الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"زي النهاردة".. 3 كوارث عالمية راح ضحيتها الآلاف.. زلزال كانتو العظي.. كارثة جوية لطائرة كورية.. وذريعة "قلايفتز" تشعل فتيل الحرب العالمية بغزو نازي على بولندا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الحادية عشر و58 دقيقة ظهرًا، في الاول من سبتمبر عام 1923 كانت اليابان على موعد مع واحدة من أكبر الكوارث في الهالم حينما وقع زلزال كانتو العظيم الذي راح ضحيته ما يزيز عن 105 آلاف شخص، بعدما ضرب ضرب الزلزال المنطقة الحضرية بالعاصمة اليابانية طوكيو بالإضافة إلى 6 مدن أخرى.

ووقع الزلزال في الساعة الساعة 11:58 صباحًا في الأول من سبتمبر، كان مركز الزلزال أسفل خليج ساغامي، على طول الخط المعروف باسم حوض ساغامي، تم تصنيفه عند المستوى الأقصى الذي يصل إلى 7 على مقياس الشدة الياباني في جبال محافظة كاناغاوا الغربية، على مقربة من مركز الزلزال، كانت هناك انهيارات أرضية وتدفق حطام، بينما كان هناك على طول الساحل كانت هناك أضرار وخسائر ناتجة عن تسونامي.

وتسبب الزلزال العظيم في انهيار العديد من المباني في المنطقة الحضرية، حيث وقع الزلزال وقت الغداء، كان الناس يعدون الطعام وخرجت النيران التي أشعلت من أجل إعدادا لطعام عن السيطرة في وقت واحد في العديد من الأماكن، مما أدى إلى نشوب حرائق ضخمة استمرت حوالي يومين.

ولعل من أبرز الخسائر المادية لزلزال كانتو العظيم، تدمير ما مجموعه 370.000 منزل فمنها ما التهمته النيران ومنها ما جرفته أمواج التسونامي بعيدا، أو دفنت تحت الأنقاض، وتوفي أكثر من 105 آلاف شخص فيما سجل الآلاف في عداد المفقودين، من بين ضحايا الزلزال نحو 92 ألف شخص، أو ما يقرب من 90%، فقدوا حياتهم في الحرائق واسعة النطاق التي اندلعت جراء الزلزال.

وتكبدت مدينتي طوكيو ويوكوهاما نصيب الأسد من الضحايا، حيث سجلت 95  ألف حالة وفاة في المدينتين بواقع أكثر من 90% من الضحايا الذين قضوا معظم في الأضرار الهائلة التي سببها زلزال كانتو العظيم كانت بسبب تلك الحرائق الهائلة، بحسب البيانات الواردة في تقرير زلزال كانتو العظيم الصادر عن مجلس إدارة الكوارث في اليابان لعام 1923. 

في وقت وقوع الزلزال، ساعدت المناطق المفتوحة في حديقة شيبا، وحديقة هيبيا، وحديقة أوينو في وقف انتشار الحرائق. كجزء من جهود الإنعاش بعد الزلزال، تم إنشاء 3 حدائق كبيرة جديدة - حديقة هاماتشو، حديقة سوميدا، وحديقة كينشي - إلى جانب عدد كبير من المساحات الخضراء الأصغر، والتي لا تزال تستخدم من قبل المواطنين المحليين اليوم للهروب من صخب المدينة.

في العقود التي تلت الزلزال، طرأ تحسن كبير على التكنولوجيا المقاومة للزلازل ونظم إدارة الكوارث الحضرية، كما زاد وعي المواطنين أيضًا. من ناحية أخرى، ارتفع عدد المباني الشاهقة وتعقيد شبكة النقل إلى مستويات لا تضاهى حتى عام 1923. ومع ذلك، بما أنه الزلزال الرئيسي الوحيد الذي ضرب العاصمة في العصر الحديث، فإن زلزال كانتو العظيم ما زال مفيدًا لمخططي المدينة.

"حادثة قلايفتز".. ذريعة هتلر لإشعال الحرب العالمية

في 31 أغسطس 1939، كان العالم على موعد مع خديعة كبرى حيث استغل "هتلر" حادثًا مزيفا ليعلن الحرب عن الشرارة الأولى للحرب، ولعل الحادث المزيف الذي وقع على محطة راديو ألمانية تدعى سيندر قلايفتز في منطقة قلايفتز.

وكانت حادثة قلايفتز هجومًا مزيفًا نفذته قوات نازية تظاهرت بأنها بولندية، عشية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وهذا الاستفزاز كان الأكثر شهرة بين عدة إجراءات في عملية هيملر، وهي سلسلة من العمليات غير التقليدية والتي نفذتها وحدات النخبة النازية (تعرف أيضًا باسم الأس أس SS أو شوتزشتافل) بغرض تحقيق أهداف البروباجاندا الألمانية النازية مطلع الحرب، قصد بها خلق مظهر من العدوان البولندي ضد ألمانيا من أجل تبرير غزو بولندا الذي لحقها.

وفي 1 سبتمبر، أعلن هتلر غزو بولندا ردا على الحادث المزيف، وعرف الغزو باسم "حملة سبتمبر"، وهو هجوم مزدوج شنته القوات الألمانية والسوفيتية عام 1939 على الجمهورية البولندية، بدأ الهجوم الألماني في 1 سبتمبر 1939 وبدأ الهجوم السوفيتي في 17 سبتمبر، وقد تقاسم البلدان الأراضي البولندية طبقا للاتفاق الألماني السوفيتي المبرم بينهما قبل اسبوع من بدأ الحرب في 23 أغسطس 1939.

يشكل غزو بولندا بداية الحرب العالمية الثانية إذ سرعان ما أعلنت المملكة المتحدة الحرب على ألمانيا في 3 سبتمبر تبعتها في ذلك فرنسا، في 29 سبتمبر تم التوصل إلى اتفاق ألماني روسي لترسيم الحدود الجديدة، وتقسيم بولندا (ثلث للروس، وثلثان للألمان) وانتهى اجتياح بولندا في 6 أكتوبر مخلفا خسائرا في صفوف الجيش البولندي بلغت نحو 66 ألف قتيل و694 ألف أسير فيما أنسحبت القوات البحرية البولندية إلى المملكة المتحدة.

خلفية تاريخية للغزو النازي

بعد أن سُجن أدولف هتلر بعد فشل انقلابه على حكومة بافاريا في نوفمبر 1923، قام بتأليف كتابه كفاحي، وكان مما بينه فيه ضرورة توسع الشعب الألماني، أولا باستعادة كل الأراضي التي يقطنها أخوتهم الألمان في دول أخرى، ثم التوسع نحو الشرق، أي على حساب الاتحاد السوفيتي.

قام هتلر بضم النمسا في مارس 1938، ثم منحته معاهدة ميونخ في سبتمبر 1938 إقليم السوديت في جمهورية تشيكوسلوفاكيا، ثم استولى على ما تبقى من جمهورية التشيك في مارس 1939، في حين تولى حكم سلوفاكيا نظام موالٍ للنازيين يرأسه جوزيف تيسو.

كانت بولندا في السابق مقسمة ما بين الإمبراطورية الروسية، والإمبراطورية الألمانية وبعد الحرب العالمية الأولى ظهرت دولة بولندا بأخذها أراضي من الإمبراطوريتين السابقتين منحتها لها معاهدة فرساي، وقد منحتها المعاهدة ممرًا على بحر البلطيق سمي الممر البولندي، إضافة إلى مدينة دانزيغ ذات الغالبية الألمانية، التي يديرها مفوض من عصبة الأمم.

بعد وصول هتلر إلى السلطة عام 1933، بدأ رويدًا رويدًا تنفيذ مشروعه التوسعي حسب ما تمت الإشارة إليه، وباستيلائه على جمهورية التشيك في مارس عام 1939 صار الآن يفكر في الخطوة التالية، وهي التوسع على حساب بولندا، فبدأ بتصعيد الوضع بالمطالبة بضم الأراضي التي يقطنها الألمان، ولأنه انتهك معاهدة ميونخ، لم تعد حكومات بريطانيا وفرنسا تثقان به، فاتسع نطاق التوتر، ثم فوجئ الحلفاء الغربيون بتوقيع حكومة ألمانيا مع حكومة الاتحاد السوفيتي اتفاقية عدم اعتداء في 23 أغسطس 1939، لكن الحلفاء الغربيون لم يكونوا يعلمون بالبنود السرية في هذا الاتفاق والتي تتضمن تقسيم بولندا بين الدولتين في حال احتلالها.

ظلت الاتصالات الدبلوماسية تجري حتى بعد يومين من اندلاع الحرب في 1 سبتمبر 1939 محاولة الوصول على حل سلمي، ولم يكن هتلر جادًا في التوصل إلى هذا الحل إذ أنه كان يعد العدة لهذا الغزو.

أسرار الرحلة 007 الكورية.. كارثة جوية سوفيتية

في 1 سبتمبر 1983، سيرت الخطوط الجوية الكورية الرحلة 007، والتي كانت رحلة اعتيادية لناقلة مدنية من طراز بوينغ 747 تابعة لشركة الخطوط الجوية الكورية من مطار جون إف كينيدي في مدينة نيويورك إلى مطار غيمبو الدولي في مدينة سيوول عبر مدينة أنكوريج جنوبي ألاسكا، إلا أن طائرة الركاب الكورية قد أسقطت عن عمد بعد قليل من اقلاعها. 

وبعد تحقيقات وبحث كشفت الحقيقة حيث أُسقطت الطائرة الكورية بطائرة اعتراضية سوفييتية في 1 سبتمبر 1983 فوق بحر اليابان قرب جزيرة سخالين في منطقة جوية سوفييتية محظورة. حيث ضلت طريقها فوق المنطقة نتيجة خطأ ملاحي، وقتل إثر الحادث جميع من كان على متنها من ركاب وطاقم وعددهم 269 شخصا من 16 جنسية، بينهم لورانس ماكدونالد  والذي كان وقتها نائبا في مجلس النواب الأمريكي.

قوبل الحادث في البداية بإنكار سوفيتي، إلا أنه بعد أيام اعترف الاتحاد السوفييتي بإسقاطه الطائرة زاعما بأنها كانت في مهمة تجسس، أكد المسؤولين أنها "استفزاز متعمد من قبل الولايات المتحدة" لاختبار مدى استعداد الجيش السوفييتي، فيما اتهمت الولايات المتحدة الاتحاد السوفييتي بإعاقة جهود البحث والإنقاذ، علاوة على ذلك قام الجيش السوفييتي بإخفاء وطمس أدلة عن التحقيقات التي قامت بها المنظمة الدولية للطيران المدني ولاسيما سجلات بيانات الرحلة والذي أُفرج عنها في نهاية المطاف بعد سبع سنوات إثر تغيير لحكومة.

وأظهرت محاضر ومسجل بيانات الرحلة التي سمح الاتحاد الروسي بصدورها بعد التفاصيل حول الحادثة، ونتيجة للحادثة قامت الولايات المتحدة بتعديل كافة مسارات الترانزيث المارة عبر ألاسكا، فيما تم تطوير الطيار الآلي المستخدم على الطائرات ليكون أكثر أمانا، فيما أمر الرئيس الأمريكي وقتها رونالد ريغان الجيش بجعل جي بي إس (GPS) متوفرا للاستخدام المدني لكي يتم تجنب الأخطاء الملاحية الشبيهة التي أدت إلى تلك الحادثة.