سجل الذهب انخفاض خلال الأسبوع الماضي بسبب عودة التوقعات أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يلجأ إلى رفع الفائدة مجدداً قبل انتهاء العام، وهو الأمر الذي دفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ 6 أشهر ليدفع الذهب إلى الهبوط من جديد.
انخفاض الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.1% منخفضا بمقدار 20 دولارا للأونصة ليغلق عند المستوى 1919 دولارا للأونصة، ليحقق أول انخفاض أسبوعي بعد أسبوعين من المكاسب، ومع بداية الأسبوع عادت التوقعات أن البنك الفيدرالي الأمريكي سيتجه إلى رفع الفائدة قبل نهاية العام لمحاولة السيطرة على التضخم وإعادته إلى المستهدف 2%.
وحقق الدولار استفادة كبيرة من هذه الأحداث حيث سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.8% ليسجل أعلى مستوى في 6 أشهر ويصل إلى المستوى 105.
قوة الدولار جاءت بعد صدور بيانات إيجابية عن الاقتصاد الأمريكي فقد ارتفع مؤشر أداء قطاع الخدمات بقيمة 54.5 بأعلى من القراءة السابقة 52.7 والتوقعات عند 52.5، كما تراجعت طلبات اعانات البطالة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي لتسجل أدنى مستوى منذ فبراير، لتظهر هذه البيانات استمرار المرونة في الاقتصاد الأمريكي الأمر الذي قد يجبر البنك الفيدرالي على الاستمرار في سياسة التشديد النقدي لفترة أطول من الوقت.
وساهمت هذه البيانات في دفع الدولار إلى الارتفاع ليضغط بشكل سلبي واضح على أداء الذهب خلال الأسبوع الماضي، خاصة أن عوائد السندات الأمريكية عادت إلى الارتفاع لتدعم الدولار بشكل كبير، فقد سجل العائد على السندات لأجل 10 سنوات ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.1% ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 4.308%.
وترى جولد بيليون أن البنوك المركزية حول العالم بقيادة البنك الفيدرالي الأمريكي قد تلجأ إلى الاستمرار في الحفاظ على معدلات الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت من أجل مواجهة التضخم المتماسك حتى الآن بسبب مرونة الاقتصاد وزيادة عوامل التضخم مثل ارتفاع أسعار الطاقة.
عضوة البنك الفيدرالي سوزان كولينز صرحت بأنها في حاجة إلى المزيد من الأدلة لتتيقن أن التضخم تمت السيطرة عليه، وكررت تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول التي ألقاها في ندوة جاكسون هول أنه قد تكون هناك حاجة لمزيد من رفع الفائدة خلال الفترة القادمة اعتمادا على البيانات الاقتصادية.