ولد في محافظة الدقهلية، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة قسم الإذاعة والتليفزيون عام 1986، وتبعه ببكالوريوس التمثيل والإخراج من المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام 1991، وحصل على دبلوم الدراسات العليا من قسم الإخراج الدرامي بتقدير جيد جدًا عام 1993، وحصل على الدكتوراه من إيطاليا، وشارك في العديد من الأعمال الدرامية التليفزيونية والسينمائية والمسرحية، آخرها شخصية نابليون في مسلسل «سره الباتع» ودوره في مسرحية «تشارلي شابلن».
مؤخراً أسند إليه مهمة عميد المعهد العالي للفنون المسرحية إلي جانب كونه مديراً للمسرح القومي، عن هذه المناصب والتطوير الذي يطمح إليه لتحقيق أهدافه المستقبلية، التقت "البوابة نيوز" مع الفنان الدكتور أيمن الشيوي فجاء هذا الحوار:
< في البداية نقدم لك التهنئة على توليك مهمة عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، ونود معرفة خططك المستقبلية لهذا الصرح الكبير؟
- دائماً أعتبر المعهد العالي للفنون المسرحية هو مصنع الفنانين، حيث تربينا بين جنباته، ولكن نتيجة ظروف معينة أصبح هناك بعض المشاكل، فالأشياء تتقادم بمرور الوقت، وأصبحنا في حاجة للتطوير على كل المستويات داخل المعهد، مستوى المباني والمسارح والمناهج والارتقاء بأعضاء هيئة التدريس وتدريب الطلاب وربط الخريجين بسوق العمل، وهذا ما أهدف إليه بالطبع، حيث لدينا علي سبيل المثال قسم الدراما والنقد، وهو مجال خصب جدا لتخريج مؤلفين وكتاب سيناريو أو نقاد، ولدينا قسم التمثيل وهو مفرخة لتخريج ممثلين اكاديميين ودارسين، وبالطبع لدينا طاقات هائلة لا حصر لها في هذا القسم، وأيضاً لدينا قسم ديكور، وأزعم أنني شاهدت جامعات كثيرة علي مستوى العالم لا تمتلك هذه القدرات الفنية مثلما نمتلك نحن.
ولكن المشكلة التي نواجهها هى كيفية التكامل والتنسيق حتى نقدم الخريج لسوق العمل سواء للمؤسسات الخاصة أو التابعة للدولة بشكل رائع.
< هل هناك خطط تم وضعها بالفعل لتطوير المناهج بالشكل الذي يحقق ما تهدف إليه؟
- بالطبع أكاديمية الفنون تابعة لوزارة الثقافة، وكمناهج تعليمية نتعامل كجامعة، لكن الإشراف تابع لوزارة الثقافة، ونحن نرغب في ان نقدم لوزارة الثقافة دماء جديدة يتم ضخها في الوزارة وفي الدولة المصرية كلها ، وهنا لابد أن اشير الي انه لدينا عدد كبير جدا من الخريجين المنتشرين في كل الدول، يحملون لواء الفن والمسرح ويتواجدون في العديد من الدول العربية، لذا رغبتنا ملحة لتطوير أدوات خريج المعهد ، كما اننا نريد أن نواكب أحدث المواصفات العالمية في هذه المسألة .
< ما الخطوات الفعلية لتحقيق هذا الأمر؟
- نحن نسعى لتطوير المناهج منذ فترة، حيث تم تغيير اللائحة القديمة، وبدأنا منذ حوالي 10 سنوات في تنفيذ لائحة جديدة تعتمد علي الساعات المعتمدة، كما أصبح لدينا في الأكاديمية ما يسمى بنظام التعليم الموازي، والذي يمنح الفرصة للجميع بالتعلم، ولا يشترط مسألة السن، كما يوجد لدينا ورش العديد من الدول في أوروبا وأمريكا، وهنا لابد أن أذكر أنني عن نفسي لدى تجربة خاصة وهى حصولي على الدكتوراة من إيطاليا، لذا فأنا أعلم نظام الدراسة لديهم، وأيضاً لدينا العديد من الزملاء الحاصلين على الدكتوراة من النمسا وإنجلترا وأمريكا وغيرها، وجميعنا نتدارس أنسب وأفضل المناهج الدراسية التي تناسبنا، وكيفية تطوير أنفسنا ومناهجنا بالشكل الملائم.
وبالفعل بدأنا في التطوير منذ سنوات، ونستمر في عملية التحديث والتطوير، وحالياً نناقش جودة التعليم، وكيفية الحصول على الجودة من وزارة التعليم العالي، حيث ندرس مواصفات خريج المعهد لدينا، وكيف يتحول بكفاءة لسوق العمل، وغالبا سوف يتم الموافقة على حصولنا على جودة التعليم في هذا العام، طبقاً للمواصفات القياسية القومية المصرية، أما تطوير المناهج فهو لن يأتي مرة واحدة، ولكن غالباً يحدث بطريقة تدرجية، وبنسبة 10% كل 4 سنوات، وفيما يخص أعضاء هيئة التدريس نقوم بعمل دورات تدريبية وضخ دماء جديدة من خلال تعيين معيدين جدد، لأن كل عضو جديد هو بمثابة دم جديد يجدد ويغير ويطور.
< هل هناك آلية جديدة لربط الخريج بسوق العمل؟
- ربط الخريج بسوق العمل عملية صعبة جدا ومتفرعة، خاصة في ظل الظروف الحالية، والمسألة تحتاج لمزيد من التنظيم، وهناك بروتوكول مع شركات الإنتاج، وذلك حدث من خلال النقابة، حينما كان رئيس الأكاديمية السابق هو الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، وهناك بروتوكلات مع جهات انتاجية، وهنا لابد ان اشير الي ان خريجي المعهد يعملون بشكل ممتاز ، على الاقل الخريجين وبعض الطلبة، وعن نفسي أسعى يكون طالب المعهد مرتبطاً بسوق العمل وهو في السنة الثالثة من دراسته، حتى ينال الخبرة الكافية، سواء بالعمل في المسرح أو التليفزيون أو السينما.
< كيف تنظر إلى ما يسمى بأزمة المسرح بصفة عامة مقارنة بالسينما والتليفزيون؟
- للأسف دائماً هناك من يقيس علي نموذج فترة الستينيات رغم أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والفكرية كلها مختلفة، فالعالم كله تغير بمعنى إذا كنا نقول إن هناك مشكلة في المسرح، فالعالم كله يقول ذلك أيضاً، لأن المسرح تعرض لهزات كثيرة سواء على المستوى التكنولوجي أو مستوى تأثير السوشيال ميديا أو تأثير السينما والفيديو، إذن المسرح لابد أن يجدد من نفسه، والتجديد هنا لابد أن يحدث في الشكل وفي المحتوى أيضاً، وبالنسبة لنا بدأت الصورة تتضح، ماذا ستقدم لجمهورك؟ وجمهورك ماذا يريد أن يشاهد؟ وكيف نتقابل في المنتصف بين رغبة الجمهور ورغبة المبدع، وهذا ما نسعى لتحقيقه، وأستطيع أن أقول إن لدينا عرض مثل مسرحية «سيدتي أنا» يعرض حاليا على خشبة المسرح القومي، حيث تخطى أكثر من 32 ليلة عرض كامل العدد، وهناك أيام عديدة الجمهور لا يجد حجزا ويتم ترحيله للأسبوع التالي، كما أنني ومن خلال مشاركتي في مسرح الجامعة لاحظت وجود طاقات شابة رهيبة وعروض مسرحية مهمة جدا تتجاوز كل المعوقات وبميزانيات قليلة جدا.
< هل مسرح الدولة في حاجة لدعم مادي أكثر؟
- الدولة تقدم الدعم على كل المستويات، ولكن نحتاج أكثر للمرونة في التعامل مع المنتج الفني، بمعني أن يكون لدينا حرية أكبر في التعامل مع القطاع الخاص، فالدولة تقدم الكثير، ولكن لابد من أن تكون القوانين مرنة أكثر، فهناك مثلاً من يرغب في المساهمة في أحد العروض بالمسرح القومي ويرغب في أن يتم دعاية له، وقتها من الممكن أن يكون هناك اتفاق بأن يساهم في الديكور أو في دفع أجر نجم كبير.
وأيضاً مسألة عرض مسرحيات الدولة بالقنوات التليفزيونية، هناك العديد من المسرحيات التي تم تنفيذها بشكل لائق جداً وحققت نجاحاً كبيراً، ونرغب في تصويرها وعرضها بالتليفزيون، هنا لابد من مقابل مادي من جانب القنوات لهذه المسرحيات، حتى تتواصل وتستمر عمليات أنتاج العروض المسرحية بشكل دائم.
وهناك اقتراح بأن تساهم مثل هذه القنوات في إنتاج هذه العروض، حيث تتلاقى الأفكار لتنفيذ مسرحيات مشتركة، ودعني أقول لك إن العرض المسرحي لا يتجاوز تكلفة نصف حلقة من مسلسل تليفزيوني.
لذا أرى أن المفروض أن تكون هناك مرونة أكثر لإنتاج مسرحيات آكثر، بها المحتوى والمضمون الذي يخدم مؤسساتنا وأيضا بها المتعة والترفيه.
< هل أنت مع مقولة أن مسرح الدولة لا توجد به عناصر الجذب الكافية مثلما يوجد في المسرح الخاص؟
- أدعو الجميع لمشاهدة مسرحية «سيدتي أنا»، حيث تتوافر بها كل عناصر المتعة والأبهار التي يشاهدها الجمهور في المسرح الخاص، وأيضًا هناك «الحفيد» و«المتفائل» و«شارلي شابلن»، وغيرها، ودعني أفصح لك أننا وبدون دعاية وبالاعتماد على أنفسنا فقط في السوشيال ميديا نجحنا في اجتذاب الجمهور من القاهرة والمحافظات المختلفة.
< اجتذاب نجوم سوبر ستار وسيلة جذب أخرى للمشاهد كيف يتم تحقيق هذا الأمر؟
- بالطبع هناك عناصر جذب للجمهور كثيرة جداً، ومنها وجود نجوم سوبر ستار، وأرى أن هناك فئة من الجمهور النجم بالنسبة لها رقم واحد، وهناك فئات أخرى ترى أن المؤلف أو المخرج أو المكان نفسه مثل المسرح القومي هو عنصر جذب، ونحن لدينا وعد بتطوير المنطقة المحيطة بالمسرح القومي في شهر أكتوبر المقبل.
وبالنسبة لكبار النجوم، تحضرني مقولة للفنان الراحل نور الشريف : «كل سنتين أحب أدرب نفسي أعمل عرض مسرحي»، وكذلك حب الفنان الراحل عزت العلايلي للمسرح كان كبيراً جداً، وأيضاً الفنان القدير يحيي الفخراني، هؤلاء القمم لم يتأخر أحد منهم، بالرغم من أن المقابل المادي لأي نجم يظل يحضر 4 و 5 أشهر حتى يقدم عرضا مسرحيا، لا يصل أجره أبداً لما يحصل عليه في حلقة أو حلقتين من مسلسل تليفزيوني، ولكن للمسرح مكانة خاصة في قلوب النجوم، وهناك عدد كبير من النجوم سوف يكونون معنا خلال الفترة المقبلة.
<هل استمرار عرض واحد لمدة طويلة أم إنتاج العديد من المسرحيات هى الأفضل؟
- أنا مؤمن بالجدوى الاقتصادية، حيث أرى أن هناك عرضا مسرحيا في بداية عرضه تم صرف ما يوازي 700 ألف، هذا الرقم سوف يتم دفعه لمرة واحدة فقط، وفي فترة عرضه الثانية لن تصل تكلفته إلى هذا الحد، ومن الممكن ان تكون هذه التكلفة حوالي 300 ألف فقط، فلم لا يستمر عرضه طالما أن شباك التذاكر عليه زحام لمشاهدة هذا العرض ويحقق أرباحاً جيدة ، فأنا أسعى دائماً لاستثمار التجهيزات الأولى بالشكل الأمثل، وهذا حق الدولة ولن أفرط فيه مطلقاً، لذا نجاح العرض واستمرار عرضه أفضل من تنفيذ عروض أكثر.
< وماذا عن الجديد لديكم في المسرح القومي؟
- لدينا عرض للكاتب عبدالرحيم كمال من إخراج الفنان أحمد عبدالعزيز وبطولة كمال أبورية ورانيا فريد شوقي، كما يوجد لدينا بعض الاتفاقيات مع مجموعة من النجوم الشباب، وسوف نعلن عن الأسماء قريباً.
< صباحاً أنت عميد معهد الفنون المسرحية وليلاً أنت مدير للمسرح القومي، هل لديك وقت للممثل أيمن الشيوي؟
- أنا أرتب وقتي بشكل جيد جداً، ودائماً أقول لنفسي أنا أعمل في مجال الفن، أقوم بتدريس الفن، وأدير الفن، وأمثل، فحينما يكون لدي كممثل ليلتا عرض مثلاً في مسرحية تشابلن على مدار شهر كامل، فهذا أمر جيد، أو يكون لدي تصوير 10 أيام في أحد المسلسلات يتم توزيعها على مدار 4 أشهر، فهذا حسن للغاية، كما أود أن أشير إلى أنني كممثل مقل جداً، حيث أوافق على ما يتناسب مع كوني أستاذ جامعة وفنانا يحترم نفسه، أضف إلى ذلك أنني لست من هواة «قعدة البيت أو حب الإجازات، فلو حصلت على يوم إجازة فقط طوال الشهر لا أستطيع تحمل البقاء بعيداً عن العمل لمدة يوم آخر، فسعادتي ومتعتي في الشغل وهذه نعمة كبيرة من ربنا.
< كيف ترى ردود الفعل حول مسلسل سره الباتع ودور نابليون الذي جسدته؟
- العمل في مجمله عمل وطني مهم جدا، وهناك من بدأ الهجوم عليه قبل أن يراه، ودعني أفصح لك، أن المخرج خالد يوسف قام بتجميع صور كل الممثلين العالميين الذين قدموا شخصية نابليون، وقال إنه بالطول والعرض وملامح الوجه، أفضل واحد عمل الشخصية دي هو أيمن الشيوي، وهنا لابد أن أشير إلى أننا لم نقم بعمل فيلم تسجيلي عن نابليون، وما كان يهمنا موقفه من مصر، وعن نفسي أنا أتقبل النقد البناء، وأرى أن سره الباتع عمل رائع جداً، وكل فريق العمل بذل فيه مجهود كبير جداً، وسوف يراه المشاهد قريباً في فيلم، كما أن الجزء التاريخي به سوف يتم تنفيذه في عمل تليفزيوني وحده.