شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة غابرييلي كاتشيا في اجتماع رفيع المستوى نظمته الجمعية العامة للأمم المتحدة،أمس الثلاثاء، لتسليط الضوء على اليوم الدولي ضد الاختبارات النووية.
وسلط من خلال مداخلة الضوء على مواقف البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، تجاه هذه المسألة.
استهل الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلته مشيرا إلى أن الحبر الأعظم يشجع الجماعة الدولية اليوم على استخلاص العبر من الاختبارات النووية، وقال “إن صوت البابا هو من بين الأصوات التي تدعو العائلة البشرية إلى تقدير أعمق للجمال والحب والتعاون والأخوة، وتذكّرها في الآن معاً بالمخاطر التي تترتب على الأسلحة النووية القادرة على تدميرنا وتدمير حضارتنا برمتها”.
بعدها ذكّر رئيس الأساقفة كاتشيا المشاركين في اللقاء بأن أول اختبار نووي أجري لثمان وسبعين سنة خلت في ولاية "نيو مكسيكو" الأمريكية، مشيرا إلى أن هذا الحدث أطلق سباقا في التسلح تخللته اختبارات نووية استمرت طوال القرن العشرين، وأكد أن تلك الاختبارات سببت أضرارا جسيمة، وأدت إلى تهجير الأشخاص وولدت مشاكل صحية، وسممت الطعام والمياه وقطعت الرابط الروحي القائم بين السكان والأرض، التي هي بيتنا المشترك.
ولفت إلى أن هذه التجارب النووية أثّرت بشكل أساسي على حياة السكان الأصليين، على العديد من الرجال والنساء والأطفال، الذين لم يحصلوا على الدعم الكافي.
وأضاف في هذا السياق أن الدول التي تعتمد على الردع النووي لديها التزامات خلقية وقانونية لكونها مدعوة إلى إعادة بناء حياة الأشخاص والجماعات والمنظومات الإيكولوجية التي تضررت بسبب تلك الاختبارات.
وذكّر بأن فرضية استئناف التجارب النووية تبقى اليوم واقعية وللأسف، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى تفاقم عملية سباق التسلح وسيهدد الأمن الدولي.
وأكد الدبلوماسي الفاتيكاني أن الكرسي الرسولي يدعم الجهود الهادفة إلى إدخال المعاهدة الشاملة لحظر التجارب النووية حيز التنفيذ، لافتا إلى أنها جاءت ثمرة لعقود من المساعي التي بدأت في العام ١٩٦٣. كما أن الكرسي الرسولي يدعم تطبيق المعاهدة المتعلقة بحظر الأسلحة النووية، من أجل التوصل إلى عالم خالٍ من هذا النوع من الأسلحة.
وختم كاتشيا مذكرا بكلمات البابا فرنسيس الذي أكد أن الأسلحة النووية لا يمكن أن تكون ركيزة لخلقية الأخوة، كما كتب في رسالة وجهها إلى المشاركين في مؤتمر فينا بشأن التأثير الإنساني للأسلحة النووية في السابع من ديسمبر ٢٠١٤، مؤكدا أن التوصل إلى حظر عالمي للاختبارات النووية وإلى معالجة الآثار الناجمة عنها هو السبيل الذي يقود نحو بناء أجواء من الثقة والحوار الصادق.