للمرة الأولى الراهبات الأفراميات بنات أم الرحمة يتحدثن لـ"البوابة القبطية"
مريم ياكو ووفاء ششا: عشنا ٣ سنوات فى عذاب اليم بسبب داعش
الأفراميات رهبنة لنساء وعذارى كرسن ذواتهن للصلاة والتعليم وتربية العائلات والحدب على الفقير واليتيم والمريض
كل جمعية رهبانية نسائية تأسست فى الكنيسة السريانية قديما وحديثا لم تأخذ لها شفيعا غير مار أفرام السريانى.. وسميت "جمعية الراهبات الأفراميات"
حلت بالعراق فترة زمنية تبدو كبيرة للبعض ولكن مرور أحداثها السريعة جعلتني أشعر وكأنها بضع ساعات قضيت أياما في أشهر الفنادق وليالي أخرى عشتها وسط الأخوات الراهبات الأفراميات، الأخت مريم ياكو، رئيسة الدير، والأخت وفاء ششّا، عشت بينهن ٧ أيام كن لي أخوة وسندا عشت معهن أجواء رهبنتهن فمن قال الرهبنة قاسية بالعكس كلها محبة ورحمة ..عاصرت معهن ترحيب مجموعة من أطفال حضانة العائلة المقدسة التي أسّسَتْها الأخوات الراهبات الإفراميات.
بي وبوجودي حاملين أغصان الزيتون ويافطات الترحيب، وهن يهتفن بأناشيد الفرح مما دفعني أن أنقل لقراء البوابة نيوز كيف أن الراهبات عشن وعانين في وجود داعش ومراحل التهجير كيف تمت وأيضا كيف نشأت الرهبنة ودورها ورغم كل ما عانين منه ما زلن يعطين الحياة للآخرين
إلى نص الحوار:
* سور مريم في البداية حدثينا عن الراهبات الأفراميات؟
** جمعية الراهبات الأفراميات بنات أم الرحمة أسسها الكاردينال جبرائيل الأول تبوني بمساعدة الراهبة الفرنسيسكانية ماري دي سانت أولد , سنة 1958، في مدرسة سيدة البشارة للبنات في بيروت، ثم انتقلت الرهبانية الفتية إلى بطحا في كسروان سنة 1966.
* لمن تنتمي هذه الرهبنة؟
** تنتمي الرهبانية إلى روحانية مار أفرام السرياني، لذلك دعيت بجمعية الراهبات الأفراميات أهم مراكزها في لبنان.
* ما أصول الحياة الرهبانية النسائية لدى السريان؟
** الحياة الرهبانية النسائية في الكنيسة السريانية وليدة القرون المسيحية الأولى فمنذ بداية القرن الرابع الميلادي نجد في هذه الكنيسة أثراً بارزا لنساء وعذارى كرسن ذواتهن للصلاة والتعليم وتربية العائلات والحدب على الفقير واليتيم والمريض، والانقطاع في مساكن الاعتكاف على أعمال التقشف والنسك.
* ماذا عن الحياة النسكية للنساء؟
** الحياة النسكية النسائية في كنيستنا السريانية، كما في الكنائس الشرقية إجمالاً لم تستطع التوسع أو الازدهار، فكانت الاضطرابات والغزوات تضع حداً لهذه الخبرات في هذا الشرق المضطرب لكن الحياة الرهبانية النسائية كانت تولد من جديد بعد كل نكبة.
* ماذا عن الرهبانية النسائية لدى السريان بعد اتحادهن بالكرسي الرسولي؟
** أول محاولة لدى الكنيسة السريانية المتحدة بروما عندما كثرت العبادات التقوية في حلب، أنشئت في عهد أسقفيته جمعية عابدات من الجماعات الكاثوليكية في حلب سنة 1660، على نسق راهبات دير حراش الذي أسسه الموارنة سنة 1642 بجوار قرية درعون بكسروان.
* وماذا عن أماكن إقامة الراهبات؟
** إقامتهن كانت في محل معتزل في دور أهاليهن كل اثنين أو ثلاث في محل واحد فلا يدخل عليهن سوى النساء ولم يكن يخرجن من ذلك البيت إلا أيام الآحاد والعيد لاستماع القداس وكان عليهن أزار أبيض أسوة بسائر نساء البلد وهن مصحوبات بنساء كاملات في العمر والورع وكان دأبهن تثقيف البنات في القراءة والتعليم المسيحي والاستعداد للاعتراف والتناول فأعجب الناس حتى المسلمون بسلوكهن.
* من الذي أسس جمعيه الأفرام المرسلين؟
** أسس الخورأسقف أفرام أحمر دقنة جمعية المرسلين الأفراميين عام 1881 في ماردين وعيّن في 1883 رئيسا عليها ثم رخص البطريرك المذكور للخورأسقف أحمر دقنة فأسس هذا الخوري القديس عام 1896 “جمعية الراهبات الأفراميات” مجدداً بذلك الحياة النسكية النسائية في الكنيسة السريانية، للصلاة ولخدمة المرضى والفقراء وإرشاد العائلات وتعليم الفتيات.
* كيف بدأت عملية نشأة الأديرة؟
** عام 1902 انتهى البطريرك أفرام الثاني رحماني من بناء دير صغير على جبل البياضة في قرية بطحا (لبنان)، وأسس بمرسوم بطريركي تاريخه 1902 جمعية نسائية باسم “الراهبات الأفراميات لإرشاد الجهال وخدمة المرضى والمعوزين” وبقيت جمعية “الراهبات الأفراميات” الجديدة في لبنان بعددها القليل تؤدي رسالتها.
* ما معنى الأفراميات؟
** الأفراميات هي للدلالة على انتساب هذه الرهبنة كسابقاتها إلى أبي الكنيسة السريانية ومعلمها وشفيعها أما لقب بنات أم الرحمة، فهو لقب أضيف على الاسم التقليدي على رغبة من الأخت ماري دي سانت أولد وهو لتذكير الراهبات الأفراميات: أولاً بتبني مريم العذراء لهن وبتأليفهن بها عائلة واحدة، ثانياً بكونهن أداة لإيصال رحمتها إلى نفوس أخوتهن.
* من الذي ينتمي لتلك الرهبنة والجمعية؟
** هي مرتكزة لخدمة طائفة السريان الكاثوليك تحت ولاية البطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي، وتسري عليهن قوانين الكنيسة ومراسيم الكرسي الرسولي.
* كيف كانت الانطلاقة لتلك الرهبنة؟
** ما إن استلمت الأخت ماري دي سانت أولد مهمة التأسيس حتى انطلقت تجول في أبرشيات الطائفة وتطلق فكرة الرهبنة الأفرامية محببة أهدافها ورسالتها الى الفتيات وانضم الى الرهبنة عام 1958 فتيات من أبرشية الحسكة وحلب وبيروت ثم بدأ عدد المنخرطات يزداد مع صيف 1959 ولما اتشحت الراهبات الثلاث الاول الثوب الرهباني في 1963 كان سببا لزيادة الرهبنة.
* ماذا عن أعمال الجمعية وانتشارها؟
** ما إن نمت هذه الجمعية الافرامية حتى شرعت تحقق غايتها وأهدافها في الرسالة والمشاريع الخيرية ضمن ابرشيات الطائفة ففي عام 1970 افتتح البطريرك انطون الثاني حايك ميتم “بيت الفتاة ” في بناية الكرسي الرسولي ومع العناية بالفتيات في الميتم استلمت الراهبات إدارة مدرسة سيدة البشارة وسيدة الرحمة للبنات في أبرشية بيروت.
وبسبب الحرب اضطررن إلى أن ينقلن الميتم إلى بلدة بطحا - حريصا في كسروان إلى دار عائد للطائفة كانت قد تمت فيها أول محاولة لتأسيس الرهبنة الأفرامية وذلك سنة 1903-1915 فلم تستمر وذلك بسبب الحرب الكونية الأولى.
* كيف تم الافتتاح للجمعيات الأفراميات؟
** في 24/9/1998 وبطلب من البطريرك مار باسيليوس موسى داود افتتحت الجمعية بيت سيدة الفرح للرسالة في أبرشية حمص وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، يعملن في مجال الأهتمام بالكنيسة وفي مجال التعليم المسيحي وتحضير الأطفال للمناولة الاحتفالية، وفي الأخويات، وفي مرافقة الأخويات في المخيمات وغيره.
* رغم كل تلك المحاولات للاستمرار في الرهبنة كيف قمتم بمواجهة داعش بمفردكما؟
** كله ترك بيوتهم ومحلاتهم كما هى بالأكل والأوانى والأغراض وحتى محلات الدولة ومخازنها اللى مخزنة من سنين وضعوا أيديهم عليها وعندما رجعنا ما وجدنا أى شيء ووجدنا القمامة أسفل السلالم والطاولات بالخارج وكل شيء أخرجوه بالشارع بالمطر والأتربة وكانوا كاتبين أشياء سيئة على الجدران بالمنازل والمذبح مدمر بالحديقة والكراسي حتى عندما لا نجد ما هو سليم ليستخدم ومع ذلك لم نخف ولم نترك بلدنا عدنا وبدانا من جديد.
* لكن عندما ذهبوا دير بنى الأثري طلبوا دفع جزية؟
** نعم هذه المنطقة سقطت في البداية.
* ما أول بلد سقطت في أيدى داعش؟
** أخدوا سنجار أولا وأخدوا صبايا واغتصبوهن وباعوهن وكانت سنجار أكثر مكان أخذوا منه صبايا وبعد ذلك قمنا نحن بإخراج صبايا لدينا من هنا فورا وإلا لكانت داعش قاموا بأخذهم وبيعهم واغتصابهم وهنا الشيعة هربت وأربيل استقبلت المسيحيين بلا أى شيء وأى أحد يرى شخصا بالصليب على الحدود يقوم بتمريره لأربيل ولكوردستان وداعش كان هدفه يهجر المسيحيين.
ويقتل اليزادين وفي وقت ما فاتوا على سنجار والموصل لأنهم أخذوا الموصل مع سنجار بنفس الوقت وسنجار عملوا فيها أشياء كثيرة لأنهم قاموا بتوثيق كل ما فعلوا بالهواتف ووقت ما راى العالم ذلك خاف وأى أحد رأى ما حدث في سنجار خاف وهرب.
ووقت ما فاتوا على الموصل العالم خافوا راحوا أول تهجير كان على كوردستان وبقيوا هناك أسبوعا ووقت ما شعروا أن داعش لن يدخل المنطقة عادوا لمكانهم ثم حدث التهجير الثانى عندها بدأ ضرب المدافع ووقتها بدأت الناس تتوفى.
* كيف تمت أول عملية تهجير؟
** في التهجير الأول الناس خرجت إلى سمان وتانى مرة خرجوا بالليل من 12 مساء إلى 2 بالليل وطول الطريق لا يوجد سيارة من كثرة الناس الخارجة للتهجير وبقي الأفراد الكبيرة أو الناس اللى ما قدرت تتحرك في وقت التهجير وما أخذوا أى شيء والناس تركت فلوسها بالمنازل من سرعة التهجير وضيق الوقت وبعد ذلك دخلت داعش على المنطقة.
* ما الدافع وراء تلك الرهبنيات؟
** تعملنّ بتواضع وصدق لتؤدي الرسالة، ولتحيا وتؤمن عيشها. تقدم الراهبات حياتهنّ متحدات مع المسيح يسوع لمجد الله وخلاص كل إنسان لبناء الملكوت. هذه الجمعية شأنها شأن كل الجمعيات التي لا تخلو من الصعوبات ومع هذا ما زالت مستمرة بمعونة الله.