جاءت أزمة إرسال الولايات المتحدة، أسلحة تحتوي على يورانيوم منضب إلى أوكرانيا، لتشعل الوضع الدولي من جديد.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، الأربعاء، تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا تشمل "ذخائر اليورانيوم المستنفد".
وأوضح البنتاجون في بيان، أن الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، من عيار 120 مليمترا، مخصصة لدبابات "أبرامز" الأمريكية.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، جون كيربي، الأربعاء، إن واشنطن ستزود كييف بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب، وأضاف: "نريد أن يكون الأوكرانيون أكثر فعالية في الهجوم المضاد. وذخائر اليورانيوم المنضب فعالة كذخيرة مضادة للدبابات".
فيما اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن المساعدات الأمريكية ستسمح للهجوم الأوكراني المضاد بـ"اكتساب زخم أكبر".
رد روسي
وفي رد إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأمر، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الخميس، أن تزويد الولايات المتحدة، أوكرانيا، بأسلحة اليورانيوم المنضب، يمثل "عملاً إجرامياً".
وأضاف: "روسيا تواصل إجراء اتصالات بشأن المسائل الإنسانية مع الولايات المتحدة، لكنها لا تتعاون معها بشأن القضايا الكبرى"، مضيفاً: "ليس هناك حوار".
وقالت السفارة الروسية في واشنطن عبر تليجرام إن قرار الإدارة الأمريكية تزويد أوكرانيا بذخائر اليورانيوم المنضب "هو مؤشر على اللا إنسانية".
وتابعت "من الواضح أن واشنطن، ومن أجل فكرتها المتمثلة في إلحاق هزيمة استراتيجية (بروسيا)، مستعدة للقتال ليس فقط حتى آخر أوكراني، وإنما أيضاً للتخلص من أجيال بأكملها".
ما هو اليوانيوم المنضب؟
يعد اليورانيوم المنضب منتج ثانوي لعملية تصنيع الوقود لأنواع معينة من المفاعلات النووية والمواد المستخدمة في الأسلحة النووية.
ويتم تخصيب اليورانيوم الطبيعي (U) في تصنيع مثل هذه الأنواع من الوقود والمواد، مما يزيد من محتوى نظير "U-235" فيه، والذي يوفر الانشطار النووي.
ويسمى الخليط الذي يتبقى بعد إزالة اليورانيوم المخصب بـ"اليورانيوم المنضب"، لأنه يحتوي على كميات مخفضة من نظيري اليورانيوم 235 و234. ويعتبر اليورانيوم المنضب أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 60%.
كيميائيا، لليورانيوم المنضب (DU) تأثير بنفس الطريقة التي يؤثر بها اليورانيوم الطبيعي، بالإضافة إلى أن "DU" هو معدن ذو كثافة عالية جدا، مما يجعله مناسبًا للاستخدام (السلمي) في العديد من الصناعات التجارية مثل السفن والطائرات.
حروب استخدمت هذا السلاح
واستخدمت الدبابات الأمريكية ذخائر اليورانيوم المنضب، إلى جانب الدروع المعززة باليورانيوم المنضب، في حرب الخليج عام 1991 ضد دبابات تي-72 العراقية، ومرة أخرى في غزو العراق عام 2003، وكذلك في صربيا وكوسوفو.
وفقًا لمجلة "هارفارد إنترناشونال ريفيو"، استخدمت الولايات المتحدة ما يصل إلى 300 طن من اليورانيوم المنضب خلال حرب الخليج، وتم استخدام ما يصل إلى 2000 طن من هذا اليورانيوم خلال حرب العراق عام 2003.
وسلطت مراجعة حديثة للدراسات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية، الضوء على "الارتباطات المحتملة" للمشاكل الصحية طويلة الأمد بين العراقيين المرتبطة باستخدام اليورانيوم المنضب في ساحة المعركة.