السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لا تنسوا «كيف كُنا؟ وكيف أصبحنا؟»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان الحصول على شقة من الحكومة حِلِمًا بعيد المنال، كانت المُدن الجديدة تُعانى من الإهمال، كان التعدى على الأرض الزراعية يسير بطريقة مُخيفة وأدى ذلك لتراجع مساحة الأرض الزراعية، كانت مُعدلات البطالة مُخيفة ووصلت لـ٢٥٪، كانت مصر بلد الحزب الواحد الأوحد الذى يُسيطر ويُهيمن على مُجريات الحياة السياسية، كانت الأحزاب السياسية لا تجد من يستمع لها والآن: شُقق الإسكان الإجتماعى مُتوَفرة فى كل المحافظات، شُقق الإسكان الإقتصادى أصبحت موجودة وتلقي استحسان المواطنين فما بين "سكن مصر ودار مصر وجنة" يحتار البعض وهو يتجه لحجز شقته من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة فى عدد كبير من المُدن الجديدة، وتم تطوير المدن الجديدة وتم إنشاء ١٤ مدينة جديدة أُطلق عليها مُدن الجيل الرابع وهناك تنافس بين المواطنين للحجز بها بمبالغ تّناسب جميع المستويات، لم يَعُد التعدى على الأرض الزراعية شائعًا بل أصبح ممنوعًا ومُجرمًا وتم إيقافه، بل قامت الدولة بتبنى "مشروع مستقبل مصر" والذى نجح فى زيادة المساحة الزراعية فى مصر بما يقرُب من "مليون ونصف المليون فدان"، إنخفضت البطالة ووصلت لـ٧٪ رغم الظروف الإقتصادية الدولية بعد أزمتى كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وإستمرار العمل بالشركات المصرية فى مشروعات فى كل إنحاء البلاد، لم تعُد مصر بلد الحزب الواحد وأصبح لدينا إحزاب جديدة وليدة ومؤثرة فى الحياة السياسية إضافة إلى زيادة تواجد الأحزاب السياسية العريقة وهى الأحزاب التى لها تقدير خاص لدى المواطن فى طول البلاد وعرضها ولا يمكن أبدًا إستبعاد دورها فى الحياة السياسية بل أصبحت تشارك فى الحوار الوطنى بكل أريحية وتقول آراءها وتُقدِم مُقترحاتها ويتم الإستجابة لها وتُعارض بلا سقف.

كانت العشوائيات تملأ ربوع البلاد ووصل عددها لما يقرُب من ١١١٢ منطقة عشوائية وكانوا يعيشون عيشة غير آدمية وكانت وسائل الإعلام المُغرِضة تُبرِزها وتنتقد وتُعاير وتُوجِه سِهامها للدولة التى تركت قاطنى العشوائيات فى مهب الريح والآن: نجحت الدولة فى القضاء على العشوائيات وتحوَلت المناطق غير الآدمية إلى عمارات سكنية فارهة تليق بمواطنين مصريين بها مستشفى ونادٍ وكل سُبُل المعيشة ونالوا جزء من حقوقهم ووجدوا يد العون من الدولة التى إعتنت بهم وطبقت العدالة الإجتماعية على أكمل وجه التى كُنا نُنادى بها من قبل دون إستجابة.

كانت القرية المصرية مَنسية وبلا أدنى خدمات، وكانت كافة قُرى مصر تُعانى من ضعف الخدمات، أصوات أهالي القرى لم تَجِد من يستجيب لها، قُرى مصر يسكنها ٥٨ مليون نسمة كانت مُعاناتهم طيلة أكثر من ٤٠ عامًا والآن: تم رصد ٦٠٠ مليار جنيه لـ"مبادرة حياة كريمة" لتطوير قرى مصر، من رصف طرق داخلية حتى مشروعات الصرف الصحى ومياه الشرب مرورًا بتطوير الوحدات المحلية والصحية ومراكز الشباب وتبطين الترع وتوفير ماكينات الصرف الآلى للأهالي فى القرى لصرف معاشاتهم، وهى المبادرة التى تُعتبر بمثابة "مشروع القرن".

كانت القطارات قديمة والأوتوبيسات عفا عليها الزمن والموانيء فى حالة يُرثي لها، كانت المدارس مُهملة وكان حال المُدرِس يصعب علينا جميعًا، كانت المستشفيات لا يوجد بها إلا القُطن والشاش، كان أباؤنا يقفون أمام المُجمعات الإستهلاكية للحصول على علبة زيت وكيس سُكر والآن: القطارات جديدة والأوتوبيسات تم تجديدها والموانيء أصبحنا نفتخر بها، وتم إنشاء آلاف المدارس وتطورت المستشفيات ومازال التطوير مستمرًا لتحقيق عدالة إجتماعية وتم تطبيق التأمين الصحى الشامل فى عدد من المحافظات وجارى تعميمه على باقي المحافظات طبقًا لخطة زمنية مدروسة. 

لدى الكثير من الأمثلة عن: كيف كان حالنا فى السابق؟، والآن بفضل الله أصبحت مصر تقف على قدميها وتتطور بأقصي جهد وبعمل دوؤب رغم الظروف الدولية الصعبة، علينا ألا ننسي ما شاهدناه من قبل وما مَررنا به من أحداث كانت تُنبىء بضياع الدولة، علينا ألا ننسي عصر الفوضى فى ٢٠١١ وعصر الإنهيار فى ٢٠١٢ وعلينا أن نتذكر هذه السنوات جيدًا حتى لا نتجنى على وطننا ونرى ما حققناه ونفتخر به.