في عالم مليء بالمؤامرات والمناورات السياسية، حيث تلتقي مصالح الدول وتصطدم، نجد تواريخ الممالك والإمارات في أوروبا خلال القرون الوسطى تمتزج بالدسائس والصراعات على السلطة، ومن بين تلك الأحداث الملتهبة والسياسية الغامرة، يشرق قمر الحب ليرسم قصة رومانسية مؤثرة تجمع بين الأمير بيدرو الأول وفتاة ساحرة تُدعى إينيس دي كاسترو.
وترسم بداية هذه القصة في عام 1336م، عندما كانت أرض البرتغال تشهد تحولات سياسية واضطرابات؛ وولد في ذلك الوقت الأمير بيدرو الأول، وهذه كانت بداية قصة ملحمية تربط بينه وبين إينيس دي كاسترو.
إينيس دي كاسترو، الجمال الساحر ذو الشعر الذهبي والعيون الزرقاء، كانت مصدر جاذبية لا يمكن تجاوزه. وبينما كانت السلطات والتحالفات تتلاحق في الخلفية، ازداد حب بيدرو وإينيس قوة. تحاول السياسة أحيانًا تفريق أشخاص متحابين، وهكذا كانت الحال بينهما. لكن المشاعر الصادقة لم تتزعزع.
ولكن مأساة كبرى جاءت لتغير مجرى هذه القصة؛ ففي عام 1355، وقعت مأساة لم يتمناها أحد، إذ تم قتل إينيس دي كاسترو بوحشية أمام أعين أطفالها، مما أحدث صدمة كبيرة في قلب بيدرو، واشتعلت النيران في قلبه واشتدت رغبته في الانتقام واستعادة ما فقده.
وأصبح بيدرو الأول ملكًا، لكن حبه لإينيس لم يخفت مع زمن الحكم. وفي لحظة تأثيرية ومؤثرة، قرر بيدرو تكريم حبيبته الراحلة، استخرج جثمانها من قبرها وأعاد وضعها على العرش، حيث أعلنها ملكة رسميًّا، تجسيدًا للحب العميق، احتفظ بذكراها واستمر في تقديم الولاء لها حتى في زمنه كملك.