بعد انتشار صورة لسمك الماكريل الأطلسي في أحشائه لون أزرق مضيء على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حذرت نقابة البيطريين المواطنين من هذا النوع من الأسماك حيث به مادة مسممة، تسبب العديد من الأمراض لمن يتناولها، جاءت التحذيرات بعدما تلقت النقابة رسائل كثيفة من المواطنين تستفسر عن ظهور هذا الضوء الأزرق.
غير صالحة للاستهلاك الآدمي
وجهت الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء بنقابة الأطباء البيطريين، نصيحة للمواطنين بشأن ظهور الضي الأزرق على سمك الماكريل، قائلة إن العلامات الطبيعية لأي منتج غذائي مثل اللون والرائحة والملمس هي الدالة على جودة المنتج، محذرة من تناول الأسماك أو اللحوم في حال وجود أية علامات غريبة بها، فذلك يعني أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمي.
أوضحت «الدكتورة شيرين»، في تصريحات تليفزيونية، أن التفسير الوحيد لظهور الضي الأزرق على سمك الماكريل هو وجود مادة كبريتات النحاس التي تستخدم بشكل محرم ومجرم في عمليات صيده، متابعة أن مادة كبريتات النحاس لونها أبيض وبمجرد اختلاطها مع الماء تتحول إلى اللون الأزرق اللامع، مؤكدة أنها شديدة السمية وتؤدي لتلف في الخلايا.
أعراض الإصابة والإسعافات الأولية
بحسب المكتبة القومية الأمريكية للعلاج، يُعد التسمم بكبريتات النحاس مرضًا غير شائع نسبيًا، وله علامات وأعراض غير محددة مثل: «خلل في التذوق وآلام البطن- القيء الذي يظهر فيه لون أزرق- اصفرار الجلد وبياض العينين- تشنجات العضلات والإسهال والبول الشبيه بالحبر- فقر الدم والنوبات».
يعتمد التشخيص على العرض السريري والفحوصات المخبرية بناءً على تاريخ التعرض للمنتجات التي حوت كبريتات النحاس، تحدث الوفاة في حالات التسمم الحاد المرتفع نتيجة ابتلاع كمية كبيرة من كبريتات النحاس، تتراوح بين 10-20 جراما، الذي يسبب تليف خلايا الدم والكلى، وفي حال تناولت سمك الماكريل وشعرت بأعراض مثل آلام المعدة أو ارتفاع الحرارة توجه لأقرب مستشفى على الفور لقسم الطوارئ.
كما تقول الدكتورة سالي الفقي، طبيبة بيطرية، إن سبب هذا اللون، هو كبريتات النحاس أو الجنزارة، التركيب الكيميائي Cu So4.5H2o يتكون من نحاس مع كبريت وهو عبارة عن بلورات لونها أزرق، مشيرة إلى أن كبريتات النحاس مركب سام جدًا، حيث تساعده سميته في السيطرة على الفطريات والطفيليات والبكتيريا ولكن فى نفس الوقت إذا زادت جرعتها تؤدى الى نفوق الأسماك والطحالب.
وأوضحت «الدكتورة سالي»، أن استخدامات كبريتات النحاس، هى: «مكافحة الفطريات والطفيليات فى المحاصيل- تساعد في القضاء على الطحالب أو في الأحواض المائية او مواسير الري- صبغة في بعض الدهانات- مادة ملونة في الأعمال الفنية كالزجاج والفخار- الوقاية من بعض الأمراض مثل البلهارسيا فهو يعمل كمطهر وقاتل للجراثيم»، يتم استخدام المحلول المخفف منها لتعقيم وإزالة القواقع في احواض السمك (يجب التحكم في الجرعة) نظرًا، لأن أيونات النحاس سامة للأسماك.
أما الاستخدامات غير المشروعة لكبريتات النحاس، فتقول إن بعض الصيادين يستخدمونها لصيد السمك لأنها تتسبب في موت الأسماك، وللأسف تتسبب فى ضرر لمن يتناولها، مضيفة أن وكالة حماية البيئة الأمريكية تعتبر أن النحاس غير سام عمليًا للنحل وذو سمية معتدلة للطيور، ولكن وجدت الدراسات التي أجريت على العديد من الأنواع المائية أن النحاس شديد السمية للأسماك والحياة المائية، حيث تذوب كبريتات النحاس في الماء، وتنقسم إلى أيونات النحاس والكبريتات، ويسبب النحاس الزائد إنتاج جذور حرة سامة للخلايا (تتلف الخياشيم والكبد والكلى، الجهاز المناعي والجهاز العصبي للاسماك)، وبالتالى سامة لمن يتناولها.
وأوضحت أن الماكريل الأطلسي هو سمك من نفس فصيلة سمك الماكريل، لها ظهر داكن والجزء البطني لها ملون باللون الأبيض، لها إبرة دقيقة على الزعنفة الظهرية تمكنها من وخز أعدائها.
التأكد من صحة السمك
وتابعت هناك عدة طرق للتأكد من جودة الأسماك قبل شرائها، ومن هذه الطرق: «التأكد من طريقة تخزين الأسماك: يجب التأكد من تخزين الأسماك في درجة حرارة منخفضة ومناسبة، وعدم تركها لفترات طويلة خارج الثلاجة، التأكد من رائحة الأسماك: يجب أن تكون رائحة الأسماك طبيعية ولا تشمل أي رائحة كريهة أو غريبة».
كما أنه يجب التحقق من اللون والمظهر: يجب التحقق من أن لون الأسماك طبيعي ولا يوجد عليها أي بقع أو تغيرات في المظهر، والاستفسار عن مصدر الأسماك: يجب الاستفسار عن مصدر الأسماك والتأكد من أنها تم اصطيادها بشكل قانوني ومن مصادر موثوقة.
لا بد من اختبار الطعم: يمكن تجربة الأسماك قبل شرائها عن طريق تذوقها، ويجب أن يكون الطعم طبيعيًا دون أي نكهات غريبة، والاستعانة بخبير في المحل: يمكن الاستعانة بخبير في المحل للمساعدة في تحديد جودة الأسماك واختيار الأفضل، بالإضافة إلى ذلك، يجب شراء الأسماك من المحلات والبائعين الذين يتبعون المعايير الصحية والنظافة في تخزين الأسماك وتقديمها للعملاء.
