الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"سلماوي" يرصد حياة أديب نوبل "في حضرة نجيب محفوظ"

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رواية بوليسية مترجمة تشكل مستقبل "محفوظ".. وجنيه "الثقافة" يغطي تكاليف عشاء "شلة" العباسية

عن بُعد خُطوة واحدة يرصد الكاتب الكبير محمد سلماوي في كتابه “في حضرة نجيب محفوظ”، حزمة من المضامين ــ متباينة الأبعاد ــ لرجل له أبعاد كثيفة الوضوح في كل تفاصيل حياته بوسيع معنى كلمة حياة.

وبذاكرة فوتوغرافية بالأحرى فيديو انتقى لنا منها الكاتب كادرات خاصة نقلت على متنها دقيق تفاصيل مقابلات محفوظ وحواراته ومواقفه التي برزت فيها خصائص شخصيته الأصيلة.

ضمن تلك التفاصيل، حوار لم ينشر إلا في هذا الكتاب للمرة الأولى، يكشف ـ خفة دم ـ محفوظ المصري ابن البلد على متنه استطرد أديب نوبل الكتاب الأول الذي قرأه بين سنة 1922 وسنة 1923 في مرحلته الإبتدائية وقتذاك وكان قد استعاره من صديقه يحي صقر

كانت رواية مترجمة "بوليسية" ومن سلسلة “ابن جونسون” الشهيرة، قال محفوظ عنها: "أحمد الله أنها لم تكن كتابًا في علم الحشرات، ربما تشكل مستقبلي بطريقة أخرى".

ويتابع حديثه الممتع: أما محطتي الثانية فكانت حين تعرفت إلى المنفلوطي لأول مرة، فانقلبت معي القراءة إلى مسألة جدٍ وليس مجرد تسلية، ما جعلني أترك القسم العلمي وحبي للرياضة وأتوجه للقسم الأدبي".

ويشرح محفوظ بعد ذلك أنه تخصص في الفلسفة؛ نظرًا إلى حبه الشديد للأدب.. قائلا: وقد تابعت بشغف أعمال كل من العقاد، وطه حسين، والمازني، ومحمد حسين هيكل، قبل توفيق الحكيم، ويحيى حقي”.

وفي سياق الحوار وعلى جانب آخر منه يشير الحوار إلى بدايات النشر لأعماله الإبداعية يقول نجيب محفوظ: "كنت أنشر قصصي ومقالاتي بلا مقابل، وكانت المرة الأولى التي أتقاضى فيها مرتبًا من مجلة كانت مجلة "الثقافة"، وكان قدره جنيهًا، فقمت بدعوة شلة العباسية جميعًا على العشاء.. في هذا الوقت وضعت لنفسي برنامجًا للقراءة بدأت فيه بالأدب العالمي، الإنجليزي والفرنسي والإغريقي القديم، وتكونت عقليتي من الكتب، وكذلك من المقاهي التي صقلت قدراتي الأدبية".

ويكشف الكاتب الكبير محمد سلماوي في كتابه "في حضرة نجيب محفوظ" سمة من سمات شخصية محفوظ المدهشة في التعامل مع التكريمات والجوائز ومن ضمنها جائزة نوبل حيث أنه لم يذهب لاستلامها وقامت ابنتيه باستلام الجائزة وحضور مراسم حفل نوبل برفقة الكاتب، ونجيب جلس في بيته الواقع على النيل في حي العجوزة يشاهد على الهواء مباشرة تكريمه من التلفاز.

تلك الجائزة التي قام بتقسيم قيمتها المادية بينه وبين زوجته وكريمتيه بالتساوي، بحسب الشريعة الإسلامية، ومن ثم تبرّع بالجزء الخاص به بكامله إلى مرضى الفشل الكلوي.

ويذكر الكتاب أيضا حكاية توجه ستوري آلين، السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية، في لقائه مع محفوظ، بالشكر إلى أديب نوبل لقبوله جائزة نوبل، وقال له: "لقد صححت بذلك وضعًا كان خاطئًا، فعدم منح الجائزة لأي أديب عربي طوال عمر الجائزة، يمكن أن يمس مصداقيتها".

ويوضح سلماوي مركزية نجيب الثقافية في طلب نادين جورديمر، الكاتبة الجنوب أفريقية الحائزة نوبل، والتي اشترطت كي تزور مصر سنة 2005 أن يتم ترتيب زيارة لها مع نجيب محفوظ، وقد كانت المقابلة في بيت محفوظ، حيث أهداها كتابه الجديد آنذاك والمترجم إلى الإنجليزية "أحلام فترة النقاهة".

كان يوم السبت مخصص للقاء الكاتب  وأديب نوبل من كل أسبوع لإتمام سلسلة من الحوارات الصحفية حول نقاط يتفق عليها ليتم نشرها في صحيفة "الأهرام" كبديل لعمود الرأي الذي اعتاد محفوظ كتابته ولم يعد قادرا على مواصلة الكتابة. وكان محفوظ يقول: " إبقى هاتهم معاك يوم السبت" كلما قال سلماوي له أن فلان يريد لقاءك وكانوا من جنسيات مختلفة.

وأكثر ما يوضح سمات وأبعاد شخصية أديب نوبل هو النظام حيث أنه كان يعيش تحت سيطرة جدول مواعيد ثابت يكشفها سلماوي حينما يذكر أن في مساء أيام الآحاد كان يلتقي بمجموعة من الأصدقاء داخل فندق "شبرد"، وتضم الدكتور محمد الكفراوي وعلي سالم وإبراهيم عبد العزيز. وفي مساء أيام الثلاثاء من كل أسبوع أيضا كان يلتقي بالأدباء جمال الغيطاني ويوسف القعيد وعبد الرحمن الأبنودي، في باخرة "فرح بوت" على ضفاف نيل الجيزة.  وكان يوم الجمعة كان يرتبه الدكتور يحيى الرخاوي مع مجموعات من الشباب من مريديه، إنما يوم الخميس كان مخصص للـ"حرافيش"، وهم: المخرج الكبير توفيق صالح، عادل كامل، أحمد زكي مخلوف، محمد عفيفي، أمين الذهبي، الممثل أحمد مظهر.