بحكم عملي الصحفي ودخولي معظم الهيئات الحكومية أستطيع أن المس مدى التغيير في التعامل بين المسؤول والمواطن، وما رسخته الجمهورية الجديدة من أسس تعيد الثقة التي كنا فقدناها لسنوات، ثقة ان هذا المسؤول موجود للتيسير وليس للتعقيد وأننا جميعا سواسية تحت مظلة القانون.
دقائق قضيتها في العديد من الهيئات الحكومية كانت كفيلة بإدخال السرور إلى نفسي، وخاصة أنني كنت أحمل أنات بعض المواطنين التي تصلني يوميا في باب صوت الناس، والتي منذ سنوات نحاول جاهدين أن نكون سببا في حلها أحيانا دون أن نرى أصحابها لكن تصلنا أوجاعهم من مختلف محافظات مصر.
وللحق مهما كانت الرقابة ليس هناك أعلى من الضمير ذلك الذي بدونه لن تستقيم كفتي ميزان العدل، رأينا نماذج شبابية تحمل الجينات الطيبة للمصريين، وتلك الشهامة التي بتنا نتحسسها، تلك النماذج التي تؤكد أن مصر دائما فيها الخير، وأن هذه الأرض تطرح الطيب دائما.
ثمة وجه شاب بإحدى وحدات المرور بالقليوبية يستحق تسليط الضوء عليه، لأنه كما كان هناك سلبيات كنا نشكو منها، كما كنا نشكو من الأبواب الموصدة، ثمة شئ مبهح في القطاعات الحكومية وهو إحساس المسؤولين بمعاناة الناس، إقناع الناس بالتزام القانون ليس بالشئ الهين لكن أن تعطي للمواطن التعليمات الواجبة بابتسامة وسعة صدر تجعله يتقبل الأمر ويستكمل إجراءاته مستريح النفس، وحدات المرور من أكثر الأماكن ازدحاما، سؤال كل لحظة لذا حينما تجد ضابطا شابا يستقبل كل هذا الكم والعدد بتواضع جم وبنفس الهدوء دون ضجر ولا غضب ولا تجاوز وجب أن تشد على يده وتثمن الجهد الذي يبذله ليكون مستقبله مستمرًا بتلك الروح الطيبة.. الرائد عبد العزيز البلبيسي، رئيس وحدة مرور طوخ، نموذج يستحق الإشادة والإشارة والشكر الذي وجدناه في أفواه المواطنين المتعاملين معه ومع وحدة المرور.
