تُحيي الكنيسة القبطية الإرثوذكسية اليوم ذكرى وفاة البابا مكاريوس الثالث البطريرك بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 114، حيث رحل قداسته عن عالمنا في عام 1945م عن عمر يناهز الـ73 عاماً.
وذكر الكتاب التاريخي الكنسي “السنكسار” قصة حياة الأنبا بيشوي كالآتي:
فى مثل هذا اليوم من سنة 661 ش 1945 م تنيح القديس البابا مكاريوس الثالث البطريرك 114 من بطاركة الكرازة المرقسية .
ولد بمدينة المحلة الكبرى من أسرة تقية تسمى أسرة القسيس فنشأ على التقوى والفضيلة وكان منذ صباه محبا للهدوء وفي سن 16 ترهب بدير القديس الأنبا بيشوي باسم الراهب عبد المسيح فتفرغ للعبادة ودرس الكتاب المقدس والكتب الدينية والطقسية كما امتاز بنسخ الكتب وحسن الخط القبطي والعربي وأتقن فنون الزخرفة الدينية فرسموه قسا فقمصا.
وكلفه البابا كيرلس الخامس بتدريس اللغتين القبطية والفرنسية بمدرسة الرهبان اللاهوتية . وبعد نياحة الأنبا ميخائيل اسقف أسيوط وقع الاختيار عليه ليكون اسقفا لأسيوط فرسم مطران لأسيوط سنة 1897 م باسم الأنبا مكاريوس ولما جلس على كرسيه اهتم برعاية شعبه واهتم بتعليمه العقيدة الأرثوذكسية وقضى على كرسي أسيوط 47 سنة ساهرا على خدمة شعبه، ولما تنيح البابا يوأنس 19 تم اختياره بطريركا وجلس على الكرسي المرقسي يوم الأحد 13 فبراير سنة 1944 م وحدث في أيامه خلاف شديد بين المجمع المقدس والمجلس الملي العام فاضطر البابا للاعتكاف بعض الوقت في حلوان ثم ذهب إلى دير الأنبا بولا بصحبة بعض الآباء المطارنة ثم عاد إلى كرسيه واستقبله الشعب استقبالا حافلا وانعقد المجمع المقدس برئاسته .
واصدر في أول يناير سنة 1945 م بعض القرارات الهامة مثل قصر الطلاق على علة الزنا والاهتمام بقانون الأحوال الشخصية والاهتمام بتثقيف الرهبان وإنشاء سجلات للعضوية الكنسية بكل كنيسة . مرض في أواخر حياته ثم تنيح بسلام بعد أن جلس على الكرسي المرقسي سنة واحدة و6 أشهر و19 يوما. بركة صلواته فلتكن معنا ولربنا المجد دائما أبديا . آمين .