أجرت الحوار: داليا عبدالرحيم
أعده للنشر: محمد غنوم ومحمود سمير وتصوير: محمد سويلم
نحتاج إلى بذل العديد من الجهود لإعادة الصورة التى ورثناها عن رسول الله والصحابة والتابعين والعلماء
عقدنا مؤتمر «التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد فى الخارج» عندما لاحظنا أن الأئمة بالخارج يحتاجون إلى تأهيل وتدريب من أجل تصويب الخطاب الدينى
مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة نتج عنه ما يزيد على 700 تقرير تدور حول التنظيمات المتطرفة فى العالم
المسلمون الأوائل عندما ذهبوا إلى الغرب لم يكن خطابهم الدينى بمثل ما نحن عليه الآن.. كانت الأخلاق والسلوك الحضارى هما الأساس فى التعامل
التقت داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز»، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية لملف الإسلام السياسى بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فضيلة الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، أحد أهم علماء الإسلام، ورئيس المجلس الأعلى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.. حضر اللقاء الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، ورئيس مركز سلام لمكافحة التطرف.. كما حضره الكاتب الصحفى محمود حامد مدير عام تحرير «البوابة».
فى بداية حديثه، قال فضيلة المفتى إن الإسلام جاء رحمة للعالمين جميعًا وجاء لبناء الإنسان والذى ينطلق من خلال هذا البناء إلى العمران والبناء الحقيقى والخلافة الحقيقية عن الله فى الأرض.. وأكد مفتى الجمهورية خلال حواره، أننا لا يمكن أن ننسب التطرف لدين بعينه، ولا بد من العودة مرة أخرى للطريق القويم والصحيح، ولا بد من إيجاد القواسم المشتركة التى نعيش من خلالها فنحن جميعًا أبناء الكرة الأرضية.. وإلى نص الحوار:
■ بدايةً.. الإسلام والمسلمون مُتَهمون فى الغرب دائمًا بالإرهاب.. ماذا فعلت المؤسسات الإسلامية لتصحيح هذه الرؤية؟
فضيلة المفتي: الإسلام جاء رحمة للعالمين جميعًا.. جاء لبناء الإنسان، والذى ينطلق من خلال هذا البناء إلى العمران والبناء الحقيقى والخلافة الحقيقية عن الله فى الأرض، والإسلام يكون فى نطاقه الحضارى المتقدم إذا وصلت صورته إلى العالم بصورته التى تركها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفسير الصحيح لما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك نحن نحتاج إلى بذل العديد من الجهود لإعادة الصورة التى ورثناها عن سيدنا رسول الله والصحابة والتابعين والعلماء وعن أثر الحضارة الإسلامية فى العالم كله.. نحن نريد أن نعيد هذه الصورة بأن الإسلام جاء أولًا ليبني، جاء للتعاون والتشارك ولم يفترض أن يكون هو فقط فى هذا الكون بل إن دلالة النصوص الشرعية على أن الإنسان المسلم يعلم تمام العلم ويوقن تمام اليقين بأنه ليس وحده وأن التنوع والاختلاف سنة كونية أرادها الله سبحانه وتعالى فى قوله (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة)، وفى قوله (ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعًا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).. وأمام قضية التنوع التى هى سنة كونية لا بد من أن توجد الوسائل لكيفية التعامل مع العالم كله ومع الآخرين بما يفترض بالنسبة لنا نحن المسلمين "التعاون والتشارك لا الصراع" ولذلك نحن نرفض رفضًا تامًا قضية الصراع أو وجود ما يسمى بـ "صراع الحضارات" بل هناك تكامل وحوار للحضارات وإيجاد مساحة مشتركة، وما أكثر هذه المساحات المشتركة فيما بين الإنسان المسلم وبين غيره فى الكون كله.
■ هل هناك برنامج محدد لدار الإفتاء المصرية أو مشروع لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام فى الغرب؟
فى أغسطس ٢٠١٥، عقدنا أول مؤتمر لدار الإفتاء المصرية تحت عنوان "الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل:، ونتج عن هذا المؤتمر توصية على إنشاء أمانة عامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم بقصد التواصل والحوار فيما بيننا فى القضايا المهمة كمفتيين على مستوى العالم الاسلامى والعالم على وجه العموم، وبالفعل فى ١٥ ديسمبر ٢٠١٥ تم إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم والتى أنشأت جملة من المشاريع المنسوبة للأمانة ودار الافتاء المصرية وهى جهد مصرى حقيقي.. بعد ذلك عقدنا ٧ مؤتمرات باسم الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، وبالفعل لاحظنا أن المراكز الاسلامية بالخارج والأئمة بالخارج يحتاجون إلى تأهيل وتدريب من أجل رصانة الخطاب الدينى ومن أجل تصحيح المسار فى كثير من القضايا ولذلك عقدنا مؤتمرًا بعنوان "التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد فى الخارج" وجاء إلينا وفود كثيرة يعرضون وجهة نظرهم فى هذا الأمر، والحقيقة كان المؤتمر مثمرًا، فى هذا الإطار أيضا وبعد أن قدم مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة الذى أنشأته دار الافتاء المصرية فى يناير ٢٠١٤ عملًا متقًنا فى قضية الرصد والتحليل وكتابة التقارير، ونتج عن هذا المرصد ما يزيد على ٧٠٠ تقرير تدور حول التنظيمات المتطرفة فى العالم والتى اعتمدت النصوص الشرعية فى تفسيراتها وتأويلاتها بعيدًا عن ارض الواقع وفى ظل الفهم الصحيح للدين الإسلامي، ولذلك فإن هذا المرصد درس حالات عديدة ورصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة وأوجد المعايير العلمية التى تنبنى عليها الفتوى وعرضنا هذه الفتاوى التكفيرية والمتشددة على المعايير التى نسير عليها ووجدنا خللا كبيرا فى هذه الفتاوى فقمنا بكتابة التقارير التى تعمل فى هذا الاتجاه.
تطور هذا المرصد إلى مركز سلام لدراسات التطرف والذى عقد أول مؤتمر له فى شهر يونيو عام ٢٠٢٢، وحضر هذا المؤتمر العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية على رأسها المسئولون عن مكافحة التطرف فى الأمم المتحدة ويتقدمهم الدكتور جاهنكير خان.
■ جماعات الإسلام السياسى تنتشر وتتوغل فى الغرب عن طريق السيطرة على المساجد.. هل قدمت مصر عن طريق دار الإفتاء مشروع للتعاون مع حكومات الغرب فيما يتعلق بإرسال أئمة لبعض المساجد هناك لإحلالهم محل الأئمة الحاليين؟
امتدادا لهذا الحضور فى مؤتمر مركز سلام ذهبنا إلى الأمم المتحدة فى شهر يونيو الماضى بعد المؤتمر بسنة، والتقينا بالمسئول عن حوار الحضارات والمسئول عن مكافحة التطرف، وعرضنا وجهة نظرنا فى تجديد الخطاب الدينى وكيفية مكافحة التطرف وليس فقط على مستوى الإسلام لكن هناك متطرفين من أتباع ديانات أخرى، لذا لا يمكن أن ننسب التطرف للديانات أو لدين بعينه.
وفيما يختص بدورنا كدار الإفتاء المصرية بالفعل نحن نرسل علماء الدار إلى أماكن متعددة فى العالم فى مناسبات ومؤتمرات مختلفة وبلا شك أن الخطاب الذى تطرحه دار الافتاء المصرية ضمن الخطابات المتعددة مؤثر فى الحضور فى هذا الوقت، ويوجد بعثة أزهرية مستمرة للتعليم وأيضا أئمة يرسلون فى شهر رمضان الكريم من قبل وزارة الاوقاف المصرية، لكن على مستوى دار الافتاء المصرية نحن نرسل علماء الدار فى مناسبات مختلفة، ونريد أن نؤكد أننا أنشأنا تطبيق على الهواتف الذكية باسم: "فتوى برو" باللغتين الإنجليزية والفرنسية لنضع أقدامنا فى الموضع الصحيح فى سبيل تصويب الخطاب فى الغرب لأن هذا التطبيق موجه للعقل الغربى ولذلك حتى الفتاوى والافكار التى تطرح فى هذا التطبيق هى موجهة بأسلوب يفهمه العقل الغربى وليس بأسلوب الفتوى فى مصر أو العالم العربى فنحن نراعى السياق ومن نخاطب فى مثل هذا التطبيق لذلك أظن بعد أن يضع هذا التطبيق كل إمكانياته سوف ينافس ويأخذ مكانه بين الآخرين فى سبيل إيجاد خطاب دينى مستنير ومعتدل يصدر من مصر العظيمة بتاريخها.
■ في وقت سابق أصدر وزير التربية والتعليم الفرنسي قرارًا بمنع دخول الطالبات حال ارتدائهم العبايات أو الحجاب.. من وجهة نظركم كيف ترون هذا القرار؟ وهل للتمسك بالزي الاسلامي (الحجاب على سبيل المثال) في الغرب وعدم الاندماج في تلك المجتمعات ضرورة يحض عليها الدين الإسلامي أم هي شعارات سياسية استفادت منها جماعات الإسلام السياسي للتوغل والانتشار؟
الالتزام بالأحكام الشرعية لا يقتصر على فرنسا فقط أو غيرها من الدول وإنما هى ثابته من حيث الأصل ثم إذا ما حدثت حالة فردية تستدعى أن تغير هذه الاحكام لمواجهة ظروف طارئة يجب أن يصدر الحكم فى حدود الضرورة والحاجة التى تنزل منزلة الضرورة وهو ما يضبط الخطاب الدينى فى هذه الحالة لذلك المسلم يستطيع أن يعيش بأريحية شديدة جدًا فى كل الكون ويستطيع أن يندمج وأظن أن تجربة المسلمين الأوائل عندما ذهبوا إلى تلك الأماكن فى الغرب لم يكونوا بخطابهم الدينى فى هذا الوقت بمثل ما نحن عليه الآن.. وإنما كانت تصدر الأخلاق والسلوك الحضارى قبل الكلام الذى يفصح عن شخصية المسلم ويدعو إلى التساؤل عن هذا الانسان من هو وماذا يتبنى، إذا اتضحت هذه الصورة الأخلاقية أولًا وصورة السلوك الحضارى أظن بأن القلوب ستفتح أكيد قبل الأماكن وسيكون المسلم فى مرحلة اندماج ايجابى حقيقى فى المجتمع الذى يعيش فيه..
ونحن فى الفتوى نقول لا بد من احترام الخصوصيات.. الفتوى عندما تنزل إلى أرض الواقع تراعى فى أبعادها الخصوصية التى عليها المجتمعات والتى عليها الأفراد والأحوال ولذلك عندنا الفتوى تتغير بتغير الأحوال والأزمان والأماكن والأشخاص بما يعنى أن الفتوى مراعية للحالة ومتطورة مع الواقع وتعالج الواقع بأريحية كبيرة جدًا ولذلك نحن ندعوا المسلم دائما إلى أن يكون إنسانًا ايجابيًا فى أى موقع من المواقع التى يعيش فيها.
وفى هذا الشأن فكرنا فى ملتقى للعلماء الذين يعنون بدراسة قضايا الاقليات فى العالم الغربى وهذا الملتقى نفكر فيه ونرتب له فى أن نجمع كل المعنيين بدراسة واقع الأقليات وفقه الأقليات فى الخارج بأن نجلس سويًا على الطاولة ونتناقش فى هذه القضايا وكيف لهذا الانسان المسلم أن يحافظ على شخصيته وهويته الإسلامية ويعيش فى هذا المجتمع الذى ربما لا يعترف ببعض الخصوصيات له وكيف يعيش فيه مع الاحتفاظ التام بهذه الشخصية المسلمة ويكون فى نفس الوقت مؤديًا لدور ايجابى فى تلك المجتمعات.
وعمومًا، لا أحب التعامل بازدواجية إذا كان سيطبق القرار على كل الفئات دون التمييز فإن على المسلم أن يندمج فى هذا المجتمع، الإسلام ليس له زى محدد الشكل، ولذلك المسلم يستطيع أن يعيش فى أى مجتمع من المجتمعات محافظًا على هويته، والهوية هى الإيمان والأخلاق، كما أن الاحتشام والستر هو جزء لا يتجزأ من أحكام الشريعة وهذه الحشمة يُعَّبر عنها بهذا التعبير وهو الحجاب، والحجاب ليس له شكل معين إنما له مواصفات معينه، والزى عمومًا خاضع لثقافات الشعوب فمثلًا فى روسيا نجد أن المرأة تفضل ارتداء البالطو والقبعة فهى بذلك قد احتشمت، والمسلمة عليها أن ترتدى من الثياب ما تمليه عليها الثقافة أو البيئة بما يستر جسدها ولا يكشف إلا عن الوجه واليدين بأى زى تستطيع ارتداءه فى أى مجتمع من المجتمعات، فنحن لا نحدد شكلًا نمطيًا للزى الذى ترتديه المرأة ولكن نضع أوصافًا لهذا الزى بحيث لا يكشف ولا يشف ولا يصف ولا يظهر إلا الوجه والكفين.
والمسلم يستطيع أن يتحرك من خلال الأحكام الشرعية فى حال السعة وحال الاضطرار بما يجعله يعيش فى هذه المجتمعات ويعيش حتى فى مجتمعنا، على سبيل المثال لو ان الانسان يعيش فى مصر ثم استدعت ظروف معينة ان يخرج عن النمط العام فى الاحكام لظروف طارئة عنده لن نجبره ان يظل على ظروفه الحالية.
■ نعلم أن لكم تجربة فى بريطانيا وبخاصةً فى مجلس العموم البريطاني.. كيف نستقم لهذه التجربة وما هى نتائجها وماذا كانت محددات خطابكم هناك؟
تجربة كانت ناجحة فى تقديرى الشخصى ووفق المعطيات التى كانت تغطيها التجربة فى هذا الوقت لهذه الزيارة اولا نالت اهتماما كبيرا على مستوى الداخل والخارج كان الهدف هو توضيح الصورة وايصال رسالة الاسلام فى نمطها الصحيح وصورتها الصحيحة غير هذا الفكر الذى عرض عليهم ولذلك هناك خطاب أُلقى أمام مجلس العموم البريطانى وايضًا تقرير وزع عن جذور العنف لدى الاخوان وهناك محاضرة كانت مهمة للغاية ألقيت فى جامعة إكسفورد حول "من يتحدث باسم الإسلام" وهذا صلب المسألة من الذى سيتحدث هل هذه الجماعة؟ فوضعنا إطارًا عن الذى يتحدث عن الإسلام فى ثوبه الصحيح والنقى وهو الشخص الذى تخصص وتعلم ودرس فى معاهد معترف بها كالأزهر الشريف والقرويين فى المغرب والزيتونة فى تونس ومحاضر العلم فى اليمن مثلها من هذه المدارس العلمية التى تلتقى حول هدف واحد وهو الاسلام الصحيح الذى يحقق استقرار المجتمعات والذى ينبى ويحافظ على شخصية الإنسان المسلم أما من يستغل الدين للوصول لأغراض سياسية فخطابه فى الحقيقة ليس معتمدًا.
■ هل بالإمكان أن يحدثنا فضيلتكم عن التحول الرقمى فى مجال الإفتاء؟
لدار الإفتاء المصرية تجربة فريدة وسابقة فى الدخول بقوة إلى هذا المجال الحيوي؛ وهى تنطلق فى ذلك من خلال رؤية استراتيجية متكاملة شملت ميكنة العمل فيها وتعزيز وتطوير خدمات دار الإفتاء الشرعيَّة، التى تقدمها للمسلمين فى جميع أنحاء العالم، ومن ورائها منهجية شرعية علمية رصينة، مع رؤية متناسقة ومنسجمة للإنسان والكون والحياة.
فالأجيال المعاصرة تعيش فى ظل التطوُّر التكنولوجى الهائل والسريع مرحلة جديدة؛ حيث تعددية الاتصال والثورة الرقمية التى توغلت فى جميع المجالات، واندمجت فيها مختلف التخصصات.
وقد أصبح هذا التطور أمرًا جوهريًّا فى مسيرة نجاح المؤسسات الإفتائية التى تعتمد وبدرجة كبيرة على قدرتها وعزمها على تبنى عملية الرقمنة وتطويرها؛ لتقوم من خلالها بأداء مهامها فى إرشاد الأمة وتوعية أفرادها بالأحكام الشرعيَّة، خاصة أن المعلومات بأبعادها الثلاثة (النصى والصوتى والمرئي) بات التعبير عنها عبر الوسائل الرقمية المتنوعة أسبق من الكلمة المكتوبة والمطبوعة.
ويضاف إلى ذلك أن التطوُّر الرقمى أسهم وبصورة مباشرة فى طرح أنماط جديدة على ساحة الخطاب الدينى والبحث الفقهي، متزامنة مع انتشار للتيارات المتشددة والإرهابية عبر هذا الفضاء الواسع وأفكارهم الهدامة، مما يستوجب على المؤسسات الإفتائية أن تدخل وبقوة هذا المجال بفرصه الواعدة؛ لأن هذه المؤسسات الراسخة تنتهج منهجًا منفتحًا على العالمين، تنطلق فيه من مقصد شرعى أصيل يستمد من قول الله تعالى فى حق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧]، فضلًا عن شعور علمائها والقائمين على شئونها بأن الأمانة تفرض عليهم المساهمة بفاعلية فى نشر المعرفة الصحيحة، وبناء الوطن، ونهضة الأمة، وإسعاد الإنسانية.
لقد بدأتم فى إنشاء فروع لدار الإفتاء بالمحافظات هل بالإمكان معرفة أسباب ذلك؟
الدار توجهت لإنشاء فروع جديدة لها فى محافظات مصر؛ تنفيذًا لخطتها الاستراتيجية الخمسية التى بدأتها الدار، وتهدف فى المقام الأول إلى تعزيز قنوات الاتصال مع الجمهور، والتيسير عليهم للحصول على الفتوى الصحيحة من أمناء الفتوى المتخصصين بدار الإفتاء، وغيرها من الخدمات الشرعية.
آخر إنجازات المؤشر العالمى للفتوى
أهم إنجازات المؤشر العالمى للفتوى نشر أكثر من (٧٥) إصدارًا متنوعًا بين الإصدارات الرصدية أو التحليلية، التى ضمَّت التقارير المختصرة أو البيانات أو الدراسات الموسعة، وكان أهمها التقرير السنوى الرئيسى للمؤشر العالمى للفتوى، وهو تقرير سنوى يصدر لتحليل للخطاب الإفتائى فى العالم.
وقد تمثلت جهود المؤشر خلال العام ٢٠٢٢م فى رصد وتحليل الخطاب الإفتائى محليًّا وعالميًّا للتصدى لكافة الظواهر السلبية المتعلقة بالخطاب الإفتائى وتفنيدها، حيث تم الاعتماد على محرك البحث الإلكترونى للمؤشر فى رصد الفتاوى والقضايا المتعلقة بها، وتقديم المعالجة لتلك القضايا. وتمخضت هذه المعالجة عن مجموعة من التقارير التحليلية، والدراسات النوعية، وتقديرات الموقف والبيانات والتقارير الإعلامية، والأبحاث المحكمة.
وقد أصدر المؤشر تقريرًا شاملًا لحصاد المؤشر السنوي، تحت عنوان "اجتهاد إفتائى فى المستجدات.. وتصدٍّ حثيث للتطرف"، وهو التقرير المعتمد على رصد وتحليل ما قارب (٤٠٠٠٠٠) فتوى بالاعتماد على محرك البحث الإلكترونى للمؤشر، ويقوم على التحليل الإحصائى الموضوعى للفتاوى خلال العام.