رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الأحد، أن أوكرانيا ربما لا تتمكن من النصر على روسيا في الوقت الراهن بل إن الأمر قد يصبح ممكنا بحلول 2025.
وذكرت الصحيفة في مقال رأي كتبه ريتشارد بارونز، الجنرال السابق في الجيش البريطاني ونشرته عبر موقعها الالكتروني صباح اليوم أنه يتعين على حلفاء كييف تكثيف إنتاج الأسلحة لمنحها الوسائل اللازمة للتغلب على موسكو مرة واحدة وإلى الأبد.
وقالت إن الهجوم المضاد الحالي الذي تشنه أوكرانيا لن يؤدي إلى طرد روسيا ــ وهو ما لم يتوقعه أحد، كما أنه ليس من المرجح تقليص وجود القوات الروسية إلى النصف قبل حلول الشتاء، وهو ما ربما كان أحد الأهداف الأكثر تفاؤلًا. ومع ذلك، أظهر الهجوم كيف يمكن هزيمة الجيش الروسي، ولكن ليس في عام 2023. ومن هنا تزداد المحاوف من أن يمتنع الحلفاء الغربيون عن دعم كييف "طالما استغرق الأمر فترة أطول".
وأضافت الصحيفة أن التقدم المتواضع الذي تم إحرازه هذا الصيف يظهر أنه على الرغم من أن التغلب على دفاع تقليدي جيد الإعداد في ساحة المعركة قد يكون واحدًا من أصعب العمليات في الحرب، إلا أنه يمكن تحقيقه. ولم يخترق الجيش الأوكراني سوى الخط الأول من الخنادق للسيطرة على مدينة "روبوتاين" في الجنوب، بعد أن قاتل لأسابيع عبر حقول الألغام للوصول إلى هناك. وبلغ التقدم حوالي ثمانية أميال مع 55 ميلًا أخرى (عبر ثلاثة خطوط دفاعية) قبل الوصول إلى البحر بهدف رئيسي هو قطع الجسر البري إلى شبه جزيرة القرم. وإلى الشمال والجنوب من باخموت، يصل التقدم إلى حوالي خمسة أميال منها 10 أميال إلى خط الدفاع الروسي الرئيسي و60 ميلًا إلى الحدود.
وتابعت الصحيفة في مقالها أن أوكرانيا تمتلك دفاعًا جويًا كافيًا لتغطية حوالي ثلث البلاد كما تم حل النقص في ذخيرة المدفعية بشكل مؤقت فقط من خلال توفير الولايات المتحدة للقذائف العنقودية. ومع ذلك، سوف تحتاج أوكرانيا حتى منتصف عام 2024 لإعادة تشكيل قوة جوية قوية بما فيه الكفاية، نظرًا لأنها تعاني من نقص شديد في المعدات الأساسية اللازمة لإزالة الألغام. وإصلاح كل هذا سيمد أمد الحرب إلى العام المقبل على أقل تقدير.
وفي هذا، اعتبرت "فاينانشيال تايمز" أن هزيمة روسيا في أوكرانيا تعتمد على خمس خطوات حاسمة، من بين ذلك، أنه لا ينبغي لكييف أن تضغط من أجل تحقيق نجاح كبير في ساحة المعركة قبل أن تتوفر الوسائل اللازمة لتحقيق هذا النجاح. ليس من الأفضل أبدًا أن تكون الحرب حربًا قريبة المدى: فلابد من جعل أوكرانيا أقوى وروسيا أضعف، وإلا فسوف نصل إلى طريق مسدود.
وثانيا، أكدت الصحيفة البريطانية ضرورة مواصلة الضغط بلا هوادة على القوات الروسية طوال فصل الشتاء. وهذا يعني الحفاظ على عمليات "الضرب والإمساك" الناجحة ضمن حدود القوى العاملة المستدامة وإمدادات الذخيرة. كما أن تثبيت القوات الروسية في الجبهة سوف يؤدي بشكل مطرد إلى تآكل القوة والإرادة والاحتياطيات. كذلك، يتعين على أوكرانيا أن تعمل بشكل منهجي على إضعاف قبضة روسيا العسكرية على أراضيها حتى عام 2024 وما بعدها. إن تحطيم ذراع المدفعية أمر مهم، وكذلك الهجمات على أهداف أعمق في جميع أنحاء أوكرانيا بهدف هو تدمير القدرة العسكرية الروسية بشكل أسرع، مما يجعلها غير قادرة على الصمود في وجه أي هجوم أوكراني أقوى في المستقبل.
وأخيرا، أوضحت الصحيفة أنه يتعين على كييف تحييد أسطول البحر الأسود الروسي باعتباره محركًا لضربات صواريخ كروز المدمرة التي تشنها موسكو وقيدًا رئيسيًا على تصدير الحبوب. فالضربات الصاروخية الأوكرانية وقدرات الطائرات بدون طيار البحرية المتوسعة بسرعة يمكن أن تلحق الضرر بالسفن الروسية بشكل أسرع من استبدالها. وبحلول ربيع عام 2024، لن يلعب أسطول البحر الأسود أي دور رئيسي في هذه الحرب. كذلك، يتعين على أوكرانيا أن تفوز في ساحة المعركة حتى تتمكن من البقاء كدولة. ولا يشكل هذا النصر أهمية حيوية لأمن حلف شمال الأطلسي وعلاقته المستمرة مع روسيا فحسب، بل إنه سيؤثر أيضا على شهية الصين للمغامرة العسكرية.. حسبما قالت في ختام المقال.
العالم
فاينانشيال تايمز: أوكرانيا لا تستطيع النصر على روسيا الآن
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق