طالبت العديد من دول العالم، بما في ذلك الصين، من المتحف البريطاني، المتورط في فضيحة سرقة كبيرة، إعادة آثارها، بحسب ما ذكر موقع "artnet news" الألماني، وتأتي تلك المطالب في ضوء سرقة 2000 قطعة أثرية من المتحف البريطاني.
ونشرت الصين طلبها الرسمي في صحيفة "جلوبال تايمز" المملوكة للدولة والناطقة باللغة الإنجليزية، حيث أدرجت بعض القطع الأثرية الصينية التي يبلغ عددها حوالي 23000 قطعة أثرية في المتحف.
وجاء في افتتاحية الصحيفة: “الغالبية العظمى من المجموعة الضخمة من الآثار في المتحف البريطاني والتي تصل إلى ثمانية ملايين قطعة جاءت من دول أخرى غير المملكة المتحدة، وتم الحصول على جزء كبير منها من خلال قنوات غير شرعية وغير لائقة”.
كما تأتي تلك المطالب في أعقاب الكشف عن أن موظفا بالمتحف البريطاني قام بسرقة ما يقرب من 2000 قطعة أثرية من المتحف، بما في ذلك المجوهرات الذهبية والأحجار شبه الكريمة، وبيعها على موقع " eBay".
وأقال المتحف البريطاني بيتر جون هيجز، كبير أمناء الفن اليوناني والروماني، الذي يعتقد أنه مسئول عن السرقات. كما استقال هارتويج فيشر، مدير المتحف، من منصبه، بسبب الفضيحة.
ولطالما اعتبر المتحف البريطاني أنه مجهز بشكل أفضل من الدول الأخرى لحماية القطع الأثرية التاريخية، لكن مثل هذه السرقة والتي لم يتم اكتشافها لفترة طويلة تمنح دولا مثل نيجيريا واليونان الحق في معاركها من أجل استعادة آثارها.
وأصبحت دول مثل اليونان ونيجيريا والصين صريحة بشكل متزايد في اعتقادها بضرورة إعادة القطع الأثرية الخاصة بها والتي استولت عليها أو نهبتها القوات الاستعمارية، خاصة في ضوء الفضيحة الأخيرة للمتحف البريطاني.
كما دعت إثيوبيا إلى إعادة آثارها، التي استولى عليها البريطانيون خلال عملية عسكرية عام 1868. وسعت الهند إلى عودة آثارها المنهوبة من قبل بريطانيا في عام 1879. وأيضا طالبت غانا بإعادة المجوهرات الذهبية التي نهبها الجيش البريطاني في عام 1874.
بينما طالب عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، بإنقاذ الآثار المصرية، حيث شدد أن ما حدث من المتحف البريطاني يعد جريمة في حق العالم بأكمله، لأن سرقة الآثار من متحف بهذا الشكل بمثابة كارثة كبرى، وينبغي أن تكون هناك مطالبة شعبية بأن هذا المتحف لا يستحق أن يعرض فيه الآثار المصرية.
وناشد حواس، منظمة "اليونسكو" ووزارة السياحة والآثار بضرورة عقد مؤتمر دولي لسحب الآثار المصرية من المتحف البريطاني، لافتا إلى أنه غير أمين على هذه الآثار.
وتابع حواس أن "وجود حجر رشيد داخل المتحف البريطاني هو خطأ فادح، لأن هذا الحجر هو أيقونة الآثار المصرية ومكانه يجب أن يكون في المتحف المصري الكبير بمصر"، لافتا إلى أن مصر هي التي تملك الآثار المصرية حتى وإن وجدت في متاحف الولايات المتحدة وأوروبا أو أي مكان في العالم، ولابد من المحافظة على الآثار من السرقة أو الترميم الخطأ.
وأضاف: "لو طالبنا بحقوقنا بقوة سنعيد آثارنا من المتحف البريطاني، لأن هناك سرقة كبيرة ومتعمدة للاَثار المصرية".