والأحوال والأشخاص والظرف والعرف والعلم، وهناك فارق بين النص والفتوى فالنص ثابت والفتوى متغيرة النص سماوي أما الفتوى بشرية النص شرعي أما الفتوى فقهية.
وأوضح، أن الذكاء الاصطناعي وصل لدرجة مخيفه وقد تمكن منه أطفال دون الحلم وهؤلاء يقومون بتزوير الفتوى عن العلماء حتى أنهم يجعلونك ترى العالم بعينك وهو يتحدث، والحل لعلاج هذا الأمر في كلمه قالها القرآن: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، فكلمة فتبينوا فيها الحل والعلاج، وأن المتسبب في هذه الفوضى أمور، الأول: هو اختلاف الأعراف من شعب إلى شعب ومن مجتمع إلى مجتمع، والثاني: التعصب المذهبي وهو قد يؤدي إلى فتن، والثالث: تصدي غير المختصين وهذه كارثة أخرى، مؤكدًا أننا لا نستطيع أن نتحكم في هذا العالم الفضائي إلا بتوحيد علماء العالم لوضع معايير لائقة للتفرقة بين فتوى الفرد وفتوى المجتمع والتفرقة بين فتاوى الأقليات وفتاوى غيرهم، وعدم التفريط في الثوابت.
وفي كلمته أكد المستشار علي حسن عمارة، أن استغلال الخطاب الديني في الفضاء الإلكتروني للسياسة يضلل العقل العام للأمة، مبينًا أن أسباب التطرف الديني عديدة منها الفهم الخاطئ للنصوص وأدوات الاستنباط واعتناق فكر ديني متطرف، مبينًا أن الجماعات المتطرفة تستهدف الشباب أصحاب الظروف الخاصة لتجعل من نفسها حلا لجميع مشاكله، مؤكدًا أن الفضاء الإلكتروني يعجز عن تحقيق ثلاثة أهداف في ظل عدم الاستخدام الأمثل له، الأول ضعف تحصين المجتمعات من التطرف ومن جرائم فكر العنف، والثاني عدم مساهمته في تحقيق القواصم المشتركة بين الأديان والمذاهب، والثالث عجزه عن تقديم صورة إيجابية حقيقية عن سماحة الإسلام، فلابد إذا من ترشيد استخدام الفضاء الإلكتروني لأن هذا الترشيد هو الذي يحقق الأمن الفكري ويحمي مصالح الوطن.
وفي كلمته أكد المقدم مهندس عمرو مجدي محمد مرجان، أن العلم يعيش فترة تطور وثورات علمية معرفية وثورة رقمية، إضافة إلى النمو الكبير في استخدام تكنولوجيا المعلومات في كل المجالات، مما أدى إلى ظهور مصطلح الفضاء الإلكتروني أو الأمن السيبراني، وهذا المصطلح نتج عنه وجود كم هائل من المعلومات والأجهزة التكنولوجية والشبكات الإلكترونية الضخمة مما أدى إلى نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات في الفضاء الإلكتروني وظهور ما يسمى بحروب المعلومات أو الحروب الإلكترونية الناتجة عن ظهور الفضاء بما يسمى بحروب الجيل الرابع أو الخامس بما تشمله من حرب معلوماتية أو اقتصادية أو استخباراتية، وحرب المعلومات بهدف تزوير المعلومات ونشرها بشكل خاطئ، وأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي برامج تجمع كمًا كبيرًا من المعلومات يتم تغذيتها بواسطة الخبراء في كل مجال.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أو الفضاء الإلكتروني يشمل تأثيرًا إيجابيًا وتأثيرًا سلبيًّا، وأن التأثير الإيجابي يتمثل في التعليم لسهولة الحصول على المعلومات، وتقديم الخدمات الإلكترونية للمجتمع، وخدمات البحث العلمي، وأن الجزء السلبي يتمثل في انتشار شبكات مواقع التواصل الاجتماعي والتي هي من أخطر الوسائل والتي تنتهك خصوصيات الإنسان، واتساع الفجوة بين الأجيال، حيث يتم الحصول على المعلومات عبر الإنترنت دون الرجوع لمصدر المعلومة، فضلًا عن سلبيات الإنترنت من ترويج الشائعات وكذلك المعلومات الدينية الخاطئة وهذه جريمة ضد أمن المجتمعات وكذلك استخدام وسائل الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بإصدار الفتوى دون الرجوع لأهل  الاختصاص  كما بين أن انتشار التكنولوجيا الحديثة أمر لابد من الاستفادة منه مع ضرورة مراعاة بعض الشروط التي تضمن لنا حسن الاستخدام في بناء الوعي الإنساني والبعد عن المخاطر في استخدامها وكذلك إنشاء فضاء إلكتروني يتسم بالوضوح في مجال الخطاب الديني.
وفي كلمته قدم المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي خالص الشكر والتقدير لوزير الأوقاف على جهوده الدعوية، مؤكدًا أن وزير الأوقاف قد اتخذ أهم قرارين في تاريخ مصر الأول حظر اعتلاء المنابر لغير المتخصصين، وتم تأييد قرار وزارة الأوقاف من قبل المحكمة بعد أن طعن فيه المتشددون؛ لأن المساجد لا تصلح أن تكون مجالًا للخلافات التعصبية وغيرها، وإنما جعلت للدعوة الإيمانية والتثقيف، والقرار الثاني هو قرار الخطبة الموحدة.
وبين أن المسجد يعد المؤسسة الأولى التي أدت وما زالت تؤدي أدوارًا هامة في الحضارة الإسلامية والإنسانية على مدى التاريخ فهو منارة هدى للناس، ومع ظهور الإنترنت بات تأثير التكنولوجيا الحديثة في شتى مجالات الحياة واضحًا، فوجب استخدامها في المجال الدعوي ليعم الخير متى أحسن استخدامها وهي سلاح ذو حدين الهداية والإغواء، وقد استغلها دعاة الضلال لهدم ثوابت الدين، ولقد استفادت الجماعات الإرهابية من هذه التقنيات الحديثة في نشر أكاذيبها وغسل أدمغة الشباب بغرض تجنيدهم ضد بلادهم، وهم يسارعون في فتح منابر إلكترونية لهم باستمرار ويعملون على التشكيك في كل المؤسسات وكل الرموز الدينية والسياسية في المجتمع مما يؤدي إلى تضليل الشباب والقتل والتخريب ولذا يجب التصدي لهذه المواقع والحرص على تصحيح أخطائها.
وفي كلمته أكد الدكتور عثمان أحمد عثمان، أن موضوع المؤتمر غاية في الأهمية، فالله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم خيره بين الخير والشر وأمره بإعمار الأرض، فعلم الاقتصاد هو علم الإعمار، والفضاء الالكتروني عندما تم اكتشافه كان الهدف منه إعمار الأرض، ولكن للأسف البعض استخدمه في إفساد الأرض ولذا على الإنسان أن يختار، فالفضاء الالكتروني يؤدي إلي فوائد اقتصادية للدول غير أنه قد يؤدي أيضًا إلى كوارث وأزمات، مشيرًا إلى أننا لا نملك برامج الحماية التي تحمي البرامج الدعوية، مما يدعونا إلى حث المتخصصين على إنتاج هذه الأدوات واستخدامها بعلم وصناعة برامج حماية لهذه التكنولوجيا، لأن ديننا لا يدعو إلى الاستهلاك فقط وإنما يدعو إلى الإنتاج وإتقان العمل وامتلاك أدوات الحماية والسيطرة، مما يدعونا إلى التفكير في التنمية والاستقرار.